أفراهام بورغ: النضال السلمي سيسقط الاحتلال العنيف

نشر أفراهام بورغ، وهو سياسي إسرائيلي اعتزل الإجماع الصهيوني بعد أن كان رئيسا لكنيست الإسرائيلي، مقالة في صحيفة هآرتس يوم أمس، تحدث فيها عن شرعية مقاطعة إسرائيل، معتبرا أن النضال السلمي الفلسطيني من شأنه أن يسقط الاحتلال. نقدم لكم المقالة مترجمة «« يكثر الجدل حول العقوبات والمقاطعة، والإسرائيليون( كما كانوا دوما) متأكدون بأن العالم كله ضدنا(كلام فارغ وجنون قومي سيخضع يوما ما للنقاش)، وأن المؤامرات الظاهرة والباطنة في العالم كلها تتركز بنا، وطبعا من منطلق الكراهية والعداء للسامية. مهما يكن، قلة قليلة تلحظ هذا التناقض العجيب لدى إسرائيل الرسمية ويهود العالم الذين يتجندون لمحاربة آفة العقوبات بالتباكي والصراخ والنحيب باللازمة: الـلا سامية، المحرقة وكراهية اليهود. وبنفس الروح ينشط هؤلاء الأشخاص ذاتهم مستخدمين كل وسيلة ممكنة لتشديد العقوبات على إيران، وفي وقت سابق ضد حماس. وبتلون ونفاق سياسي يبذلون الجهود لعدم المس أكثر مما ينبغي بأسد سوريا ، وبمرسي مصر سابقا، إلى جانب عدة أهداف فاسدة للسياسات الخارجية الإسرائيلية. في غضون ذلك، تزداد حركة المقاطعة الفلسطينية BDS تزداد زخما (ببطئ معين - ينبغي القول) وتقترب إلى نقطة تحول تلتقي فيها نشاطاتهم المدنية، بالسياسات الرسمية للحكومات والبرلمانا، وتصبح العقوبات على إسرائيل والمقاطعة أمرا واقعا. وزير المالية الإسرائيلي قلق من ذالك، ووزير الخارجية الأمريكي يسعى لحمايتنا من العزلة الدولية. ومراكز الأبحاث بدأت في دراسة المقاطعة والعقوبات ويقدمون توصيات ببلورة سياسات إسرائيلية مناسبة. ووسائل الإعلام تضطلع بدورها الجاد أو الصاخب. لكن ما ينقص حقا وبشكل لافت وصارخ داخل هذا المعمعان هو مداولات جادة حول المعنى الأخلاقي للمقاطعة وبدائلها. بشكل عام أنا رجل أؤمن بالحوار، وبكل الأحوال – المقاطعة (اي مقاطعة) ليست أداة شرعية بنظري. لكن حينما يخرج رئيس الحكومة من القاعة خلال خطاب الرئيس الإيراني، أحتار هل هو أبله أم صبياني، لكن واضح أنه لا يمثلني إطلاقا. أنا أؤمن بالسلام ولا شك لدي بأن حوارا جادا (حتى لو كان حادا) مع الفلسطينيين سيحقق إنجازين: السلام ونهاية العقوبات(الإقصاء والعزلة التي يجري الحديث عنها). يصح ذلك أيضا مع الإيرانيين، وحتى مع موشي دانون. لكن على هؤلاء الذين لا يريدون السلام، أو يريدونه ولا يثقون بالشريك، أو يريدون ويثقون لكن تنقصهم الشجاعة للوقوف في وجه أعداء السلام الذين في داخلنا، عليهم أن يسالوا أنفسهم أسئلة مختلفة تماما. ثمة من يعتقدبأن الاحتفاظ بالأراضي المحتلة أمر مجد. وذلك لأن ثمن العزلة الدولية أو الأضرار التي تلحق بجيب المواطن يمكن تحملها . ففي نهاية المطاف السياسة هي منظومة من التوازنات بين الاحتمالات والمخاطر، وحاليا – برأيهم، يمكن تحمل المخاطر. وهذا تماما هو الموقف الرسمي لحكومات إسرائيل منذ 1967( من رابين وبيرس الذين رعيا مشروع الاحتلال والاضطهاد وصولا إلى نتنياهو الذي لا يدخر جهدا من اجل الحفاظ عليه). إذن التباكي القومي لا يعدو كونه أمرا شكليا وظاهريا لتحقيق الهدف وهو كسب تعاطف الإسرائيليين". لكن أتوجه لكل من يختلف بالرأي مع هؤلاء، إلى العاجزين أو اللا مبالين: نحن بحاجة إلى توجه آخر مختلف تماما. ضعوا أنفسكم مكان الفلسطينيين للحظة، وحاولوا أن تفهموا بماذا "يسمح" لهم الإسرائيليون وماذا كنتم ستفعلون لو كنتم مكانهم. ثورة فلسطينية عنيفة- لا ممنوع بأي شكل من الأشكال وستقمع بقوة أشد عنفا. تسوية سياسية- اضحكتم بنيت وفقدان الصواب لنتنياهو. ماذا إذن؟ لا شيئ؟ أن يقولوا ببساطة شكرا ويصمتوا؟ وهل كنا سنصمت لو كنا مكانهم في ظروفهم وواقعهم. حركة المقاطعة الفلسطينية هي ليست مجهودا يهدف للمس بجيب الإسرائيلي فحسب، بل هي ايضا محاولة جريئة وجديدة لتحقيق أهداف سياسية حقيقية. ثمة قضايا تحتاج حلا: نهاية الاحتلال، هدم الجدار الفصل، الاعتراف بحقوق وبمساواة الفلسطينيين الإسرائيليين، وحل مشكلة اللاجئين. والنضال الفلسطيني في هذه الحالة جديد ومختلف، وهو غير معروف لنا، وهو نضال سلمي. أهذا ممنوع ايضا؟ كل من لا يحتمل أي تفوه من فلسطيني فهو متنكر للفلسطينيين وحقوقهم ويأمل في أعماقه أن تتم عمليات طرد جماعية أو حتى تطهير عرقي من كل ما هو غير يهودي. اللا إنسان فقط يسلب منه حقه في الرد والاحتجاج. والعقوبات والمقاطعة هي أفضل الوسائل وأكثرها شرعية. في أعماقي أنا على قناعة أن إسرائيل القوية لديها الجواب والرد المناسب على اي مصدر قوة تواجهه. لكنها ستكون عاجزة أمام تمرد مدني ينقل الحوار من "من الأقوى والأصلب" إلى "حوار حول الحقوق والقيم" ، لأن إسرائيل لا تملك الجواب لذلك. ماذا سيفعل سياسيو وجنود الفصل العنصري في شارع الشهداء في الخليل، ماذا سيفعلون في وجه آلاف الأطفال إذا ما قرروا النزول للساحة للعب كباقي أطفال العالم بدراجاتهم الهوائية أو بكرات القدم وهو حق مكفول لكل طفل في أي مكان في العالم. وماذ سيكون رد فعل صاحب الصواب إذا ما وصل الآلاف لجدار غيتو فلسطين(المعروف باسمه المجمل – الجدار الفاصل)، ويعتصمون هناك بحضور وسائل الإعلام العالمية تحت سحابة من الغاز المسيل للدموع - حتى إسقاطه؟ الجواب واضح. في اليوم الذي تصبح سياسة اللا-عنف السياسة الرسمية لفلسطين، تنتهي سياسة الاحتلال العنيفة لإسرئيل. في نفس اليوم. وهذه الهستيريا من العقوبات والمقاطعة ستشهد.»»

أفراهام بورغ: النضال السلمي سيسقط الاحتلال العنيف

نشر أفراهام بورغ، وهو سياسي إسرائيلي اعتزل الإجماع الصهيوني بعد أن كان رئيسا للكنيست الإسرائيلي، مقالة في صحيفة هآرتس يوم أمس، تحدث فيها عن شرعية مقاطعة إسرائيل، معتبرا أن النضال السلمي الفلسطيني من شأنه أن يسقط الاحتلال.

المقالة مترجمة


«« يكثر الجدل حول  العقوبات والمقاطعة،  والإسرائيليون( كما كانوا دوما)  متأكدون بأن العالم كله ضدنا (كلام فارغ وجنون قومي سيخضع يوما ما للنقاش)، وأن المؤامرات الظاهرة والباطنة في العالم كلها تتركز بنا، وطبعا من منطلق الكراهية والعداء للسامية.
مهما يكن، قلة قليلة تلحظ هذا التناقض العجيب بين إسرائيل الرسمية ويهود العالم الذين يتجندون لمحاربة آفة العقوبات بالتباكي والصراخ والنحيب  بمعزوفة: الـلا سامية، المحرقة وكراهية اليهود. وبنفس الروح ينشط  هؤلاء الأشخاص ذاتهم مستخدمين كل وسيلة ممكنة  لتشديد العقوبات على إيران، وفي وقت سابق ضد حماس. وبتلون ونفاق سياسي يبذلون الجهود لعدم المس أكثر مما ينبغي بأسد سوريا ،  وبمرسي مصر سابقا،  إلى جانب عدم المس ايضا بعدة أهداف فاسدة للسياسات الخارجية الإسرائيلية.


في غضون ذلك، تزداد حركة المقاطعة الفلسطينية BDS تزداد زخما (ببطئ معين - ينبغي القول)  وتقترب إلى نقطة تحول تلتقي فيها نشاطاتهم المدنية، بالسياسات الرسمية للحكومات والبرلمانات، وتصبح العقوبات على إسرائيل والمقاطعة أمرا واقعا.
وزير المالية الإسرائيلي قلق من ذالك، ووزير الخارجية الأمريكي يسعى لحمايتنا من العزلة الدولية. ومراكز الأبحاث بدأت بدراسة المقاطعة والعقوبات ويقدمون توصيات ببلورة سياسات إسرائيلية مناسبة.  ووسائل الإعلام تضطلع بدورها الجاد أو  الصاخب.  لكن ما ينقص حقا  وبشكل لافت  وصارخ داخل هذا المعمعان هو مداولات جادة حول المعنى الأخلاقي للمقاطعة  وبدائلها.
  بشكل عام أنا رجل أؤمن بالحوار، وبكل الأحوال – المقاطعة (اي مقاطعة) ليست أداة شرعية بنظري. لكن حينما يخرج رئيس الحكومة من القاعة خلال خطاب الرئيس الإيراني، أحتار هل هو أبله أم صبياني، لكن واضح أنه لا يمثلني إطلاقا. أنا أؤمن بالسلام  ولا شك لدي بأن حوارا جادا (حتى لو كان حادا) مع الفلسطينيين سيحقق إنجازين: السلام ونهاية العقوبات (الإقصاء والعزلة التي يجري الحديث عنها).  يصح ذلك أيضا مع الإيرانيين، وحتى مع موشي دانون.

لكن على هؤلاء الذين لا يريدون السلام، أو يريدونه ولا يثقون بالشريك، أو يريدون ويثقون لكن تنقصهم الشجاعة للوقوف في وجه أعداء السلام الذين في داخلنا، عليهم أن يسالوا أنفسهم  أسئلة مختلفة تماما.
ثمة من يعتقد بأن الاحتفاظ بالأراضي المحتلة أمر مجد. وذلك لأن ثمن العزلة الدولية أو الأضرار التي تلحق بجيب المواطن  يمكن تحملها . ففي نهاية المطاف السياسة هي منظومة من التوازنات بين الاحتمالات والمخاطر، وحاليا – برأيهم،  يمكن تحمل المخاطر.  وهذا تماما هو الموقف الرسمي لحكومات إسرائيل منذ 1967( من رابين وبيرس الذين رعيا مشروع الاحتلال والاضطهاد  وصولا إلى نتنياهو الذي  لا يدخر جهدا من اجل الحفاظ عليه).  إذن التباكي القومي  لا يعدو كونه أمرا شكليا  وظاهريا لتحقيق الهدف وهو كسب تعاطف الإسرائيليين".


لكن  أتوجه لكل من يختلف بالرأي مع هؤلاء،  إلى العاجزين أو اللا مبالين: نحن بحاجة إلى توجه آخر مختلف تماما. ضعوا أنفسكم مكان الفلسطينيين للحظة،  وحاولوا أن تفهموا  بماذا "يسمح" لهم الإسرائيليون  وماذا كنتم ستفعلون لو كنتم مكانهم. ثورة فلسطينية عنيفة- لا ممنوع بأي شكل من الأشكال وستقمع بقوة أشد عنفا.  تسوية سياسية- اضحكتم بنيت  وافقدام  لنتنياهو صوابه. ماذا إذن؟ لا شيئ؟ أن يقولوا ببساطة شكرا ويصمتوا؟  وهل كنا سنصمت لو كنا مكانهم في ظروفهم  وواقعهم. 


حركة المقاطعة الفلسطينية هي ليست مجهودا  يهدف للمس بجيب الإسرائيلي فحسب،  بل هي ايضا محاولة جريئة وجديدة لتحقيق أهداف سياسية حقيقية. ثمة  قضايا  تحتاج حلا: نهاية الاحتلال، هدم الجدار الفصل، الاعتراف بحقوق وبمساواة الفلسطينيين الإسرائيليين، وحل مشكلة اللاجئين. والنضال الفلسطيني في هذه الحالة جديد ومختلف، وهو غير معروف لنا،  وهو نضال سلمي. أهذا ممنوع ايضا؟


كل من لا يحتمل أي تفوه من فلسطيني فهو متنكر للفلسطينيين وحقوقهم  ويأمل  في أعماقه أن تتم عمليات طرد جماعية أو حتى تطهير عرقي  من كل ما هو غير يهودي.

اللا إنسان  فقط يسلب منه حقه في الرد والاحتجاج.  والعقوبات والمقاطعة هي أفضل الوسائل وأكثرها شرعية.

في أعماقي أنا على قناعة أن إسرائيل القوية لديها الجواب والرد المناسب على اي مصدر قوة تواجهه. لكنها ستكون عاجزة أمام تمرد مدني  ينقل الحوار من "من الأقوى والأصلب" إلى "حوار حول الحقوق والقيم" ، لأن إسرائيل لا تملك الجواب لذلك.

ماذا سيفعل سياسيو وجنود الفصل العنصري في شارع الشهداء في الخليل، ماذا سيفعلون  في وجه آلاف الأطفال  إذا ما قرروا النزول للساحة للعب كباقي أطفال العالم بدراجاتهم الهوائية  أو بكرات القدم وهو حق مكفول لكل طفل في أي مكان في العالم.
وماذ سيكون رد فعل صاحب الصواب إذا ما وصل الآلاف لجدار غيتو فلسطين( المعروف باسمه المجمل – الجدار الفاصل)، ويعتصمون هناك بحضور وسائل الإعلام العالمية تحت سحابة من الغاز المسيل للدموع - حتى إسقاطه؟  الجواب واضح.

  في اليوم الذي تصبح سياسة اللا-عنف السياسة الرسمية لفلسطين، تنتهي سياسة الاحتلال العنيفة لإسرئيل. في نفس اليوم.  من هنا تنبع  الهستيريا من العقوبات والمقاطعة ستشهد.»»
 

التعليقات