أفرايم هليفي يقترح اتباع سياسة جديدة تجاه حركة حماس

"من يطالب بإسقاط سلطة حماس يدفع إسرئيل إلى معركة دامية غير مضمونة النتائج، وسيكون هناك "رصاص مصبوب" ثان وسيكون الثمن أكبر من أن يحتمل، في أن الإنجاز سيكون لمدى قصير في أحسن الأحوال"

أفرايم هليفي يقترح اتباع سياسة جديدة تجاه حركة حماس
تحت عنوان "تقديرات خاطئة" و"سياسة جديدة تجاه حماس" كتب رئيس الموساد الأسبق، أفرايم هليفي، أن إسرائيل تتبنى تقديرات خاطئة، سواء من جهة اعتقادها أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس لن تدوم، أو من جهة اعتقادها أن المجلس العسكري الأعلى في مصر سيقف في مواجهة الأخوان المسلمين وحركة حماس. ويقترح بالتالي أن تتبنى إسرائيل سياسة جديدة تجاه حركة حماس معتبرا أن في ذلك مصلحة لحركة حماس والقيادة الحالية في مصر أيضا.
 
وكتب أن مشكلة إسرائيل تكمن في أن الوسائل المتوفرة لديها لا تحقق الحد الأدنى من النتائج المطلوبة للانتصار، وبالنتيجة تتم بلورة طرق عمل لا يمكن أن تؤدي إلى أي هدف منشود.
 
وأضاف أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس لن تدوم، ولكن هذه التقديرات تتبدد يوما بعد يوم. ويشير في هذا السياق إلى أنه حتى التعاون الحقيقي بين السلطة الفلسطينية وبين أجهزة الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية لا يمكن ترجمته بشكل مماثل في قطاع غزة، أو على المستوى السياسي.
 
كما أشار إلى أنه في نهاية الأسبوع الماضي حاول رئيس الحكومة وزعيم الأغلبية الجمهورية في الكونغرس تهديد حركة فتح بالمس بتمويلها إذا لم تلغ الاتفاق مع حركة حماس. ويضيف أن ذلك لن يحصل وأن الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه مصيرها الفشل.
 
ويتابع أنه في هذه الحالة فإن الخيارات أمام إسرائيل هي محاولة إجراء حوار مع الفلسطينيين كما هم عليه، أو عدم إجراء أي مفاوضات معهم بتاتا. ويتساءل هنا: "لتسأل الحكومة الإسرائيلية نفسها ما الفرق بين حركة فتح وحركة حماس، أو بين من ينفذ الإرهاب وبين من يرد عليه بصمت يتماثل معه؟".
 
أما الفرضية الثانية الخاطئة، بحسب هليفي، فهي فرضية أن يقوم المجلس الأعلى في مصر بإدارة الظهر ويعلن الحرب على الأخوان المسلمين ، وأن يقف في مواجهة حليفتهم حماس. وبحسبه فإن ذلك لن يحصل.
 
ويتابع أنه على إسرائيل أن تقرر إذا كانت مصلحتها العليا في تنفيذ اتفاقية السلام مع مصر بشكل فعال تلزمها بالعودة لصياغة سياسة جديدة مقابل حماس، بدون أن تخفف جهودها في تسوية العلاقات مع مصر. ويتابع أنه في حال قصرت الحكومة مباحثاتها هذا الأسبوع على احتواء التوتر الحالي بدون التطرق إلى القضايا الأساس، فإن الجولة القادمة ستكون على الأبواب، وسيذهب هباء ضحايا نهاية الأسبوع.
 
ويضيف أن من يطالب بإسقاط سلطة حماس يدفع إسرئيل إلى معركة دامية غير مضمونة النتائج، وسيكون هناك "رصاص مصبوب" ثان وسيكون الثمن أكبر من أن يحتمل، في أن الإنجاز سيكون لمدى قصير في أحسن الأحوال.
 
ويخلص إلى أن وقف إطلاق النار في الجنوب يجب أن يكون فاتحة لتغيير شامل في السياسة المتبعة تجاه غزة. وبحسبه فإن في ذلك مصلحة لحركة حماس التي تخلت عنها إيران، وللقيادة الحالية في مصر التي توجه الدفة في مياه هائجة، ويجب أن يكون ذلك مصلحة إسرائيلية حقيقية أيضا.

التعليقات