هآرتس: مقلق أن يضبط الشاباك الإعلان عن الجاسوس الإيراني على ساعة إقلاع طائرة نتنياهو

الحديث يدور عن توقيت شفاف ومحرج الى حد لا يمكن اخذه على محمل الجد، ليس قبل المغادرة بيوم ولا بعدها بيوم بل تزامن مع لحظة اقلاع طائرة رئيس الحكومة، "الشاباك" منح نتنياهو هدية أو زوادة للطريق ولكن زوادة أو هدية من النوع السئ والمحرج، كما يقول تقرير الصحيفة.

هآرتس: مقلق أن يضبط الشاباك الإعلان عن الجاسوس الإيراني على ساعة إقلاع طائرة نتنياهو

من اليمين رئيس الشاباك يورام كوهن

وصف تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" في موقعها على الشبكة، اليوم الاثنين، توقيت وكيفية إعلان "الشاباك"عن اعتقال "الجاسوس الإيراني" في إسرائيل بأنه يثيرالحرج والقلق، خاصة وأنه يأتي بالتزامن مع مغادرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة المرتبطة بقضية إيران. الحديث يدور عن توقيت شفاف ومحرج إلى حد لا يمكن أخذه على محمل الجد، ليس قبل المغادرة بيوم ولا بعدها بيوم بل تزامن مع لحظة إقلاع طائرة رئيس الحكومة، "الشاباك" منح نتنياهو هدية أو زوادة للطريق، ولكن زوادة أو هدية من النوع السيئ والمحرج، كما يقول تقرير الصحيفة.

ولا يكتفي تقرير "هآرتس" بتوجيه انتقادات لاذعة لـ"الشاباك" فيما يتعلق بتوقيت النشر وكيفيته، بل ويشير في المضمون إلى أن الحديث لا يدور عن اكتشاف مثير أو هزة أرضية، متسائلا عن الاكتشاف الكبير في الموضوع، خاصة وأنه من المتعارف عليه أن الدول تسعى إلى التجسس على الدول الأخرى العدوة وحتى الصديقة، في بعض الأحيان، منوها إلى ما نشر مؤخرا من أن إسرائيل تتربع على رأس سلم الدول التي تتجسس على الولايات المتحدة.

ولموضوع الجاسوس ذاته يقول التقرير إنه استنادا إلى ما نشر عنه لا يبدو منصوري جاسوسا بارعا، ولا نسخة ثانية من جيمس بوند، كما أن الصورة التي نشرت له لفتت أنظار زوار المواقع الخبارية الذين لاحظوا أن ظله واقع بزاوية تختلف عن ظل عمدان الكهرباء التي من خلفه ما قد يشير الى أنها مرت عملية "فوتومونتاج".

ولكن القلق هو أكثر من الإحراج وهو يتعلق بوظيفة "الشاباك" وليس بأدائه فقط، على حد تعبير "هآرتس"، فهو ليس جهازا وظيفته توفير خدمات إعلامية وعلاقات عامة لرئيس الحكومة، فالإعلان عن اعتقال الجاسوس الإيراني في هذا التوقيت بالذات وبعد مضي ثلاثة أسابيع على الاعتقال يعيد "الشاباك" إلى الأيام المظلمة التي ميزت العقد الأول من قيام إسرائيل، عندما عمل رؤساؤه، كما تقول الصحيفة، في بعض الأحيان كذراع سياسي لرئيس الحكومة بن غوريون، في حينه.

وتختم "هارتس" تقريرها بالقول، صحيح أن "الشاباك" يخضع لمسؤولية رئيس الحكومة، ولكن تعريف وظيفته لا يندرج تحتها إحراز أهداف سياسية ودبلوماسية يرغب رئيس الحكومة بتحقيقها. وإذا كان من غير المأمول من نتنياهو أن يتحلى برجاحة عقل في كيفية اتخاذ القرارات، خاصة خلال الضائقة التي يمر بها منذ بدء التقارب بين روحاني وأوباما، كان لا بد أن نتوقع من رئيس "الشاباك" يورام كوهن، إذ يتوجب أن يقف على رأس أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أناس بمقدورهم أحيانا إنقاذ الحكومات ومن يقف على رأسها، وفق ما تقول الصحيفة. 

التعليقات