ميرون بنبنستي في هآرتس حول سطحية وضبابية الموقف الأمريكي من الصراع

ميرون بنبنستي في هآرتس حول سطحية وضبابية الموقف الأمريكي من الصراع
يكتب الباحث ميرون بنبنستي في صحيفة هآرتس اليوم حول سياسة الرئيس جورج بوش بالنسبة للصراع الفلسطيني اليهودي ويقول ان ما يميز هذه السياسة هو مجرد الكلام المتناقض والتصريحات غير الواضحة،وانه مهما حدث فان الولايات المتحدة لن تدفع ثمن تدخلها الفظ في هذه القضية مثلما تدفع الثمن مثلا جراء حربها الامبريالية في العراق.

وفي بداية كلامه يستعرض الباحث بنبنستي تصريحات بوش المختلفة ويقول انه عادة ما يميز تصريحاته هو بساطتها في التعبير عن واقع مركب ومعقد، ومع ذلك فان تصريحاته ومواقفه بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني اليهودي يشوبها دائما الضبابية وعدم الوضوح.

ويكتب بنبنستي: "يجد رئيس الولايات المتحدة جورج بوش دائما الصياغات البسيطة ردا على أسألة مركبة. وليس واضحا اذا كان نفسه يفهم الواقع بهذه الطريقة أو انه يريد بذلك عرض الواقع بطريقة مفهومة لكل شخص".

وحول ضبابية وركاكة تصريحاته يقول بنبنستي: "الجدار العازل، والدولة الفلسطينية "الرائعة" تتطلبان تعاملا أكثر عمقا، فالتعقيبات السطيحة تخلق الانطباع انه لا يولي هذه الأمور أهمية خاصة. وحقيقة ان هذه الملاحظات تعتبر لدى زبائنه في الأرض المقدسة كملاحظات مصيرية لا تعتبر عن جدية الرئيس، بل تعبر عن التخوف من هذر أقوى رجل في العالم".

ويقول بنبنستي مضيفا ان نفس الصورة من عدم الوضوح، والسطحية، وستار الدخان الخطابي، والشيء ونقيضه، تظهر من كلام ممثلين الادارة الأمريكية حول خارطة الطريق، ثم يتسائل بنبنستي: "ما هو الموقف الأمريكي من مسألة تجميد الاستيطان، والافراح عن الاسرى، وازالة الحواجز، وتفكيك البنى التحتية للارهاب، ومسار الجدار العازل حول القدس؟ وما هي الخطوات التي تنوي الادارة الأمريكية اتخاذها؟".

وفي هذا السياق يقول بنبنستي ان الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تعلما كيف يخدعان القاضي الأمريكي لكنه يضيف بان هذا القاضي (الولايات المتحدة) ليس هو من سيدفع الثمن لان الثمن سيدفعه الفلسطينيين والإسرائيليين، ويقول أيضا ان اول من "سيتضرر هو ممثل الطرف الضعيف - أي محمود عباس أبو مازن، حيث ان عدم احراز التقدم هو الذي سيقرر مصيره، ثم سيأتي بعده أريئيل شارون" عندما ستلغى الهدنة المعلنه وعندما سيصرخ الشعب الإسرائيلي متألما.

ثم يقول بنبنستي: "مع ذلك فثمة ثمنا للتبجح بان تكون شرطي العالم وتحاول فرض سلام امريكي اعتمادا على ايديولوجية سلطوية وامبريالية كما يمكن مشاهدة ذلك في العراق. حيث يتعلم الامريكان هناك على جلدهم ما هو ثمن المبادرة الى عملية طائشة وفاشلة".

ويشير بنبنستي انه في ظل عدم اتخاذ الولايات المتحدة لأي خطوات لتطبيق خارطة الطريق سوف تصعد من حالة اليأس ومن العنف وربيما هذا سيمس أيضا بالولايات المتحدة.

وفي الختام يكتب بنبنستي: "فليرحمنا الرئيس بوش: فاذا كان هذا هو مستوى تعامله معنا فليبحث له اذن عن زبائن آخرين، أما اذا كان الأمر يعنيه حقا فليقل صراحة ما هي رغبته وليعد العصا الطويلة".

التعليقات