"وجودنا في المناطق المحتلة عنف"..

-

يقول ألوف بن في مقالة في صحيفة هآرتس بعنوان "أتركوا أولمرت وشأنه الآن" تطرق فيها إلى تقرير لجنة فينوغراد ومطالبة أولمرت بالاستقالة: إن في إسرائيل لا يوجد نقاش جدي على غرار ما كان بين بيرس وشامير أو نتنياهو ورابين. إذ أن كافة المرشحين للقيادة يعرضون نفس الطريق: مفاوضات مترددة مع المعتدلين الفلسطينيين، مقاطعة سياسية لحماس، جمود في المسار السوري، خشية من النووي الإيراني، واستمرار النمو الاقتصادي. ويخلص بن إلى القول: في وضع من هذا النوع سيحدث تبديل رئيس الحكومة ضجة ويزج بالدولة إلى حملة انتخابية لا حاجة لها وبالتالي لن تغير نتيجتها شيئا.

ويرى بن أن الأمور ستبدو في السنة القادمة بشكل آخر. إذ سيدخل إلى البيت الأبيض رئيس جديد وسيحاول انتهاج سياسة مختلفة عن سياسة بوش في الشرق الأوسط. وحينذاك سيكون الوقت مناسبا لدراسة تغيير القيادة الإسرائيلية وملاءمتها للتغييرات في المنطقة، لهذا ثمة منطق بالذهاب إلى انتخابات عام 2009، بحيث تتركز في السياسة التي تتناسب مع مستقبل الدولة.
وفي الشأن الفلسطيني كتبت الكاتبة اليسارية عميرا هس، مقالة في نفس الصحيفة تحت عنوان "وجودنا هناك عنف" كرستها للاحتلال الإسرائيلي وممارساته على الأرض الفلسطينية. وتطرقت هس في مقالتها إلى تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على إثر مقتل الجنديين الإسرائيليين يوم الجمعة الماضي.

وتقول هس: حينما أعرب رئيس حكومة رام الله سلام فياض عن أسفه لمقتل السائحين المسلحين من كريات أربع، يوم الجمعة الماضي، أثار الغضب لدى جمهوره. "كل حادثة وفاة هي غير مجدية "، تلك كلمات حكيمة وإنسانية. لو أن الغاضبين عليه استمعوا جيدا، لكانوا أدركوا أن يشير إلى الإسرائيليين أن موت الفلسطينيين أيضا غير مجد. وتضيف: "ليس من مسؤولية فياض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يعبر عن أسفه على قيام الجنود الإسرائيليين بقتل مواطنة من غزة الحاجة خالدية حمدان والتي تبلغ 51 عاما حينما عادت من مكة عن طريق حاجز إيريز".

وتتابع: "ولكن فياض لم يكتف بالتعبير عن الأسف: وحسب صحيفة القدس الفلسطينية، قال أن العملية العسكرية تمت على أراض فلسطينية وأن على السلطة الفلسطينية الإيفاء بالتزاماتها الأمنية. وحسب هآرتس، قال فياض إن السلطة اعتقلت مشتبه بهم وأنها تعمل بتعاون مع قوات الأمن الإسرائيلية.والآن يدعي الشاباك أن للمعتقلين الذين سلما نفسيهما علاقة بالأجهزة الأمنية الفلسطينية(الفلسطينيون ينفون)

وتنتهي بالقول: "جعل فياض رد فعله مناسبا للتوقعات الإسرائلية والأمريكية من السلطة الفلسطينية. وبالرغم من كون الجيش هو السيادي الكامل على كل المنطقة، يتوقع من السلطة أن توفر الأمن للإسرائيليين، أي أن تعمل كمقاول للشاباك. ولكن حتى فياض لا يمكنه الوقوف بتلك التوقعات منه، لأنها تتعارض بشكل كلي مع التجارب الشخصية لدى كل فلسطيني، والتي ينبغي أن يعبر عنها، وهي أن العنف في وجودنا.


التعليقات