سورية رفضت صفقة لإطلاق سراح إيلي كوهين

كارتر: كان بإمكان نتانياهو التوصل إلى صفقة مماثلة قبل سنتين.. هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين ينتظرون حريتهم

سورية رفضت صفقة لإطلاق سراح إيلي كوهين
ضمن مقابلة هاتفية أجريت مع الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، حول صفقة تبادل الأسرى، كشفت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل عرضت ملايين الدولارات على سورية مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، إلا أن سورية رفضت الصفقة.
 
وفي التفاصيل جاء أنه في مطلع سنوات الستينيات من القرن الماضي تمكن الموساد من زرع الجاسوس كوهين في سورية. وكان كوهين قد وصل دمشق بعد مكوثه مدة في الأرجنتين اختلط خلالها بالجالية السورية هناك ونال ثقتهم، كما حصل منهم على توصيات فتحت أمامه الأبواب ليدخل إلى بيوت كبار المسؤولين السوريين.
 
وكتبت الصحيفة أنه خلال 3 سنوات تمكن كوهين من نقل كنز كبير من المعلومات الاستخبارية عن سورية، مشيرة إلى أن الصحف في تلك الفترة وصفته كجاسوس إسرائيلي نجح في التسبب بأضرار أمنية لسورية تعتبر الأخطر في تاريخها.
 
كما أشارت إلى أن إسرائيل، خلال محاكمة كوهين، عرضت صفقة على سورية لإطلاق سراحه. ونقلت عن دبلوماسي كبير قوله إن حكومة أشكول عرضت على سورية، عن طريق وسيط أوروبي، صفقة تدفع بموجبها 53 مليون دولار، تعادل قيمتها اليوم 370 مليون دولار، إلا أن سورية رفضت الصفقة وأصرت على إعدامه.
 
يذكر أنه في 18 أيار/ مايو 1965 تم إعدام كوهين شنقا في الساحة المركزية في دمشق. ورغم الجهود التي لا تتوقف إن سورية لا تزال ترفض حتى اليوم تسليم رفاته إلى إسرائيل.
 
إلى ذلك، نقل عن كارتر قوله إنه كان سيعمل مثل نتانياهو من أجل إطلاق سراح شاليط. كما نقل عنه قوله إنه كان بإمكان نتانياهو التوصل إلى صفقة مماثلة قبل سنتين.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن كارتر أنهى المكالمة بالإعراب عن أمله بأن تؤدي الصفقة إلى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وإجراء انتخابات في فلسطين وتقرب حركة حماس من السلام، على حد قوله.
 
كما أشارت إلى تجربة شخصية سابقة لكارتر، قبل أكثر من 30 عاما، حيث رفض في حينه مطالب الثورة الإيرانية بتسليم الشاه والاعتذار من إيران، مقابل الإفراج عن عشرات الرهائن الأمريكيين. وبدلا من ذلك بعث بوحدة مروحيات لتخليص الرهان، إلا أن الحملة العسكرية فشلت فشلا ذريعا ودقت المسمار الأخير في نعشه السياسي.
 
كما عزت الصحيفة إلى جيل كارتر المتقدم (87 عاما) عدم تذكره صفقة الأسرى مع كوبا. حيث أرسلت الولايات المتحدة في نيسان/ ابريل 1961 قوة خاصة إلى خليج الخنازير من أجل إسقاط نظام فيدل كاسترو، وقاد الحملة ضباط من المخابرات الأمريكية مع نحو 1,400 كوبي من معارضي كاسترو. وفي حينه تم اكتشاف أمر هذه القوات، التي منيت بهزيمة، حيث قتل فيها نحو مائة، واعدم اثنان من ضباط السي آي إيه، واحتجز نحو 1,200 أسير، اضطرت الولايات المتحدة لدفع 53 مليون دولار في حينه، لتمويل شراء غذاء وجرارات وأدوية لكوبا.
 
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "هآرتس" سألت كارتر عن رأي المواطن الأمريكي العادي بـ"دولة تطلق سراح ألف شاب سيء مقابل شاب واحد جيد"، أجاب كارتر: "في كل طرف هناك أشرار وأخيار"، كما أنه ذكر أن هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين ينتظرون حريتهم.

التعليقات