إسرائيل سحبت معظم قواتها من قطاع غزة لكنها تدعي الانتصار!

محلل: من يطالبون باحتلال قطاع غزة لا يفهمون الواقع الأمني، فقد بنت حماس منظومة ستمكنها من جباية أثمان غالية من الجيش الإسرائيلي

إسرائيل سحبت معظم قواتها من قطاع غزة لكنها تدعي الانتصار!

ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن معظم قوات الجيش الإسرائيلي انسحبت من قطاع غزة وأعادت انتشاره حوله، بعد أن أقام الجيش سواتر ترابية، على بعد مئات الأمتار من الشريط الحدودي، لاحتماء قواته خلفها، فيما لا تزال تتواجد قوات كبيرة عند الشريط الحدودي وتقوم بأعمال إصلاح السياج الأمني.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الاثنين، أنه إذا كان العدوان على قطاع غزة سينتهي مع انسحاب القوات الإسرائيلية هو أمر متعلق بقيادة حماس، في إشارة إلى ما إذا كانت الحركة ستوافق الآن على وقف إطلاق نار.

وأضاف هارئيل أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هي أن بحوزة حماس تبقى 3000 صاروخ لمدى قصير ومتوسط، وأنه في حال استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل فإن الأخيرة ستستمر في شن غارات جوية. ووصف المحلل الصواريخ التي تطلقها المقاومة باتجاه تل أبيب ومنطقة وسط إسرائيل هي "للإزعاج" فقط وأن "القبة الحديدية" تعترض غالبيتها العظمى، بينما إطلاق الصواريخ باتجاه منطقة جنوب البلاد فإنها مسألة أكثر خطورة، ملمحا إلى أن توقفها مشروط باتفاق وقف إطلاق نار تجري مفاوضات غير مباشرة حوله في القاهرة.

وأشار المحلل إلى أن استطلاعات الرأي التي أجريت في إسرائيل طوال فترة الحرب على غزة أظهرت أن الرأي العام الإسرائيلي يؤيد توسيع الحرب، وانضم إليهم وزراء وأعضاء كنيست ومحللين وجنرالات متقاعدون.

وأضاف هارئيل أن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ومعه وزير الأمن، موشيه يعلون، ورئيس أركان الجيش، بيني غانتس، رأوا أن "احتلال قطاع غزة لا يخدم المصلحة الأمنية الإسرائيلية".

ونقل المحلل عن ضابط كبير في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي قوله إن احتلال قطاع غزة سيستغرق "ما بين عشرة أيام إلى أسبوعين" لكن بعدها سيحتاج الجيش إلى عام كامل من أجل إلحاق ضرر كبير لحماس وأذرعها "وهذه لم تكن المهمة التي ألقيت علينا".

وأضاف هارئيل أن "الجيش طولب بتوجيه ضربة شديدة لحماس والجهاد الإسلامي، وتحييد تهديد الأنفاق وتقليص القدرة على ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ويرى الجيش أنه أنجز هذه المهمات. واستكمال المهمة الرابعة، وهي التعامل مع تعاظم قوة حماس، فإنها تتعلق بطبيعة التسوية السياسية التي ستتم بلورتها، في حال إنجازها".

وتابع المحلل أن الجيش الإسرائيلي عاد وكرر أمس "الادعاء بأن إسقاط حكم حماس كان سيقود إلى نشوء فوضى على غرار الصومال في القطاع، ولن يكون فيه عنوان للردع أو لاتفاقيات غير مباشرة".

ومضى هارئيل أن من يطالبون باحتلال قطاع غزة وإسقاط حماس "لا يفهمون الواقع الأمني الحاصل في القطاع. فقد بنت حماس منظومة متشعبة تحت الأرض ستمكنها من جباية أثمان غالية من الجيش الإسرائيلي على احتلال القطاع".

ولفت هارئيل إلى أن "غزة وخانيونس ليستا مثل نابلس ورام الله في فترة عملية ’السور الواقي’ في العام 2002. وليس صدفة أنه بعد أن استعرض الجيش، بطلب من نتنياهو، كل معاني احتلال القطاع كله أمام الكابينيت، هدأ الوزراء الأكثر صقرية".

واعتبر هارئيل أنه "في هذه الأثناء بدأت مرحلة التلخيصات والحرب على الرواية. وسيقف نتنياهو ويعلون وغانتس في جبهة واحدة وسيعلنون أنه تم تحقيق انتصار لامع... وأن حماس مرتدعة من استئناف العنف لفترة طويلة. وهذا هو أيضا الشعور الذي ينتاب قادة الألوية الميدانيين".

رغم ذلك رأى هارئيل أنه "من دون الاستخفاف بانجازاتهم، فإنه بانتظار الضباط لقاء ليس سهلا مع الجمهور الإسرائيلي، الذي الكثيرين منه متشكك حيال نتائج الحرب".  
 

التعليقات