"هآرتس": هل نحن على أعتاب يوم أرض جديد؟

هآرتس" استعرضت قيام إسرائيل في الخمسينيات بحملة واسعة النطاق، شملت ترحيل قرى عربية قائمة وتجميع سكانها في قرى كبيرة ومصادرة واسعة للأرض الفلسطينية، إذ وصلت نسبة المصادرة في بعض الحالات إلى 90% من الأرض، وهدفت إلى إخلاء مناطق لبناء مستوطنات يهودية في إطار تهويد الجليل وتوسيع الاستيطان اليهودي في النقب الغربي

تحت عنوان هل نقترب من يوم أرض جديد تناولت صحيفة "هآرتس" في موقعها على الشبكة، اليوم الاثنين، موضوع مصادرة الأراضي العربية وتجلياتها الحالية المتمثلة بمشروع "برافر" الذي يسعى إلى اقتلاع عشرات آلاف الفلسطينيين في النقب من أرضهم وبيوتهم ويشكل حلقة في سلسلة سياسة تهويد الجليل والنقب التي فجرت يوم الأرض 76 .

"هآرتس" استعرضت قيام إسرائيل في الخمسينيات بحملة واسعة النطاق، شملت ترحيل قرى عربية قائمة وتجميع سكانها في قرى كبيرة ومصادرة واسعة للأرض الفلسطينية، إذ وصلت نسبة المصادرة في بعض الحالات إلى 90% من الأرض. الحملة هدفت إلى إخلاء مناطق لبناء مستوطنات يهودية في إطار تهويد الجليل وتوسيع الاستيطان اليهودي في النقب الغربي.

وتشير "هآرتس" إلى أنه في وقت تعامل فيه غالبية الجمهور، مع هذه الأحداث التاريخية على أنها حقيقة مفروغ منها طواها الزمن، فإنها ما زالت بالنسبة للمواطنين العرب جرحا مفتوحا، وعمليا كل من يحاول أن يواجه المثقفين العرب الرافضين للخدمة المدنية سيجابه، بالقول إننا خدمنا الدولة أكثر من أي يهودي فقد أخذت أرضنا كلها.

وبعد 60 عاما مرت ما زال الصراع القومي بين العرب واليهود فاعلا، وهو يتجلى بشكل محسوس وملموس في الصراع على السيطرة على الأرض. وحقيقة أنه من بين 91 لجنة تنظيم محلية أربع لجان فقط تقع تحت سيطرة مجلس محلية عربية تؤكد ذلك. صحيح أن دولة إسرائيل لا تصادر اليوم أراضي عربيةـ ولا تطرد عربا من قراهم، ولكنها ما زالت تسعى لتكون السيطرة على الأرض بأيديها وتعمل على ألا تنتقل، والعياذ بالله، وفق "هآرتس" إلى أيد عربية.

تلك هي خلفية أحداث النقب وحيفا ويافا، التي وقعت أمس الأول، السبت، احتجاجا على الخطة الحكومية لإخلاء القرى البدوية غير المعترف بها المسماة بخطة برافر. المخطط ينطوي على عوامل يمكنها بسهولة إشعال الأرض وإلى يوم أرض جديد- الحديث يدور عن تسوية أراضي واسعة النطاق أمام السكان العرب في النقب تضم في طياتها إخلاء سكان عنوة من قراهم وبيوتهم.

مثلما حدث في سنوت الخمسينيات تقوم دولة إسرائيل بإخلاء مواطنين عرب من بلداتهم، وتجميعهم معا في قرى أخرى أكبر وأكثر اكتظاظا. وهذه المرة أيضا، هناك ادعاء عن مصادرة أراض شاملة، لأن دولة إسرائيل ترفض الاعتراف بسيطرة 30 ألف بدوي على أرض النقب، تحت ادعاء أنهم يسكنون هنا منذ الأزل، كما تقول "هآرتس".

إلى ذلك، فإن معاناة بدو النقب في القرى غير المعترف بها والقرى المعترف بها، أيضا، والذين يعيشون أوضاعا اقتصادية غاية في الصعوبة لا تنتهي، والدولة تعرض خطة برافر التي وإن شملت، مثلما كان الحال في سنوت الخمسينيات اقتلاع أناس وهدم بيوت، تعرضها على أنها مشروع لتطوير بدو النقب، إنها صيغة سنوات الخمسينيات ملفوفة بورق سيلوفان، تقول "هآرتس". 

 

التعليقات