"القدس لا تمتثل لأوامر نتانياهو... انتخابات الآن"

المسؤول المباشر والوحيد لعدم توفير الأمن للمواطن الإسرائيلي هو نتانياهو، في حين أن نتانياهو وجه في الأيام الأخيرة، وبحق، إصبع الاتهام لرؤساء حكومات فشلوا في تحقيق الأمن مثل شمعون بيرس ويتسحاك شمير

تحت عنوان "الواقع في القدس يرفض أوامر نتانياهو"، كتب نير حسون في صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء، أنه بعد أيام معدودة من تفاخر مسؤول إسرائيلي كبير بأن عمليات أجهزة الأمن الإسرائيلية الصارمة أعادت الهدوء إلى القدس وقعت عملية ثانية، في إشارة إلى عملية الكنيس التي قتل فيها 5 إسرائيليين وأصيب آخرون.

ويضيف الكاتب أن "عدم امتثال الواقع" يعكس بشكل جيد عدم نجاعة سياسة السلطات الإسرائيلية في صد موجة العمليات. واعتبر أن ملخص تصريحات رئيس الحكومة ورئيس بلدية الاحتلال في القدس ووزير الأمن الداخلي وأعضاء كنيست يقول "إن ما لا يتحقق بالقوة يتحقق بالمزيد من القوة".

وبعد أن لفت إلى تصريحات نتانياهو بتشديد فرض القانون والعقوبات، وتعهد بهدم منازل منفذي العمليات تحت شعار "محاربة الإرهاب"، إضافة إلى تصريحات وزير الأمن الداخلي يتسحاك أهرونوفيتش التي قال فيها إن الشرطة تبذل جهدها لإعادة الهدوء، وكذلك انضمام وزير المالية يائير لبيد إلى الدعوة لهدم المنازل، يضيف الكاتب أن الشبان الفلسطينيين الذين خرجوا من منازلهم لتنفيذ عمليات يرفضون مرة أخرى وأخرى التأثر بهذه الشعارات والتهديدات، كما لا يتأثرون بإجراءات بلدية الاحتلال، التي تتضمن هدم منازل وقطع مياه وغرامات عالية مختلفة، كما أن حملات موظفي ضريبة الدخل والتأمين الوطني في الأحياء الفلسطينية لا تردعهم، كما يتضح أن كتائب حرس الحدود التي تملأ شوارع المدينة ليست ناجعة في مواجهتهم.

ويضيف أنه بعد عمليتي دهس ومحاولة قتل ناشط اليمين يهودا غليك، وعملية الكنيس، حان الوقت لفحص التوجه مجددا، حيث أن عمليات الاقتحام لا تخيف الشبان الفلسطينيين وليست مجدية.

وعلى صلة، وتحت عنوان "انتخابات الآن"، كتب شمعون شيفر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن من يتمعن في ما يحصل في القدس يدرك أنه لا يوجد تهدئة ولن تكون تهدئة في ما أسماه "القدس الموحدة".

ويضيف أنه بعد سنة وثمانية شهور من تشكيل حكومة نتانياهو، فإن الأخير فقط ثقة الجمهور بعد سلسلة من الإخفاقات مرتبطة بضمان أن الإسرائيليين. وبحسبه فإنه في واقع سوي فإن هذا الفشل كان يجب أن يلزم نتانياهو بتقديم موعد الانتخابات.

وبحسبه فإن إخفافات نتانياهو في مجال الأمن بدأت في إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في صفة تبادل الأسرى مع حركة حماس، والتي أطلق فيها سراح الجندي غلعاد شاليط. كما أكد نتانياهو أن حركة حماس تلقت ضربة شديدة في الصيف الأخير، ولكن الواقع ليس كذلك، حيث أن حكومة حماس تستعد للجولة القتالية القادمة، بينما يشجع مسؤولوها منفذي العمليات في القدس والضفة الغربية.

ويضيف شيفر أنه من الصعب فهم مواصلة متخذي القرارات عرض اقتراحات سبق وأن جربت في السابق ولم تساعد في تهدئة الوضع، وذلك في إشارة إلى الهجوم على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث أن نتانياهو ووزراءه يحملونه المسؤولية عن العمليات، بينما ينفي ذلك رئيس الشاباك يورام كوهين، إضافة إلى أن سياسة هدم المنازل ثبت وأنها ليست ناجعة في تحقيق التهدئة.

وأشار إلى أن نتانياهو طلب من المجتمع الدولي إدانة العملية، ويضيف أن ذلك ليس مهما، مثلما أن الاقتراحات التي يناقشها الاتحاد الأوروبي، مثل فرض عقوبات على إسرائيل بسبب البناء في المستوطنات، لا يوجد لها أي تأثر على الوضع الميداني.

ويؤكد شيفر على أن المسؤول المباشر والوحيد لعدم توفير الأمن للمواطن الإسرائيلي هو نتانياهو، في حين أن نتانياهو وجه في الأيام الأخيرة، وبحق، إصبع الاتهام لرؤساء حكومات فشلوا في تحقيق الأمن مثل شمعون بيرس ويتسحاك شمير.

ويخلص إلى أن التوجه إلى الانتخابات مع وضع توجهات تتشمل على الحوار مع الفلسطينيين هو الحل لما يبدو الآن على أنه "فوضى عارمة".

التعليقات