تقارير الاستخبارات العسكرية تحذر من تنامي اخطار التنظيمات الجهادية

تقارير "أمان تتحدث عن اربعة صراعات كبيرة، الذرة الايرانية، الحرب الاهلية في سوريا، صورة مصر والصراع على وجه الشرق الاوسط. وهي جميعها لها تأثير على اسرائيل التي خلا الضربات ضد سوريا كان تدخلها محدودا فيها.

تقارير الاستخبارات العسكرية تحذر من تنامي اخطار التنظيمات الجهادية

ما يطرد النوم من عيون رجال الاستخبارات الاسرائيلية، في السنة الاخيرة، هي المنظمات الجهادية التي تحمل فكر القاعدة والتي باتت تتعاظم وتنتشر على اكثر من جبهة في حدود التماس مع اسرائيل.

المحلل العسكري لصحيفة "هارتس" عاموس هارئيل، يقول ان رئيس الاستخبارات العسكرية السابق "امان"، الجنرال احتياط عاموس يادلين، اعتاد الحديث عن خمسة تهديدات تشكل خطرا على اسرائيل على رأسها الذرة الايرانية وحزب الله، الا ان القائمة باتت اليوم اطول بكثير، على حد قوله، وهي تنتشر على عدة جبهات بينها سوريا، لبنان ومصر، انه تهديد جديد مازالت اسرائيل تدرس كيفية التعامل معه.

ويقول هارئيل في تحليل نشر، اليوم الجمعة، وجاء على خلفية عملية قنص الاسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة، والتي يعتقد انها نفذت بأيدي احد هذه التنظيمات، يقول، ان عمليات جمع معلومات عن هذه التنظيمات وتحليل دوافعها وطرق عملها مازالت في بدايتها، ولأن هذه التنظيمات لا تمتلك معسكرات منظمة خاصة بها، فمن الصعب ردعها، ويشير الى ان نشوء هذه التنظيمات كحالة مرافقة للزللزال الذي يشهده العالم العربي والذي سيكون له تداعيات على الوضع الاستراتيجي في المنطقة. 
    
التقديرات الاستخبارية التي عرضت الشهر الفائت على المجلس الوزاري الأمني المصغر في اسرائيل انتقلت من الوضع الانتقالي وعدم الاستقرار الذي ميز المنطقة في 2012 ، الى الوضع القابل للانفجار عام 2013 الذي امتاز بتعاظم في الاحداث ونطاقها وهي احداث من شأنها ان تخرج اسرائيل من حالة المراقب، بحيث تنزلق الى داخل حدودها وتدفعها الى التحرك عمليا، وهو ما حدث فعلا، اذا ما سلمنا، كما يقول هارئيل، بحقيقة التسريبات الامريكية التي تتحدث عن ست هجمات جوية اسرائيلية ضد سوريا خلال السنة المنصرمة.

تقارير "أمان تتحدث عن اربعة صراعات كبيرة، الذرة الايرانية، الحرب الاهلية في سوريا، صورة مصر والصراع على وجه الشرق الاوسط. وهي جميعها لها تأثير على اسرائيل التي خلا الضربات ضد سوريا كان تدخلها محدودا فيها.

التقديرات الاستخبارية لـ 2014 تشير الى دخول ازمة الذرة الايرانية والازمة السورية في والقضية الفلسطينية في طور التسويات والى فرملة المد الاسلامي الذي ميز الزلزال العربي، الفرملة حدثت في سوريا عندما نجح الاسد في تثبيت اركان حكمه وفي مصر بانقلاب الجنرالات، الامر الذي فتح الباب امام اسرائيل للتوافق على مواقف استراتيجية مع مصر والاردن وكذلك مع السعودية ودول الخليج.

التقارير الاستخبارية الاسرائيلية اشارت بايجاب الى تفكيك الكيماوي السوري والى تاكل قدرتها العسكرية التقليدية وكذلك استمرار تفكك الدولة السورية ووصول الصراع الداخلي الى طريق مسدود.

وتلفت التقارير الى ان الزلزال الذي يضرب العالم العربي سيتواصل عام 2014 ومعه تفاقم الازمة الاقتصادية، التي ستدفع بالمزيد من الشبان الى احضان المنظمات الجهادية، حيث سيديرون الى جانب نشاطهم الاساسي مناوشات مع اسرائيل.

وتؤكد تقارير "أمان" ان  ايران تشهد تغيرا استراتيجيا عميقا وانتخاب روحاني ليست مجرد تمثيلية، بل هو انتخب كزعيم اصيل تبلور حوله مركز قوة مستقل، وبالرغم من ان الصراع الدائر بين الكتل لم يحسم بعد، الا ان روحاني يحظى بدعم جماهيري واسع، على الرغم من قوة الحرس الثوري وكبار قادة الجيش المخصين للزعيم خامنئي.

وتختم "هارتس" بالقول، انه رغم تقليل نتنياهو وليبرمان ويعالون، من اهمية التغيير الحاصل في ايران، واعتباره مجرد "هجمة ابتسامات" يلبسها النظام كقناع لغرض تخفيف العقوبات الاقتصادية، الا ان الاستخبارات، ودون التقليل للحظة من خطر الذرة الايرانية، ترى الامور بعين اخرى.
 

التعليقات