"استمرار وتشديد الحصار يدفع الفلسطينيين إلى إطلاق النار"

"ضمن الإنجازات التي يعتبرها بارزة هي أن الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة وطّدت التحالف الإستراتيجي بين إسرائيل ومصر، وأن إسرائيل تستطيع تنسيق عملياتها الإقليمية مع النظام العسكري في مصر"

تحت عنوان 'مصر تخنق غزة والفلسطيينون يطلقون النار على إسرائيل'، كتب المحلل العسكري لصحيفة 'هآرتس'، اليوم الخميس، ما مفاده أن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة هو الذي يدفع الفلسطينيين إلى إطلاق النار باتجاه إسرائيل.

ويعتبر هرئيل أن الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة قد حققت إنجازين بارزين يشكلان في الوقت نفسه سببا لتجدد المواجهات مرة أخرى.

وضمن الإنجازات التي يعتبرها بارزة هي أن الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة وطّدت التحالف الإستراتيجي بين إسرائيل ومصر، وأن إسرائيل تستطيع تنسيق عملياتها الإقليمية مع النظام العسكري في مصر.

جاء ذلك في سياق تعداده لما اعتبره إنجازين بارزين للحرب الأخيرة على غزة، معتبرا أن أحدهما هو وقف الحرب بدون أن تتمكن حركة حماس من تحقيق أي إنجاز سياسي.

وبحسب هرئيل فإن هذين الإنجازين من شأنهما أن يهددا استمرار الهدوء في الجنوب بعد أربعة شهور من وقف القتال. وأضاف أن الفلسطينيين خرقوا وقف إطلاق النار مرتين خلال أقل من أسبوع، حيث أطلق صاروخ الجمعة الماضي، ورد على ذلك سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مصنع ادعت أنه يستخدم لإنتاج الجدران الإسمنتية للأنفاق، ويوم أمس أصيب أحد الجنود من 'كتيبة الجوالة البدوية' بنيران قناصة فلسطينيين، ورد الجيش الإسرائيلي على ذلك بالقصف الجوي والبري، ما أدى إلى استشهاد أحد القياديين في كتائب القسام وإصابة آخرين.

ويدعي المحلل العسكري لصحيفة 'هآرتس' أن سبب خرق وقف إطلاق النار من الجانب الفلسطيني واضح، بادعاء عدم تحقيق أي إنجاز من قبل حركة حماس، حيث لا يزال الحصار مفروضا على قطاع غزة، وتمنع الحركة على معبر رفح في غالبية أيام الأسبوع، بينما تجري عملية تحويل الأموال لإعادة إعمار قطاع غزة ببطء شديد.

ويعزو المحلل ذلك إلى أداء مصر، حيث أن القاهرة هي التي تشدد الضغط على قطاع غزة، ولا تنوي التخفيف عن حركة حماس، بالاستفادة من حقيقة أن المجتمع الدولي لا يلومها على تعاملها مع الفلسطينيين، كما أن حركة حماس لن تبادر إلى الاحتكاكات العسكرية مع مصر.

ويضيف أن المصالح المصرية غير مماثلة للاعتبارات الإسرائيلية، حيث أنه رغم المخاوف الفلسطينية من رد فعل عسكري عنيف من قبل إسرائيل في قطاع غزة، إلا نه من المحتمل أن يكون قادة حركة حماس قد باتوا قريبين من الاعتقاد أنه لم يعد هناك ما يخسرونه'.

ويتابع أن إسرائيل تلاحظ احتمالات أن 'تقوم حركة حماس بكسر قواعد اللعبة، وجرها مرة أخرى إلى مواجهات عسكرية'.

ويضيف المحلل العسكري اعتبارات أخرى لا يمكن تجاهلها، وهي انتخابات الكنيست القادمة، حيث يفترض أن نتانياهو يميل تقليديا إلى إبداء الحذر عند الحديث استخدام القوة العسكرية، ولكن وضعه هذه المرة ليس عاديا، فاستطلاعات الرأي غير مشجعة بالنسبة له، وهو يواجه هجمات إعلامية مكثفة على خلفية الوضع الاقتصادي، وفي الوقت نفسه يخشى أن تصبح تعهداته بأن 'الحملة الأخيرة على قطاع غزة غيرت الوضع الأمني في الجنوب' فارغة من أي مضمون، الأمر الذي قد يدفعه إلى تغيير جدول أعماله السياسي إلى المستوى العسكري، حيث يعتبر الليكود هناك أقوى انتخابيا.

التعليقات