أربعة أسباب تجعل الجمهور الاسرائيلي مطمئنا من أي رد عسكري سوري

تمتد من المجال الاستخباري، المتمثل بتوفيرانذار مبكر لأي هجوم سوري محتمل، مرورا بالمجال الدفاعي، المتمثل بنشر منظومة القبة الحديدية وصواريخ الباتريوت والحيتس وانتهاء بالمجال الهجومي، المتمثل بوضع سلاح الجو ومنظومات أخرى في أهبة الاستعداد في حال الحصول على أي اشارة عن عمل عسكري سوري.

أربعة أسباب تجعل الجمهور الاسرائيلي مطمئنا من أي رد عسكري سوري


عدم حاول المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي التهدئة من روع الجمهور الاسرائيلي، الذي تدافع في الأيام الأخيرة على محطات توزيع الأقنعة الواقية من الغازات، تحسبا لرد عسكري سوري ضد اسرائيل في حال وقوع ضربة أمريكية. وعدد بن يشاي، أربعة أسباب يفترض أن تطمئن الجمهور الاسرائيلي، الأول أن نظام بشار الأسد وبرغم "قسوته ووحشيته"، كما يقول، الا أنه أثبت خلال عقد من الزمن أنه عقلاني وهو يعرف أن الأمر المهم بالنسبة له، كما كان بالنسبة لوالده، هو بقاء النظام.

الرئيس السوري ومتخذو القرار من حوله يرون بالحفاظ على النظام مصلحة وجودية، لذلك هم لن يتحدوا اسرائيل بشكل يعرض النظام للخطر، ناهيك أن تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية تشير الى أن احتمالات وقوع هجمة صاروخية سورية ضد اسرائيل ضئيلة جدا، وأن الرد السوري في أكثر الأحوال سيكون رمزيا بشكل لا يدفعه للتورط بحرب ضد اسرائيل.

السبب الثاني، حسب بن يشاي، يتعلق باستعدادات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية لمواجهة الاحتمال الضئيل بأن يقوم الأسد بمهاجمة اسرائيل والتي تمتد من المجال الاستخباري، المتمثل بتوفيرانذار مبكر لأي هجوم سوري محتمل، مرورا بالمجال الدفاعي، المتمثل بنشر منظومة القبة الحديدية وصواريخ الباتريوت والحيتس وانتهاء بالمجال الهجومي، المتمثل بوضع سلاح الجو ومنظومات أخرى في أهبة الاستعداد في حال الحصول على أي اشارة عن عمل عسكري سوري.

في الماضي، عندما أشارت التقديرات الى احتمالات ضئيلة لوقوع هجوم، مثل حرب  73 تم الإركان الى هذه التقديرات دون القيام باستعدادت وذلك حتى اللحظة الأخيرة، لكن اليوم ومع أن الجيش الاسرائيلي ليس في حالة تأهب قصوى، الا أنه في قواعد معينة لسلاح الجو الاسرائيلي هناك طائرات مزودة بالذخيرة وجاهزة للإقلاع خلال دقائق في حال تلقت أوامر بذلك، والحديث لا يدور عن طائرة أو اثنتين بل عن عدد من الطائرات قادرعلى فعل شيئ، كما يقول بن يشاي.

السبب الثالث الذي يجب أن يطمئن الاسرائيليين، هو بقاء المدمرات والغواصات وحاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة بعد الضربة العسكرية ضد سوريا واستعدادها للعمل ضد سوريا في حال حاولت الأخيرة توجيه ضربة لاسرائيل أو تركيا أو الأردن.
أي أن اسرائيل لن تقف وحيدة أمام الاستفزازات السورية، ويشير بن يشاي، الى أن ما تطلبه اسرائيل للوقوف في معركة ضد ايران متوفر الان في مواجهة سوريا،وما يطمئن أكثر هو إدراك الأسد وحلفائه الايرانيين والروس لهذه الحقائق.

السبب الرابع وفق المحلل العسكري الاسرائيلي، هو أن الهلع في كثير من الحالات نبوءة تحقق ذاتها، أي أن هناك من يرى في سوريا كيف يتدافع الجمهر الاسرائيلي على محطات توزيع الكمامات الواقية، فيقول في نفسه انها فكرة جيدة أن نجعلهم يتذوقون بعض المواد الكيماوية، وقد رأينا نبوءات تحقق ذاتها فقط لأن الضعف الاسرائيلي أو الأمريكي تجلى قي وسائل الاعلام.
تلك الأسباب مجتمعة تجعل الهلع الاسرائيلي غير مبرر ومضر للجمهور الاسرائيلي نفسه ، علما أن لا أحد يستطيع الجزم بأن يتصرف الأسد استنادا الى العقل السليم ولا يهاجم اسرائيل بعنف، كما يقول بن يشاي.

التعليقات