"هآرتس": إطلاق سراح الأسرى لم يخرج الفلسطينيين عن طورهم

الصحيفة تعدد بضعة أسباب لحالة اللامبالاة، على رأسها واقع أن الفرحة الطبيعية بتحرير الأسرى لا تغير من انشغال الفلسطينيين بكم جماعي من المشاكل التي تمس كل عائلة، مثل وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، نجاح إسرائيل في عدم إعارة اهتمام للموقف الدولي واستمرارها في البناء في المستوطنات ومصادرة الأراضي،

رغم الضجة التي حاولت انتاجها، في الطرف الإسرائيلي، اللجنة الإسرائيلية ضد إطلاق سراح الأسرى والتي ابتدأت بالحملات الإعلامية، وامتدت إلى التماس العليا، والتظاهر امام سجن "عوفر"، ومحاولة وسائل إعلام السلطة الفلسطينية، في الطرف الآخر، خلق جو من التأثر والفرحة، حيث سجل المتحدثون الرسميون باسم السلطة الموضوع كإنجاز كبير للسلطة ورئيسها محمود عباس وكخطوة أخرى على طريق إنهاء الاحتلال، رغم كذلك فإن اللامبالاة التي اعترت الشارع الفلسطيني كانت سيدة الموقف، باستثناء المشاركة المفهومة ضمنا في فرحة العائلات التي تستقبل أبناءها، كما تقول صحيفة "هارتس" في تعليق بقلم الصحفية عميرة هس نشرته في موقعها على الشبكة، قبل ساعات من إطلاق سراح الأسرى.

الصحيفة تعدد بضعة أسباب لحالة اللامبالاة، على رأسها واقع أن الفرحة الطبيعية بتحرير الأسرى لا تغير من انشغال الفلسطينيين بكم جماعي من المشاكل التي تمس كل عائلة، مثل وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، نجاح إسرائيل في عدم إعارة اهتمام للموقف الدولي واستمرارها في البناء في المستوطنات ومصادرة الأراضي، المخاطر التي تنتظر المزارعين وقاطفي الزيتون من قبل المستوطنين، الرواتب التي لا يوجد أي ضمان بانتظامها، التفكك الاجتماعي، السياسي والاقتصادي في القدس الشرقية، وقطعها عن سائر أنحاء الضفة الغربية، حصار غزة الذي تعزز منذ الانقلاب الأخير في مصر، والانقسام الفلسطيني الذي لا تبدو له نهاية في الأفق. كل هذه المواضيع هي ليست عناوين إخبارية في الصحف الفلسطينية بل هي واقع يومي، تقول "هآرتس".

سبب آخر لغياب الفرحة العارمة، وفق "هآرتس"، هو معارضة الشارع الفلسطيني لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، في ظل استمرار البناء في المستوطنات، وفي ظل الشكوك المتعاظمة للنتائج التي قد تسفر عنها، فحتى الذين يؤيدون استئناف المفاوضات يعرفون أن احتمالات أن تؤدي إلى اتفاق هي ضئيلة جدا.

ويعرف الجميع أن العودة إلى المفاوضات العبثية، هو الثمن الذي دفعته السلطة لإطلاق سراح الأسرى، بـتأخير 20 عاما، وهناك من يعتقد أنه ثمن غال للتنازل عن الطريق الدبلوماسي المقاوم في الأمم المتحدة، ولكنهم لا يسمحون لأنفسهم بقول ذلك جهرا، لأنهم لا يريدون خلق انطباع بأن مصير الأسرى ووجع عائلاتهم غير مهم لهم.

سبب إضافي هو قدرة إسرائيل على التعويض عن إطلاق سراح ال 26 اسيرا، باعتقال ناشطين آخرين بنفس الكمية أو أكثر دون رادع ومتى شاءت، حيث اعتقلت أمس فقط عضوي مجلس فلسطيني ينتميان لحماس ليرتفع عدد أعضاء المجلس التشريعي المعتقلين إلى 15 عضوا، بينهم 9 أعضاء يقعون تحت طائلة الاعتقال الإداري المتواصل. وصباح يوم الاثنين اعتقلت 20 فلسطينيا بينهم طلبة جامعات في الخليل ونابلس، ما يشير إلى أن إطلاق سراح بضعة أسرى لا يعنى تغييرا في التوجه الإسرائيلي.

وفي ضوء اللامبالاة العامة في موضوع الأسرى تطلق من سجن "روبن ايلاند" الشهير في جنوب افريقيا، الذي تم تحويله الى متحف، وتحديدا من الزنزانة التي أمضي فيها نلسون مانديلا، تطلق شرارة معركة إطلاق سراح القيادي مروان البرغوثي وكافة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وذلك بحضور منظمات حقوق إنسان ووفود فلسطينية من السلطة وحركة فتح وزوجة الأسير فدوى البرغوثي.

 

التعليقات