"الاعتقالات السرية الإسرائيلية: من الأسير إكس وحتى كلينغبيرغ"

في أعقاب الكشف عن انتحار عميل للموساد وهو يهودي إسترالي، تناول تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، عددا من الاعتقالات السرية في إسرائيل، مشيرة إلى أنها في غالبيتها كانت قضايا "تجسس"، وتم إخفاء بعضها عن الجمهور لفترات طويلة

"السجين إكس - موطكا كيدار"

في أعقاب الكشف عن انتحار عميل للموساد وهو يهودي إسترالي، تناول تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، عددا من الاعتقالات السرية في إسرائيل، مشيرة إلى أنها في غالبيتها كانت قضايا "تجسس"، وتم إخفاء بعضها عن الجمهور لفترات طويلة.

وأشارت الصحيفة إلى "السجين إكس – مردخاي (موطكا) كيدار"، وهو من الخضيرة، وتم تجنيده في العام 1957، للوحدة 131 التابعة للاستحبارات العسكرية، التي قامت بتفعيل عملاء لها "وراء خطوط العدو". وسافر كيدار إلى الأرجنتين في مهمة. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر تم العثور على جثة كلمان كلاين، وهو يهودي أرجنتيني عمل لصالح الموساد، ووقعت الشبهات على كيدار. وتم اعتقال الأخير فور وصوله إلى مطار اللد. وبدأت محاكمته بعد نحو سنتين. وفقط في العام 1959 تحدثت الصحف الإسرائيلية عن اعتقال "مبعوث" سرا، بيد أن الرقابة العسكرية منعت نشر ظروف الاعتقال.

وصدر حكم على كيدار في محكمة عسكرية سرية، في مبنى حجري سري يقع في البيارات بين الرملة و"رحوفوت". وانتهت محاكمته في العام 1962، حيث حكم بالسجن لمدة 20 عاما. وفي جيل 32 عاما سجن مدة 7 شهور في زنزانة، وبعد ذلك أمضى 7 سنوات في عزلة تامة في قسم خاص أقيم في سجن الرملة وأطلق عليه "قسم الإكسات"، وأطلق على كيدار اسم "الأسير إكس".

في العام 1974 صودق على إطلاق سراحه بعد 17 عاما، وغادر البلاد، ولكنه عاد في سنوات التسعينيات، وبدأ بإجراءات لإعادة محاكمته. وتأجلت المحكمة حتى العام 2001 حيث تم تعيين قاضي لمناقشة طلبه، وفي شباط/ فبراير من العام 2002 عقدت الجلسة الأولى في المحكمة العسكرية للاستئنافات، ورفضت المحكمة الطلب. وتوجه إلى المحكمة العليا وفي العام 2004 رفضت المحكمة الطلب أيضا. وفي العام 2009 توفي نجله إيرز بن حورين، بيد أن كيدار لم يشارك في جنازته.

أما السجين الثاني فهو شبتاي كلمانتوفيتش وهو من مواليد لتوانيا عام 1947، ووصل إلى إسرائيل مع عائلته في العام 1971. ونقلا عن وسائل إعلام أجنبية فقد تم تجنيد كلمانوفيتش لـ "كي جي بي" مقابل السماح له بترك الاتحاد السوفييتي والتوجه إلى إسرائيل.

وبعد وصوله إلى إسرائيل نشط في صفوف حزب "العمل"، وعمل مساعدا برلمانيا لعضو الكنيست شموئيل بلاتو شارون.

وبحسب لائحة الاتهام التي قدمت ضده ونشرت في العام 1993، فقد قام كلمانوفيتش بنقل معلومات إلى الاستخبارات الروسية طيلة 17 عاما. ومكث في السجن الإسرائيلي مدة 5 سنوات، وأطلق سراحه مبكرا بسبب وضعه الصحي. وبحسب إيتان هابر فإن المعلومات التي تم تسليمها للسوفييت هي "ثرثرة أساسا".
وبعد إطلاق سراحه عاد إلى روسيا، وسكن في موسكو. وزار إسرائيل بعد ذلك عدة مرات. وأطلقت عليه النار من قبل "مجهولين" من مركبة في موسكو في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2009، ما أدى إلى مقتله. وتم دفنه في إسرائيل.

والسجين الثالث هو ماركوس كلينغبيرغ وهو من مواليد بولندا في العام 1918، وبعد أن هرب إلى الاتحاد السوفييتي تطوع في صفوف الجيش الأحمر بعد دخول الجيش الألماني الاتحاد السوفييتي. ومع إقامة إسرائيل هاجر إلى البلاد.

خدم في الجيش الإسرائيلي وحصل على رتبة لفتنانت كولونيل (مقدم)، وعين نائبا لمدير المعهد للدراسات البيولوجية في "نس تسيونا"، وكان منكشفا لكميات كبيرة من المعلومات.

وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن عميلا مزدوجا تسبب بانكشافه. وقبل 4 سنوات سمح بالنشر بأن العميل الذي أطلق عليه "شومروني" وصل إلى البلاد كجاسوس روسي، ولكن الشاباك جعل منه عميلا مزدوجا، ومنع نشر تفاصيله الشخصية.

وتم الكشف عن كلينبيرغ بعد أن طلب من شومروني إجراء اتصال معه في العام 1977، وذلك بعد قطع الأول اتصالاته مع مشغليه الروس. وكانت الاتصالات تتضمن وضع "بوستر" يحمل أسماء مشفرة في صندوق بريده في بيته في تل أبيب. وتم توثيق ذلك من قبل الشاباك، وبعدها تم اعتقال كلينغبيرغ.

وأضافت الصحيفة أنه بعد تحقيق استمر عدة أيام في شقة سرية، انهار كلينبيرغ، واعترف بأنه عمل طيلة 20 عاما على تسليم الاتحاد السوفييتي معلومات حول النشاطي البيولوجي والكيماوي لإسرائيل. وصدر عليه حكم بالسجن مدة 20 عاما. وتم إخفاء أمر اعتقاله طيلة 10 سنوات، وأفرج عنه بعد انقضاء مدة 16 عاما بشروط مقيدة. وفي العام 2003 غادر البلاد متوجها إلى فرنسا.
 

التعليقات