"القبضة الأمنية المشددة في القدس غير ناجعة"

"الأوضاع في القدس برميل بارود والحكومة تنكر صورة الوضع التي تنعكس من الضفة الغربية... منذ مقتل الفتى محمد أبو خضير تحولت القدس إلى برميل متفجرات".

 طالب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، منح الشرطة المزيد من "الوسائل" واستخدام المزيد من العنف لقمع الانتفاضة، فيما شكك معلقون إسرائيليون بنجاعة الوسائل الأمنية في قمع الاحتجاجات التي تأخذ طابعا جماهيريا وبنجاعة حملات الاعتقالات الواسعة في القدس، مؤكدين أن الأحداث تثبت أن القبضة الأمنية المشددة في القدس ثبت عدم نجاعتها.

ودعا رئيس بلدية الاحتلال خلال جولة في القدس أمس مع المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يوحنان دانينو، إلى تشديد العقوبات ضد "راشقي الحجارة" وأعلن أنه يعتزم استخدام المزيد من بالونات المراقبة لقمع الاحتجاجات في مهدها.

وتعهد دانينو "باستعادة الهدوء إلى القدس خلال فترة قصيرة"، وقال: "أقول لكم بمسؤولية أنا على قناعة بأن الهدوء سيعود بسرعة للقدس ومحيطها". فقال بركات إن ذلك يمكن أن يتحقق إذا منحت الشركة "المزيد من الوسائل".

وقالت صحيفة "هآرتس" إن بركات على قناعة بأنه لو منحت الشرطة مزيد من الوسائل، ولو عملت بأكثر قوة في الأحياء الفلسطينية لكان يمكن قمع الانتفاضة. وأضافت أن عقيدة القتال الجديدة لبركات التي تتلخص بأنه "ما لا يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة" لم تثبت نجاعتها في القدس، مضيفة: "حتى اليوم اعتقلت الشرطة 700 مقدسي وقسم كبير منهم اعتقلوا خلال حملات اعتقال ليلية. قدم ضد 300 منهم لوائح اتهام مشددة، ويخضعون للاعتقال حتى انتهاء الإجراءات. فبسبب الطابع الجماهيري للاحتجاجات الذي تجلى من خلال مشاركة أعداد كبيرة من الفتيان والأطفال، لا يبدو أن استخدام مزيد من القوة والعقوبات يمكنها تحقيق الهدوء".

ووصف  مراسل الشؤون الفلسطينية في موقع "والا" العبري، أفي ييساخاروف، الأوضاع في القدس بأنها "برميل بارود"، وقال إن الحكومة تنكر "صورة الوضع التي تنعكس من الضفة الغربية" مضيفا أنه "منذ مقتل الفتى محمد ابو خضير تحولت القدس إلى برميل متفجرات". وقال إن الشارع في القدس يغلي وعدد الحوادث يتزايد يوما بعد آخر، وقد يجر "جبل الهيكل" المنطقة كلها إلى الاشتعال.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الشرطة تعتزم استخدام مستعربين في داخل القطار الداخلي، إضافة إلى قوة شرطة جديدة سيتم تشكليها ونشرها في القدس، وتفعيل وسائل تكنولوجية مختلفة، بضمنها بالونات للتصوير والرصد سبق أن استخدمها جيش الاحتلال في الضفة الغربية وفي الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وهي مربوطة بالأرض بكابل تقوم قوة تابعة لحرس الحدود على حراستها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة نشرت مؤخرا بالونا للرصد فوق شعفاط وبيت حنينا، شرقي القدس، واستخدمته شرطة الاحتلال لاعتقال الشبان المقدسيين الذين يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة. وأكدت أن رئيس الحكومة صادق على أن يقوم الشاباك بمساعدة الشرطة، وأن ينشط في الأحياء العربية في القدس المحتلة.

التعليقات