هآرتس: "على إسرائيل أن تسارع إلى عرض مبادرة سياسية"

"خسرنا مبارك ولم نخسر مصر حتى الآن.. يجب أن نوضح للعالم العربي استعداد إسرائيل لتكون جزءا من الواقع الجديد"

هآرتس:
كتبت هيئة تحرير صحيفة "هآرتس" الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، أن الثورتين التونسية والمصرية، والمظاهرات في إيران والبحرين، والإحساس بزلزال شرق أوسطي –كل ذلك- وفر لإسرائيل مكانة "الفراري" الذي تمكن من التهرب من الأضواء. وتساءلت عما إذا كان هناك من يريد الانشغال الآن بما يسمى "عملية السلام" أو تفكيك المستوطنات أو ترسيم الحدود بين "إسرائيل" و"فلسطين" أو تعريف الترتيبات الأمنية، في الوقت الذي لا يدري فيه العالم كيف يتصرف مع براعم الديمقراطية الجديدة.
 
وتضيف الصحيفة أن سياسة "تجاوزنا فرعون، وسنتجاوز هذا أيضا" التي ميزت الحكومة الإسرائيلية تستل مرة أخرى من الأدراج، رغم أن الاهتزازات في الشرق الأوسط الآن تلزم النظر بسرعة إلى التفكير الاستراتيجي، وذلك لأن العرب الذين تمكنوا من طرد اثنين من الطغاة ولم يقولوا بعد الكلمة الأخيرة سوف يطالبون حكوماتهم الجديدة مستقبلا باتخاذ سياسة خارجية صارمة بشأن العلاقات مع إسرائيل.
 
وقالت الصحيفة إن إسرائيل خسرت حليفا عندما طرد مبارك من الحكم، ولكنها حتى اللحظة لم تخسر مصر. وأضافت أن إسرائيل لم تكن الوحيدة التي خسرت شريكا، حيث أن السلطة الفلسطينية أيضا وجدت نفسها في وضع جديد حيث تراجع  موضوع "الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني" عن المنصة.
 
وبحسبها فإن الأهم هو أنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تلتزم بدعم جهمور عربي يرغب بالتحول الديمقراطي، وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوف يطمح إلى إعادة تثبيت مكانة الولايات المتحدة مجددا، كمن "تستجيب للجمهور وعلى استعداد للعمل لإبعاد الطغاة، وحكم الاحتلال".
 
وتخلص الصحيفة إلى أنه على إسرائيل ألا تنتظر إلى حين تتحول السياسية الجديدة (العربية الأمريكية) إلى وسيلة ضغط، وأنه من الأفضل، وخلافا لسياستها الخاطئة، النظر إلى التغييرات في الشرق الأوسط كفرصة للمسارعة إلى عرض مبادرة سياسية تتضمن أن "توضح إسرائيل للدول العربية والعالم أنها على استعداد أن تكون جزءا من الواقع الجديد".
 
وتضيف أنه على رئيس الحكومة الإسرائيلية ألا يكتفي بـ"متابعة التطورات عن كثب"، وإنما عليه أن يعرض خطة واقعية تتضمن جدولا زمنيا يتيح لمحمود عباس العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل استكمال "العملية السياسية".  

التعليقات