"تردد نتانياهو وانهيار كاديما"..

حزب "كاديما" أنهى يوم أمس دوره السياسي، بعد ست سنوات ونصف استبدل فيها أربعة قادة، وكان الحزب في السلطة وفي المعارضة، ومرة أخرى في الائتلاف

تحت عنوان "في الطريق إلى دمج الليكود وكاديما – نتانياهو المتردد يرمش مرة أخرى" كتب ألوف بين في صحيفة "هآرتس" أن الاتفاق الليلي الذي توصل إليها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو مع شاؤول موفاز يتماشى مع طابع عمله في ولايته الحالية، وهو "تجنب، بأي ثمن، المخاطرة".

ويضيف الكاتب أن نتانياهو فضل ما هو مؤكد- حكومة وحدة لسنة ونصف- على المخاطرة في التوجه إلى الانتخابات بالرغم من أن الاستطلاعات توقعت أن يحقق فوزا بسهولة.

ويتابع الكاتب أن نتانياهو يرفض المخاطرة، وهو يفضل دائما التوجه نحو المضمون، وتجنب حالات عدم الوضوح، ولا يكترث عندما يسخرون من مراوحته في المكان ذاته، وامتناعه عن اتخاذ القرارات والعمل. كما يضيف الكاتب أنه بالنسبة لنتانياهو فإنه يعتقد أن النتائج لصالحه، استنادا لحقيقة أنه لا يزال في السلطة منذ مدة طويلة، وعلى رأس ائتلاف لا يمكن تفكيكه، في حين أن تسيبي ليفني التي دأبت على مهاجمته في خطاباتها في الكنيست بسبب "سياسة البقاء" تجلس في البيت.

ويكتب ألوف بن أن "نتانياهو الآن في الوضع الأكثر مريحا بالنسبة له، فبدلا من أن يكون متعلقا بمزاج أفيغدور ليبرمان وممثلي اليمين المتطرف في الليكود، فلديه الآن ائتلاف بشعبتين يستطيع المناورة بينهما، حيث يتجه تارة نحو اليمن وتارة أخرى نحو اليسار، بناء على ضرورات اللحظة، فيرمي عظمة لليبرمان تارة، وتارة أخرى لموفاز، ويبني في المستوطنات تارة، وتارة أخرى يقوم بإخلاء مبان غير قانونية، كما يلمح إلى أن الحرب مع إيران على الأبواب تارة، وتارة أخرى يعطي فرصة للعمل الدبلوماسي الذي يقوم به الرئيس الأمريكي باراك أوباما..".

وبحسب بن فإن حزب "كاديما" أنهى يوم أمس دوره السياسي، بعد ست سنوات ونصف استبدل فيها أربعة قادة، وكان الحزب في السلطة وفي المعارضة، ومرة أخرى في الائتلاف. وتوقعت الاستطلاعات انهيار "كايدما" في الانتخابات القريبة، ومع انضمام أعضائها إلى حكومة نتانياهو يبدو أنهم تنازلوا عن حلم "حزب مركز مستقبل وقوي".

ويتابع الكاتب أن "كاديما" قد انهار لأنه لدى اختباره في المعارضة تبين أنه لا يوجد لديه ما يقوله، ولم يطرح أي بديل لسلطة نتانياهو سوى رفض ليفني الانضمام إلى حكومته.

ويقول أيضا إن المطلوب من نتانياهو سيكون هو إعادة دمج "كاديما" و"الليكود" لإنشاء حزب سلطة واسع ومركزي، حيث أن الليكود توجه في السنوات الأخيرة إلى اليمين المتطرف، بحسب الكاتب، وذلك بسبب مغادرة سياسيين معتدلين نسبيا لصفوف الحزب، وبتأثير موشي فيغلين وممثليه في جهاز الحزب، حيث أن نفوذهم عزل كل إمكانية لـ"عملية سياسية" مع الفلسطينيين، بينما عودة موفاز وروني بار أون ومئير شطريت وتساحي هنغبي سوف تدفع الحزب نحو "الاعتدال"، وتجعله "كتلة سياسية مركزية في إسرائيل".

وبحسب الكاتب أيضا فإن "هناك احتمالات أقوى من ذي قبل بشأن إمكانية هذا الدمج، وبسبب خشية أعضاء كاديما من البرد الذي ينتظرهم في الخارج في حال حاولوا التنافس مرة أخرى بشكل منفصل". على حد تعبيره.

ويختتم الكاتب بالقول إن "السؤال المهم الذي سيتضح في الشهور القريبة، هو هل سيتمسك نتانياهو بالتردد ويتجه نحو المضمون حتى مقابل إيران، ويتجنب كعادته المغامرة العسكرية؟".

التعليقات