"كيري يظهر حزما وأوباما يتخبط"..

"في حين أظهر وزير الخارجية الأمريكية حزما أمريكيا لشن هجوم عسكري على سورية، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدا كأنه يحاول البحث عن ثغرة للهروب"..

كتب الكاتب الإسرائيلي حمي شاليف في صحيفة "هآرتس" أنه في حين أظهر وزير الخارجية الأمريكية حزما أمريكيا لشن هجوم عسكري على سورية، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدا كأنه يحاول البحث عن "ثغرة للهروب".

وبحسبه فإن من يؤيد توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسورية قد استغرب لماذا لا يقود المعركة ضد سورية بدلا من رئيسه أوباما.

وقال إن كيري قدم عرضا مقنعا وجارفا، ولم يبق مجالا للشك بأن الولايات المتحدة مصممة على استخدام القوة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، حتى لو اضطرت للقيام بذلك لوحدها. ويضيف أنه بعد بضعة دقائق "ظهر أوباما محشورا بين رئيسي أستونيا ولاتفيا، وفي فمه تمتمات حول المس بالمصالح القومية، ويبحث بعينيه بشكل يائس عن ثغرة قريبة للهروب".

وبحسب الكاتب فإن أوباما "يتمنى أن يكون في أي مكان إلا الزاوية التي حشر نفسه فيها، والتي سيصدر فيها قرارا، إذا لم تحصل معجزة، بالقيام بعملية عسكرية من جانب واحد في الشرق الأوسط، بدون دعم دولي وبدون دعم داخلي، وبدون تحديد دقيق لهدف العملية، وبدون أي علاقة بما قاله ومثله في السابق".

ويضيف أنه لا غرابة في أن قلائل سارعوا للوقوف إلى جانب أوباما لكون تخبطه كان بارزا وواضحا للعيان. ويتابع "ربما كان على أوباما أن يعين كيري في المنصب الذي أعد لبيل كلينتون في المعركة الانتخابية الأخيرة (وزيرا للإعلام)، ربما كان ذلك يمنع نشوء وضع يدوس فيه البرلمان البريطاني على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة، ويبقي أوباما وحيدا في القمة، أو يمنع عنه الإذلال الكامن في أن 80% من الجمهور الأمريكي يقولون لأوباما أنه يجب أن يحصل على مصادقة مؤسسة ذات مكانة شعبية منخفضة مثل الكونغرس".

وبحسب الكاتب فإن كيري قدم وبثقة عالية لائحة اتهام خطيرة وأدلة قاطعة وأصدر قرار الإدانة ضد الأسد. كما عرض الأحداث في سورية بطريقة لم تبق أي سنياريو بديل لإطلاق أسلحة كيماوية بشكل متعمد من قبل قوات النظام ضد المعارضة. ولخص ادعاءاته بالحديث عن الإستراتيجية والأخلاق، والتي يفترض أن تدوي في إسرائيل بشكل خاص، وفي وسط مؤيديها اليهود في الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى نتيجة أنه لا خيار سوى شن الهجوم على سورية.

كما يشير الكاتب إلى أن كيري تعرض بشكل صريح إلى قلق إسرائيل مما يمكن أن تفهمه إيران "ذات الطموحات النووية" في حال لم تنفذ العملية العسكرية ضد سورية. كما لفت إلى وزير الخارجية، والرئيس الأمريكي، قد تحدثا عن الخطر الذي تواجهه إسرائيل من السلاح الكيماوي، وعرضا ضرورة منع انتشار السلاح الكيماوي كمصلحة أمريكية عليا تشرعن القيام بعملية عسكرية حتى لو كان العالم كله يعارض ذلك.

ويكتب شاليف أنه "خسارة أنه لم يكن كيري هو الذي وقف بداية أمام البرلمان البريطاني، بدلا من ديفيد كاميرون الفاشل. وخسارة أنه لم يكن كيري هو الذي عرض منذ البداية القضية الأمريكية أمام زعماء العالم وقادة الكونغرس".

ويخلص إلى القول بأن " ليس من المتأخر أن يشاهد أوباما تسجيل عرض كيري، ويتعلم البلاغة، ويذوت التقنية، ويقوم بمحاولة أخرى لإقناع العالم بأنه يؤمن بالأمر المصيري الذي سيصدره لقواته على الأرض كقائد للعالم الحر وكقائد أعلى".

التعليقات