"الفلسطينيون يلعبون الشطرنج، أما نتنياهو فيلعب أمامهم البوكر"

كتب أليكس فيشمان في "يديعوت أحرونوت" اليوم أن نتنياهو يعتزم طرح خطة سياسية تقضي بإنسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية على مدار ٥ سنوات، على الأقل.

"الفلسطينيون يلعبون الشطرنج، أما نتنياهو فيلعب امامهم البوكر"، بهذا أختصر المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الرؤية الإسرائيلية لما يحصل حالياً بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وكتب أليكس فيشمان في "يديعوت أحرونوت" اليوم أن نتنياهو يعتزم طرح خطة سياسية تقضي بإنسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية على مدار ٥ سنوات، على الأقل.

وكتب فيشمان: هم يخططون بشكل مرتب وجذري لخطوة تدحر اسرائيل الى الزاوية: اعلان احادي الجانب عن دولة فلسطينية في ايلول، تسند بدعم دولي واسع. أما نتنياهو بالمقابل فيمتشق من كوم الورق السياسي جوكر يفترض أن يعرقل الخطوة الفلسطينية: خطة اسرائيلية احادية الجانب لاخلاء اجزاء من مناطق ب و ج في الضفة ونقلها بشكل كامل كمناطق أ للفلسطينيين، باستثناء الكتل الاستيطانية الكبرى، معظم المستوطنات ومناطق تعتبر حيوية للأمن الإسرائيلي.

وتابع: يدور الحديث عن خطة بعيدة المدى، تستغرق خمس سنوات على الاقل، في اثنائها تتيح اسرائيل حرية حركة للفلسطينيين بين الاجزاء المختلفة من الضفة، اقامة المدينة الفلسطينية الكبرى قرب رام الله وتسهيلات في كل مستويات المعيشة المدنية تسمح بالنمو الاقتصادي. لا أحد يعرف كم في المائة بالضبط من الارض سينقل الى الفلسطينيين من طرف واحد، وذلك لان الحديث يدور عن عملية متواصلة في أثنائها يمكن ان تطرأ تغييرات متنوعة – مثلا تغييرات في مبنى الائتلاف في اسرائيل، تؤثر على حجم اخلاء المستوطنات، اذا ما جرى هذا على الاطلاق. وستبدأ الخطة، في غضون بضعة اشهر، ولكن يمكنها أن تنال الزخم في اللحظة التي يقرر فيها الفلسطينيون بانهم مستعدون لمفاوضات مباشرة على الحل الدائم.

وأوضح فيشمان: هذه الورقة يوشك نتنياهو على أن يعرضها في أيار القريب على مجلس النواب الامريكيين. لا يوجد أي ادنى شك في أن رئيس الوزراء سيعرض الخطوة الاسرائيلية، احادية الجانب، على خلفية الازمة في العالم العربي. وسيقول انه يوجد بين مصر واسرائيل اتفاق سلام كامل، ولكن الوضع الحالي في مصر من شأنه أن يشرخ هذا الاتفاق. غزة أخلتها اسرائيل بشكل احادي الجانب، وهي تدفع الثمن لقاء ذلك. فضلا عن ذلك، فقد وافقت اسرائيل على تجميد البناء في الضفة على مدى عشرة اشهر ولم تتلقى أي شيء في المقابل. ورغم كل هذا، كما سيقول نتنياهو، فاني اصر على التزامي بالدولتين للشعبين – وعليه فان اسرائيل مستعدة لاتخاذ خطوة احادية الجانب اخرى حيال السلطة الفلسطينية الى ان يصلوا الى محادثات مباشرة على الحل الدائم. وعندما سيسمع رجال الكونغرس بان اسرائيل تأخذ بمثل هذه المخاطر على نفسها، رغم تجربة الماضي، يؤمن نتنياهو بانه سيجترف عطفا من كل اطراف المجلس، ويمكن منذ الان تخيل التصفيق بوقوف الذي سيحظى به.

وأكد فيشمان أن نتنياهو  يلقي كلمته في ملعب ودي. زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ، الجمهوري اريك كنتور، دعاه لان يلقي كلمته امام المجلسين. وهذا حق محفوظ فقط للاصدقاء الاقرب لامريكا. بل ان كنتور أياه ابلغ نتنياهو، مع تسلمه مهام منصبه في تشرين الثاني بانه سيعمل كسترة واقية لاسرائيل ضد مبادرات الادارة. ان يعطي سناتور لزعيم اجنبي شيكا مفتوحا حيال الرئيس – هذا لا يرن ايجابيا في الاذن في امريكا. ولكن كنتور نجح في أن يجند ايضا رئيس مجلس النواب، جون باينور، وعندما تدخل دولة اسرائيل في أزمة سياسية فان كنتور سيخرج لنتنياهو حدثا محترما هدفه المركزي ليس فقط الخطة احادية الجانب – والتي لا بد سيرفضها الفلسطينيون رفضا باتا – بل اساسها بث رسائل الجمهوريين ورسائل اسرائيل الى الرئيس، الى السلطة الفلسطينية والى العالم بأسره.

وتابع: رسالة اسرائيل والجمهوريين الى الفلسطينيين هي على النحو التالي: الكونغرس لن يسمح لكم بالمس باسرائيل. اذا ما سرتم نحو خطوة احادية الجانب واعلنتم عن دولة ، فقد تحصلون على الاحترام – ولكنكم ستبقون بدون مال. نحن، الكونغرس، نجلس على ميزانيتكم. حيال الرئيس الامريكي ليس لنتنياهو الكثير مما يخسره. فقد سبق أن خسر كل الثقة في السنة الماضية. ورسالته هي: عندي سترة واقية من الكونغرس.

وخلص إلى:  لقد سبق لنتنياهو أن قام بهذه المناورة من قبل. ففي العام 1996 عندما قدر بان نهاية الرئيس كلينتون قريبة، حاول تجنيد المجلسين ضده. في حينه أيضا دعا نفسه من خلال رئيس مجلس الشيوخ في حينه نيوت غينغرتش، لان يلقي كلمة امام المجلسين. وكانت النتائج عاكسة: نتنياهو خسر في الانتخابات اما كلينتون بالذات فقد انتصر. اليوم مرة اخر يراهن نتنياهو على أن براك اوباما لن يفوز في ولاية ثانية. اذا ما سقط مرة اخرى، فاننا سندفع بفائدة مضاعفة لقاء تجنيد الكونغرس ضد الرئيس. 

التعليقات