"غابسو صوت العنصرية الفخورة"

وفق برئيل، هو صوت العنصرية الفخورة المكشوفة التي تسخر من العنصريين المقنعين، تسخر من اولئك الذين ليسوا على استعداد للاعتراف بأن اليهودية هي عنصرية ولا يجب الخجل بذلك.

كتب، تسفي برئيل، المحلل السياسي لصحيفة "هارتس" للشؤون العربية مقالا نشر، اليوم الاربعاء، تناول فيه ما وصفها بالعنصرية المكشوفة والفظة لرئيس بلدية نتسيرت عليت شمعون غابسو والتي خرجت عن مألوف العنصرية المقنعة والخجولة التي تميز المجتمع الاسرائيلي.

يقول برئيل، ان العنصرية السرية هي مثل الدم المخفي الذي يتم اكتشافه في "الإخراج" قد يشير الى مرض سرطاني وقد يكون مؤشر لمجرد قرحة في المعدة. الخطر الذي يكمن في هذا النوع من العنصرية كونها لا تعطينا انذارا بضرورة اعطاء علاج سريع وتوفر احساسا كاذبا بأن الأمور ستكون على ما يرام. هكذا هو قرار المحكمة بالزام الصناعات الجوية بتعويض احد المتقدمين للعمل بمبلغ محترم، بعد ان رفض طلبه لأن اسم عائلته "هجين"، الذي أعطى شعورا طيبا بأن الموضوع قيد المعالجة. وفي السياق تدخل فتوى حاخام صفد الدينية بتحريم تأجير الشقق السكنية للطالبات العربيات، التي يمكننا اعتبارها حادثا عرضيا، ويدخل في التصنيف ذاته سن القانون الذي سيحول دون دخول الاحزاب العربية للكنيست، حيث يمكننا ان نقول عنه انه ليس عنصرية بالضبط فالقانون يمكنه ان يمنع احزاب يهودية ايضا، وهناك دائما امكانية أمام الاحزاب العربية ان تتوحد.وحتى رفض بنك "مزراحي طفاحوت" اعطاء ائتمانات للعرب يمكن القفز عنه بالقول هاهي لجنة الاقتصاد تبحث الموضوع، يقول برئيل.    

العنصرية المخفية هي عنصرية يمكن التنكر لها، انها تدافع عن نفسهاوتعطي مصداقية لوجودها بكزنها تدافع عن شيء ما، عن الهوية اليهودية، عن اهداف الصهيونية، عن أمن الدولة من العدوالداخلي ولسان حالها يقول لا أحد يريد أن يكون عنصريا ولكن لا خيار اخر امامنا، اما نحن واما هم.

العنصري، وفق برئيل، يدعي ان سلم القيم القومية يتطلب قدر من العنتصرية بشرط ان تكون مخفية مؤدبة قدر الامكان ومراقبة من قبل المحاكم، بشكل يمكنها من التوفيق بين طموح الدولة الغربية وبين الخوف من فقدان الهوية المميزة . يتوجب مثلا الحفاظ على ان لا تخرج العنصرية الاسرائيلية عن حدود العنصرية الفرنسية تجاه المهاجرين من الدول الاسلامية والعنصرية الامريكية تجاه الاقليات والعنصرية الالمانية تجاه الاتراك أو الاوكرانية تجاه الروس، يجب أن تظل في الاطار المتفق عليه والعام للعنصريةبشكل لا يجلب لاسرائيل اتهامات وبشكل يتمكننا من القول اننا في سلم العنصرية العالمي وضعنا ليس أسوأ من الاخرين، بل افضل منهم لأن عنصريتنا، على حد تعبير برئيل، لا تميز بين العرب وبين اليهود الشرقيين، الاثيوبيين أو من ليس لهم ديانة، بل ان عنصريتنا اكثر عدلا واكثر مساواة ، وهي عنصرية يمكن ان تكون مشعلا ينير الدرب للأغيار.   

كان يمكن مواصلةتبني هذا الطراز من العنصرية لو لم يقرر رئيس بلدية "نتسيرت عليت شمعون غابسو" كسر قواعد اللعبة واخراج العنصرية من الخزانة.غابسو الذي بنى حملته الانتخابية على شعارات عنصرية علنية وفظة، ربما الوحيد الذي يعي انه لا فرق بين عنصرية مقنعة وعنصرية معلنة.انه، حسب رأي برئيل، عنصري مستقيم، لا يداري فهو يعرف ان العنصرية توفر قوة انتخابية فقط للذي يستطيع ان يسميها باسمها وان ينزع عنها القناع ويحولها الى قيمة محترمة.

الشعارات التي علقها في شوارع "نتسيرت عليت" والتي حملت اقتباسات لاقوال مواطنين وقادة عرب يوجهون له اتهامات بالعنصرية اشتغلت شغلها. هو متأكد، حسب برئيل، ان هذه الشعارات ستحوله الى بطل قومي بعد أن نجح، كما يريد، بتجذير كراهية العرب في صفوف ناخبيه، الذين لن يضطر أي منهم الاعلان عن التماثل مع ارائه، فهؤلاء يمكنهم مواصلةالتمسك بعنصريتهم المقنعة دون الاضطرار الى الانكشاف. .

عندما وقف على جدار العنصرية،  لم يصنع غابسو معروفا مع سكان نتسيرت عليت فقط، فكل مواطن اسرائيلي لا يخرج للتظاهر ضده وكل سياسي يواصل التربيت على كتفه، لا يختلف عن ساكن نتسيرت عليت الذي يعطيه صوته. غابسو، وفق برئيل، هو صوت العنصرية الفخورة المكشوفة التي تسخر من العنصريين المقنعين، تسخر من اولئك الذين ليسوا على استعداد للاعتراف بأن اليهودية هي عنصرية ولا يجب الخجل بذلك.

ويختم برئيل مقاله بالقول، لكن لسوء الحظ فان تهمة تلقي الرشوة والمحاكمة التي تدور حولها، قد تحول دون انتصار هذا النوع من العنصرية، خسارة لمواطني اسرائيل اليهود ان يفقدوا زعيم شجاع ومستقيم كان يمكن ان يكون رمزا للعنصريةالنقية ويشق الطريق امام اخرين من رؤساء بلديات ولقادة سياسيين، زالو يختبئون وراء قوانين ملتوية وانظمة بلدية ضبابيةوشعارات ظاهرها لبرالي تخنق عنصريتهم
 

التعليقات