"لا لحدود 67 ولا للسيادة ولا لأي تقسيم للقدس ولا لحل لقضية اللاجئين"..

"نفترض أن نتانياهو عاقب السلطة الفلسطينية على المصالحة مع حماس، ونفترض أن بعث مساعده إيهود باراك لإغلاق صناديق الاقتراع.. فماذا سيحصل بعد أقل من نصف سنة عندما يصوت أكثر من 150 دولة في الأمم المتحدة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ويطالبون بحل عادل لقضية اللاجئين؟.. يبدو أن نتانياهو الذي تخفى في بار إيلان بزي قائد يعتقد أن كل يوم هو عيد مساخر (تنكر)"

في ظل الثورات في العالم العربي التي تطالب بالحرية والديمقراطية ، كتب عكيفا إلدار في صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين، إن هناك دولة واحدة في الشرق الأوسط ترفض الاعتراف بحق شعب صغير بانتخاب قادته.
 
وأشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يسير في أعقاب سالفيه في المنصب الذين طالبوا الفلسطينيين بإجراء انتخابات ديمقراطية، وعندما لم تعجبهم النتائج قاطعوا الحكومة المنتخبة. وأشار في هذا السياق إلى أن نتانياهو يهدد بوقف "مفاوضات السلام" في حال ضم محمود عباس حركة حماس إلى حكومة وحدة وطنية، ويتساءل في الوقت نفسه "كيف يوقفون أمرا غير قائم؟".
 
كما تساءل الكاتب عما سيقوله الإسرائيليون في حال أعلن عباس، غداة خطاب ليبرمان في الأمم المتحدة، بأنه لن يجري مفاوضات مع رئيس حكومة يعلن وزير خارجيته ونائبه أن الحديث عن الحل الدائم هو كذب وأن الاحتلال سيستمر 20 عاما آخرى أو أكثر؟ وكيف سيرد نتانياهو على مطلب فلسطيني بإبعاد "شاس" من الائتلاف الحكومي؟ وهل سيطلب نتانياهو الإذن من عباس بضم كتلة "الاتحاد القومي" والذي يعارض إخلاء أصيص متعفن في بؤرة استيطانية أقيمت على أرض خاصة للاجئ فلسطيني؟
 
وبحسب الكاتب فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وشركاءه في الرباعية الدولية سيجدون صعوبة في تجاهل ضغط الشارع الفسطيني على السلطة بإنهاء الانقسام. ويضيف أنه في حال توصل عباس إلى تفاهمات مع حماس بشأن خطوط الأساس لحكومة وحدة لا تتناقض مع أسس اتفاقية أوسلوا فإن إسرائيل لن تستطيع أن تقف في طريقه.
 
وبينما يذكر الكاتب بإعلان نتانياهو أنه على استعداد للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، فإنه يشير إلى أنه لا بد أخذ بعين الحسبان أن البرلمان في دولة سيادية هو الذي يضع القوانين بما في ذلك قوانين الانتخابات. ويتساءل في هذا السياق عما إذا كان نتانياهو يفكر بأن يطلب من المصريين أو الأردنيين أن يمنعوا الإخوان المسلمين من خوض الانتخابات أو عدم إشراكهم في الحكومة؟.
 
وبينما يتأسى الكاتب على خسارة فتح في انتخابات كانون الثاني/ يناير 2006، ويتأسى على أن أرئيل شارون لم يسلم قطاع غزة لعباس كـ"مقدمة على حساب الحل الدائم"، كما يتأسى خسارة شرطة عباس في حزيران/ يونيو 2007 المعركة على قطاع غزة، يقول إن الطريقة الوحيدة لتثبيت سلطة ما أسماه "التيار العلماني المعتدل" ولمنح الشرعية لمحمود عباس ولإعادة توحيد الضفة والقطاع، تمر عبر صناديق الاقتراع.
 
ويضيف أن إسرائيل لا تستيطع منع إجراء انتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكنها تستطيع أن تؤثر بشكل حاسم على النتائج. ويشير في هذا السياق إلى أن المقابلة التي أجراها نتانياهو مع "سي أن أن" هو خدمة إعلامية مجانية لحركة حماس، فهو يؤكد على ادعاءاته أنه لا يوجد شريك فلسطيني لحل الدولتين بطرق سلمية، وأن 7 رؤساء حكومات إسرائيلية حاولوا التوصل إلى سلام مع السلطة الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو إلا أن ياسر عرفات ومحمود عباس رفضا تقديم التنازلات المطلوبة.
 
أما بالنسبة للتسوية التي يقترحها نتانياهو، بحسب الكاتب، فيه "لا لحدود 67 كأساس للمفاوضات" و"لا للسيادة الفلسطينية الكاملة"، و"لا لأي تقسيم للقدس" و"لا لحل متفق عليه لقضية اللاجئين". أما الـ"نعم" فهي "نعم للاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي" و"نعم لتوسيع المستوطنات".
 
ويختم الكاتب مقالته بالقول "نفترض أن نتانياهو عاقب السلطة الفلسطينية على المصالحة مع حماس، ونفترض أن بعث مساعده إيهود باراك لإغلاق صناديق الاقتراع.. فماذا سيحصل بعد أقل من نصف سنة عندما يصوت أكثر من 150 دولة في الأمم المتحدة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ويطالبون بحل عادل لقضية اللاجئين؟.. يبدو أن نتانياهو الذي تخفى في بار إيلان بزي قائد يعتقد أن كل يوم هو عيد مساخر (تنكر)".

التعليقات