هآرتس: "مصلحة نتانياهو في ضم كاديما إلى الليكود"

"الثمن الذي يطلبه موفاز معروف وبرز من خلال دعايته الانتخابية، فهو يطمح في العودة إلى منصب وزير الأمن. كما عبر خلال المعركة الانتخابية عن رغبته القوية بإشغال منصب في الحكومة"..

هآرتس:

كتب ألوف بن في صحيفة "هآرتس" أن المصلحة السياسية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تقتضي أن يبدأ المفاوضات مع عضوي الكنيست من قائمة "كاديما"، شاؤول موفاز ويسرائيل حسون، لضمهما إلى الليكود، قبل أن تبدأ حاشية نتانياهو بالحديث عن التقارب الفكري مع يئير لبيد.

وبحسب بن فإن ضم "كاديما" يزيد كتلة "الليكود بيتينو" إلى 33 عضوا. وبحسبه أيضا فإن الأهم هو زيادة الفجوة بين الكتل السياسية (63 مقابل 57)، الأمر الذي يخفض من سقف مطالب لبيد في أي مفاوضات ائتلافية، وبخاصة بما يتصل بتحديد عدد الحقائب الوزارية. وبذلك يضطر لبيد إلى التخلي عن عناوين الصحف التي وصفته بـ"الملك، والمنتصر في الانتخابات والعبقري السياسي".

ويشير بن إلى أن مثل هذه الخطوة، التي تندمج فيها كتلة صغيرة مع حزب السلطة، يوجد سوابق، حيث عاد أرئيل شارون إلى صفوف الليكود مع كتلة "شلومتسيرون" مع عضوي كنيست بعد انتخابات عام 1977. كما انضم عازر فايتسمان وكتلة "ياحاد" إلى حزب العمل في العام 1984 مع ثلاثة أعضاء كنيست. وانضم نتان شيرانسكي مع عضوين من كتلة "يسرائيل بعلياه" إلى الليكود بقيادة شارون بعد انتخابات 2003. وبالنتيجة فإن موفاز الذي بدأ طريقه السياسية في الليكود، وحسون الذي بدأ في "يسرائيل بيتينو"، لن يجدا صعوبة في العودة إلى "الليكود بيتينو".

ويكتب بن أن الثمن الذي يطلبه موفاز معروف وبرز من خلال دعايته الانتخابية، فهو يطمح في العودة إلى منصب وزير الأمن. كما عبر خلال المعركة الانتخابية عن رغبته القوية بإشغال منصب في الحكومة. ورغم أن كتلة "كاديما" هي الأخيرة إلا أن الظروف السياسية تسمح له بالمطالبة بمكتب الوزارة في "الكرياه". ويتوقع أن يطلب نتانياهو في المقابل أن ينضم موفاز وحسون إلى الليكود، وذلك بهدف تحييد قدرتهما على التسبب بأزمة اتئلافية مستقبلا. كما يتوقع أن يوافق أعضاء الليكود على منح موفاز وزارة الأمن باعتبار أن ذلك يضعف لبيد ويزيد من عدد وزراء الكتلة.

ويشير بن إلى أنه بحسب الدلائل فإن نتانياهو غير متحمس لتعيين موشي يعالون الذي "يعتبر نفسه المرشح الطبيعي"، في حين يعتبر أن موفاز المجرب أنسب للمنصب، فهو مطلع على التفاصيل وذو قدرة على التحكم السياسي في الجيش، وهي نقطة ضعف إيهود باراك. بحسب الكاتب.

في المقابل، يشير الكاتب إلى أن المشكلة الوحيدة التي قد تثقل على مثل هذا التحالف هي معارضة موفاز المعلنة لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. بيد أنه يشير إلى أنه في هذه الحالة فإن تعيينه في منصب وزير الأمن يمنح نتانياهو بداية جيدة قبالة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما، ويستطيع أن ينتدب موفاز "المعتدل" للحوار مع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل.

ويلفت الكاتب في هذا السياق إلى أن موفاز قد أثبت في السابق أنه انتهازي وبدون أي مبادئ سياسية. حيث سبق وأن قرر البقاء في الليكود باعتبار أن "لا أحد يترك البيت"، وبعد ساعة انضم إلى "كاديما" برئاسة شارون. كما دخل الائتلاف الحكومة وتركه قبل عدة شهور. وأدار حملته الانتخابية بالتركيز على مكانته وليس على البرنامج السياسي أو الأيديولوجية.

ويخلص الكاتب إلى القول إنه بالرغم من عدم وجود ثقة أو تقارب بين نتانياهو وموفاز، إلا أن المصلحة السياسية المشتركة ستتغلب على ذلك، حيث أن الأخير وصل إلى نهاية طريقه برئاسة "حزب المركز الأكبر" وحان الوقت للعودة إلى الليكود.
 

التعليقات