"لا فرق بين أوباما والآخرين عندما نطل عليهم من مستنقعات الدم في فيتنام والعراق"

الفروقات تتقزم عندما نطل عليهم من مستنقعات الدم والأوصال البشرية الممزقة في فيتنام والعراق، وحتى عندنا، فسياسة الاستثمار البنكية لا تتغير بتغيير المدير ورئيس الولايات المتحدة هو أشبه بمدير بنك عملاق

في تغريدة خارج السرب الصهيوني، وتحت عنوان "رئيس بنك الدم" شن الشاعر الإسرائيلي المعروف يتسحاق لاؤور، في مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس"على الشبكة اليوم، الثلاثاء، شن هجوما كاسحا على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم، ووصفها بالدموية، مشيرا إلى أن المراهنة على أن يأتي أوباما بالتغيير كانت خاطئة، لأن تغيير الرئيس في الولايات المتحدة هو أشبه بتغيير رئيس بنك الدم.
 
لاؤور أورد في مقاله، أن الولايات المتحدة الأمريكية دمرت كوريا الشمالية وفيتنام في عهد الديمقراطيين والجمهوريين، ودمرت العراق في عهد الجمهوريين والديمقراطيون لم يعارضوا ولم ينسحبوا من هناك، كذلك الأمر بالنسبة للحرب التدميرية ضد أفغانستان التي انتقلت بالوراثة الى الديمقراطيين وستستمر سنوات أخرى.
 
لاؤور يقول، إن صناعة الحرب الأمريكية تواصل الازدهار منذ خمسين سنة. لقد حذر آيزنهاور حين أخلى مكانه لكنيدي، قبل خمسين عاما، من تعاظم قوة صناعة السلاح الأمريكية، وهاهي نبوءته تتحقق يوميا، إذ أن هذه الصناعة باتت تحيط بحقول اقتصادية واسعة النطاق والتنبؤات عن هبوط دور الولايات المتحدة كقوة عظمى مبكرة بعض الشيء لأن القوى العظمى لا تنزل عن المسرح وتتصل لتهنئ الفائز بآداب آنجلو سكسونية.
 
الاقتصاد الأمريكي بات مرتبطا بآلة الحرب العملاقة، يقول لاؤور، ويضيف أن سياسة السلام التي يؤيدها بعض الديمقراطيين تحتاج إلى طريق طويلة لكي تستند إلى اقتصاد آخر، ويبدو أنه من الصعب التغلب على الصين والهند في هذا الملعب، وحتى الرئيس الذي تحول إلى رمز قبل أن يفعل شيئا وحصل على جائزة نوبل للسلام لأنه جسد حلم مارتن لوثر كينغ، لم يعط خطابا يستجيب للركود الاقتصادي والبطالة ولم يعط جوابا لأفول نجم أمريكا.
 
ويتابع لاؤوور قائلا، إن الفروقات بين أوباما وخصومه الداخليين تتقزم عندما نطل عليهم من مستنقعات الدم والأوصال البشرية الممزقة في فيتنام والعراق، وحتى عندنا، فسياسة الاستثمار البنكية لا تتغير بتغيير المدير ورئيس الولايات المتحدة هو أشبه بمدير بنك عملاق.
 
 ويواصل، سنوات طويلة ومعسكر السلام الإسرائيلي يعلق آمالا على رئيس أمريكي يأتي ويخلصنا من الاحتلال، هذا الشبح هو تعبير عن الإرتباط الإسرائيلي الشامل بالولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنه من المريح لنا تناسي عدم وجود دولة أخرى في العالم قبضت خلال 63 سنة من قيامها 100 مليار دولار هدية من الولايات المتحدة، وتناسي كون إسرائيل تشكل في العقدين الماضيين القناة التي تمول الولايات المتحدة من خلالها صناعة السلاح الأمريكية، من المريح للحمائم في إسرائيل تناسي أن المشروع الإسرائيلي هو قبل كل شيء مشروع امبريالي، يجري استعماله كسوط (قصف في العمق المصري، تدمير بيروت، تجويع غزة)، أو كجزرة تواصل أمريكا من خلالها السيطرة على المنطقة.
 
صحيح أنه من البائس رؤية "محرري ليبيا" يتنكرون للدكتاتورية العسكرية التي يبلغ عمرها 44 سنة في فلسطين أو مقارنة الرمز أوباما والآمال التي كان من السهل تعليقها عليه من بعيد، مع المعنى الحقيقي والتجسيدي للرمز ولكن الأكثر بؤسا هو رؤية أفراد معسكر السلام الإسرائيلي وهم يقفون كالفقراء أمام البيت الأبيض المبني على القمع والفظائع الممتدة على رقعة العالم، يقفون ليقولوا لرئيسه "لا تكن ليبرمانيا، ساعدنا كي نكون صادقين".

التعليقات