«حينما كانت أكاذيب إيران في صالح إسرائيل»

أبا إيفين: لا أعتقد أن هناك جهة تدعي خطورة سيطرة ناصر على المنطقة بنفس القوة والمثابرة كما يفعل ممثلو إيران في جميع أنحاء العالم. السفراء العرب يلتقطون الصور التذكارية، وتظهر صورهم في دمشق والقاهرة تحت عنوان صاخب بأن سفيرنا المبجل حصل مرة أخرى على تأكيد من حكومة إيران بأن أية قطرة نفط لا تصل إسرائيل. لكن النفط بحقيقة الأمر يتدفق إلينا.

«حينما كانت أكاذيب إيران في صالح إسرائيل»

في إطار الحملة الإسرائيلية ضد إيران ومشروعها النووي، نشر المحلل الأمني في صحيفة "هآرتس"، أمير أورن، مقالة مطولة  اتهم فيها إيران بانتهاج  سياسة «الكذب بصفاقة»، لكن المثير في مقالته أنه ومن أجل إثبات اتهامه- أورد معلومات  من البرتوكولات الإسرائيلية حول علاقات إسرائيل بإيران في حقبة الشاه التي كانت تكذب على العرب  للتغطية على علاقتها مع إسرائيل.  

 وبعد مقدمة  حول المستجدات بشأن معركة إسرائيل ضد المشروع النووي الإيراني، يقول أورن  إن إسرائيل كانت أكبر مستفيدة من كذب إيران في حقبة الشاه، ويضيف: "في يوليو عام 1966، كان عضو الكنيست شمعون بيرس، من حزب رافي المشارك في الائتلاف، عضوا في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست. وابلغ  وزير الخارجية آفا إيفين، اللجنة في جلسة مغلقة  بأن إسرائيل تقيم علاقات سرية مع إيران الشاه، وتشمل تعاونا أمنيا وعسكريا، تدريب، وتفعيل المقاتلين الأكراد ضد العراق".

وأضاف إيفين: وبما أنني أتيت على  ذكر الخليج الفرسي وإيران، فإنني أود أن أشرك اللجنة في معضلة معينة تواجهها حكومة إسرائيل بما يتعلق بالعلاقات مع تلك الدولة (إيران). فكما معلوم لهذه اللجنة، هناك علاقات ضرورية لأمن الدولة وسريتها شرط قيامها...  ظاهريا لا توجد علاقة ديلوماسية مع إيران. لكن بشكل عملي ثمة علاقات واسعة ومتشعبة. فهناك خبراء إسرائيليون  وعددهم 50 خبيرا زراعيا يطورون منطقة كزبين التي تعتبر محكا لنجاح خطة الاصلاح الزراعي.  لدينا علاقة طيران وتبادل رحلات جوية، والنفط  يتدفق إلينا من إيران عبر مضيق «تيران» من اجل توفير احتياجاتنا.  والهجرة لإسرائيل  ماضية بتشجيع، أو على الأقل دون إعاقة من الحكومة.  وهناك نشاط فارسي في جميع أنحاء العالم لكشف حقيقة صورة نظام جمال عبد الناصر. لا أعتقد أن هناك جهة تدعي بخطورة سيطرة ناصر على المنطقة كما يفعل مندوبو إيران في كل مكان. على هذا الأساس هناك حوار ثنائي هام".

واضاف إيفين: "كما أسلفت هذه العلاقات مبنية على السرية، ونهتم بنفي تلك العلاقة أحيانًا. من الواضح أن الحكومات العربية تعلم  بتلك العلاقات، لكن طالما هي غير مجبرة على الاعتراف بوجودها، يبدو أن لا خيار أمامهم إلا التسليم بها. موضوع النفط على سبيل المثال: في كل عام يتوجه سفراء الدول العربية إلى وزارة الخارجية الفارسية، ويحذرون من خطورة وصول النفط الفارسي إلى إسرائيل. لكن وزراة الخارجية الفارسية  تنفي  بشدة وتقول إن ذلك لا يحصل بتاتا، لا تصل قطرة نفط واحدة من فارس إلى إسرائيل. ويلتقط السفراء العرب  الصور التذكارية، وتظهر صورهم في دمشق والقاهرة  تحت عنوان صاخب بأن سفيرنا المبجل حصل مرة أخرى على تأكيد من حكومة إيران بأن أية قطرة نفط لا تصل إسرائيل. لكن النفط  بحقيقة الأمر يتدفق إلينا".

 ويضيف: ذات مرة وصل السفير السعودي  إلى مكتب وزارة الخارجية في طهران، واحتج على علاقات الطيران مع إسرائيل. فقيل له:  لا توجد اية علاقة طيران مع إسرائيل.  فقال السفير لكنني رأيت  بأم بعيني في المطار إعلان  لشركة "إلعال" فرد محاوره الفارسي بالقول: سيدي السفير، أنت لم تر. وبهذا حل الموضوع، عن طريق الفصل التام بين الواقع وبين الخطاب".

 ويضيف أورن أنه: حتى سقوط الشاه كان الفارسيون مخادعين مقبولين على إسرائيل. لكن صعود الخميني حولهم لكاذبين.

 

 

 

التعليقات