"نقص في التدريب والذخيرة والطعام للاحتياط مقابل استعداد حزب الله"..

-

نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه مقابل النقص في التدريبات لجيش الإحتياط في إسرائيل، رغم الإعلان عن التدريبات المكثفة في إطار استخلاص العبر من الحرب الأخيرة، علاوة على النقص في الذخيرة أثناء التدريب، بالإضافة إلى النقص في الطعام المقدم للجنود، يعلن، في المقابل، حزب الله عن كونه على أتم الاستعداد لمواجهة إسرائيل في حال تنفيذها أي هجوم على لبنان، كما يعلن أنه استكمل استخلاص العبر والدروس من الحرب الأخيرة، فضلاً عن إعادة بناء ترسانته العسكرية بما يتناسب مع الظروف الجديدة التي نشأت بعد الحرب.

فقد كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عناوينها الرئيسية أنه بعد أن تكشف مستوى التأهيل المتدني لقوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، في أعقاب الحرب الأخيرة على لبنان، وبعد أن صرح عدد كبير من قيادات الجيش بأن الاحتياط لم يقم بإجراء تدريبات كافية في السنوات الأخيرة، وأنهم أخيراً يقومون بإجراء تدريبات مكثفة، إلا أن ما يقوله جنود وحدات مشاة في الجيش يؤكد أنه رغم التصريحات المذكورة فإن الطريق لإصلاح الاحتياط لا تزال طويلة.

وجاء أن جنود الوحدات المختارة "غولاني" و"غفعاتي" و"ناحال"، قد تجندوا للمرة الأولى منذ الحرب للاحتياط، على اعتقاد أن الجيش لن يوفر أية موارد من أجل إعدادهم للحرب القادمة، إلا أنه تبين أنه لم يكن هناك ذخيرة كافية لإجراء التدريبات، ولم يكن أمامهم سوى الجلوس والانتظار.

ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله إنه من بين أربعة أيام التدريب، لم تتدرب فرقته سوى ليومين فقط. وعلاوة على ذلك فقد تبين أن هناك نقصاً في المواد الغذائية.

وفي المقابل نقلت الصحيفة في عناوينها الرئيسية أيضاً تصريحات نسبتها لنائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، جاء فيها أن حزب الله تمكن من إعادة بناء قواته العسكرية، وأن مقاتليه على أتم الاستعداد لصد أي هجوم إسرائيلي آخر.

وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يمكث فيه خارج البلاد المسؤول عن تطبيق نتائج وتوصيات لجنة فينوغراد، رئيس هيئة الأركان السابق أمنون ليبكين شاحاك، فإن حزب الله يعلن أنه أنهى استخلاص النتائج والدروس من الحرب الأخيرة. وأنه في أعقاب الحرب تم تشكيل لجنة تحقيق داخلية لدراسة نقاط الضعف والقوة للمقاتلين والقيادة.

كما جاء أنه تم وضع خطة تدريبات عسكرية، وأن مقاتلي حزب الله على أتم الاستعداد لصد أي هجوم إسرائيلي. وبحسب الشيخ قاسم فإن إسرائيل سوف تتعرض في هذه الحالة إلى ضربة أقسى من الضربات التي تلقتها في الحرب الأخيرة.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية في بيروت تأكيدها أن حزب الله فعلاً قام باستعادة مخزون الصواريخ الموجودة بحوزته، وأنه تسلم صورايخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات من إيران عن طريق سورية.

كما نقلت الصحيفة عن المصادر الأمنية البيروتية ذاتها أن حزب الله قام بإرسال مئات الشباب إلى معسكرات التدريب في إيران بعد الحرب. وأضافت المصادر أنه رغم وجود القوات الدولية إلا أن حزب الله تمكن من إعادة بناء خطوط دفاعية جديدة، تقوم على "المحميات الطبيعة" وخنادق وتحصينات من الإسمنت تحت الأرض.

كما ادعت الصحيفة أن التصريحات المنسوبة لنائب الأمين العام لحزب الله بشأن جاهزية مقاتلي حزب لله لصد أي هجوم إسرائيلي محتمل، يستند إلى كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة من إنتاج إيران، والتي بدأت تتدفق على حزب الله منذ أن انتهت الحرب الأخيرة على لبنان.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إيران نقلت إلى لبنان منظومات أسلحة أكثر تطوراً عن تلك التي كانت بحوزته حتى الحرب. وبحسب خبراء إسرائيليين فإن الصناعات العسكرية الإيرانية تلقت تقريراً دقيقاً من حزب الله بشأن استخدام الأسلحة الإيرانية خلال الحرب.

وأضافت المصادر ذاتها أن الصناعات العسكرية الإيرانية، والتي تطورت بشكل ملموس في السنوات الأخيرة، تواصل تحليل نتائج الحرب على لبنان، من أجل تطوير وإنتاج نماذج جديدة من الأسلحة أكثر دقة وأشد فتكاً.

وبحسب الخبراء الإسرائيليين أيضاً، فإن وجود قواعد حزب الله شمال نهر الليطاني سوف يلزم حزب الله بزيادة مدى ودقة الصواريخ، علاوة على أن حزب الله يواصل تطوير قدراته في مجال الأسلحة المضادة للطيران من خلال الحصول على منظومات أسلحة ملائمة من إيران.

ونقلت الصحيفة عن خبير إسرائيلي قوله إن سلاح الجو الإسرائيلي لن يكون لديه حرية في العمل في الجولة القادمة مثلما كان عليه الوضع في الماضي. وأضاف المصدر نفسه أنه خلال الحرب الأخيرة لم يصطدم الطيران الإسرائيلي بمضادات أرضية ملموسة، إلا أن الاستخدام المكثف للمروحيات والطائرات المقاتلة سوف يؤدي بحزب الله إلى العمل من أجل الحصول على منظومات مضادة للطيران.

كما جاء أن الصناعات العسكرية الإيرانية قامت في السنوات الأخيرة بتطوير نماذج من صواريخ الكتف المضادة للطيران من نوع "ميساج 1"، والذي يشبه الصاروخ الصيني "فانغارد"، وهو صاروخ يصل مداه إلى 5 كيلومترات ويحمل رأساً متفجراً يصل وزنه إلى 1.5 كيلوغرام. وهو يعتبر صاروخ حراري، بمعنى أنه يتحرك بحسب الحرارة المنطلقة من الطائرة الهدف. كما أشارت الصحيفة إلى أن الطيران الإسرائيلي عادة ما يستخدم وسائل لتضليل مثل هذه الصواريخ عن طريق إطلاق مقذوفات حرارية لتتابعها الصواريخ من هذا النوع.

التعليقات