"إسرائيل تتعلم درسا جديدا في «محدودية القوة»"

على مر أجيال علمونا أن نؤمن بتفوق العقل اليهودي والقوة الإسرائيلية. رفعنا شعار القلة مقابل الكثرة، الجودة مقابل الكمية، وصنعنا من كل الحيل والألاعيب في المعارك والحروب معجزات.

إيتان هابر*/ يديعوت أحرونوت -  ترجمة عرب 48

على مر أجيال علمونا أن نؤمن بتفوق العقل اليهودي والقوة الإسرائيلية. رفعنا شعار القلة مقابل الكثرة، الجودة مقابل الكمية، وصنعنا من كل الحيل والألاعيب في المعارك والحروب معجزات.

واصلنا الإيمان بالتفوق الإسرائيلي حتى حينما كنا في أعماقنا ندرك أن الصورة التي في أذهاننا غير دقيقة. في السنوات التي مرت طور الجيش قدراته وبالتاكيد أيضا الأجهزة الاستخبارية- الشاباك والموساد. وحولنا كل نتيجة إيجابية لإنجاز تاريخي مفجر للثورات.  لهذا- مفهوم لماذا لا يمكنهم التغلب علينا. فكيف يمكن أن تقوم عصابة صغيرة بالتهكم والاستهزاء من العبقرية الإسرائيلية.

على مر السنوات طور الفلسطينيون أيضا قدراتهم بالأساس عرفوا وتعلموا جيدا العدو الإسرائيلي، وخبروا مكامن قوته ومواطن ضعفه.  بحثوا ووجدوا نقاط الضعف للالتفاف على تفوق الجيش وإسرائيل.

خيبة الأمل الإسرائيلية من عدم نجاح الأجهزة الاستخبارية في  تحديد مكان الفتيان الثلاثة المختطفين،  وغلعاد شاليط قبل ذلك، ومختطفين آخرين قبله، مفهومة. فكيف يمكن لأجهزة الاستخبارات الأفضل في العالم، والتي يسبقها اسمها، أن لا تنجح في العثور على المختطفين قبل عملية الخطف، أو خلالها،  فكم بالحري بعدها.

في المعاهد العسكرية يسمون ذلك «محدودية القوة». فقد يكون خلف عملية الاختطاف  أربعة أو خمسة فلسطينيين مذهولين  خرجوا  للقيام بشيئ وحصلوا على شيئ أكبر.  لكن بالنتيجة مسالة الاختطاف تتعقد من ساعة إلى أخرى.

 فنحن نقلب  الدنيا، وقد يكون أربعة أو خمسة فلسطينيين من دون وسائل خاصة  يهزأون بالجيش الكبير الذي يجري  أمامهم.

قد تنتهي قصة الاختطاف على وجه جيد بعد ساعة أو بعد يوم، وكل شيئ يعود إلى سابق عهده، وقد يستغرق أيضا وقتا  طويلا. بكل الأحوال بعد يومين أو ثلاثة يعود الجميع إلى  الحياة الاعتيادية  باستثاء ثلاث عائلات.

وفي هذه المرحلة،  تتعلم العائلات، وجمهور المؤمنين بقدرة الجيش وبقدرة إسرائيل ورجال الجيش أنفسهم فصلا جديدا من كتاب "محدودية القوة".

*كاتب عامود في صحيفة "يديعوت أحرونوت" - الكاتب شغل منصب مدير مكتب رئيس الحكومة السابق إسحق رابين.

التعليقات