إسرائيل وحزب الله: تبادل لإطلاق النار لتوضيح حدود "الحوار"

"فتح جبهة واسعة على الحدود مع لبنان هو أمر خطير، لكونه قد يؤدي إلى تحويل الجهد الحربي لحزب الله من المناطق التي يساعد فيها الجيش السوري إلى الحدود مع إسرائيل، بما يضعف الجهود السورية في إخضاع المعارضة"

إسرائيل وحزب الله: تبادل لإطلاق النار لتوضيح حدود

كتب تسفي برئيل في صحيفة 'هآرتس' أن تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله هو نوع من الحوار العنيف المحدود.

وتساءل تسفي برئيل عما إذا كانت عملية مزارع شبعا هي الرد الذي قصده حزب الله عندما حذر إسرائيل، أم هو الرد الإيراني على اغتيال الجنرال بعد أن تعهدت إيران برد عنيف، ويخلص إلى أن تبادل إطلاق النار الذي حصل يوم أمس هو نوع من 'الحوار العنيف' بحيث يوضح كل طرف حدود الحوار.

وبحسبه فإن تقديرات إيران تشير إلى أن إسرائيل تسعى لشطب 'الاحتكار السوري – الإيراني' لإستراتيجية إدارة الحرب في داخل سورية، وذلك استنادا إلى غياب الرد الإسرائيلي على سيطرة المعارضين، وبضمنهم التنظيمات الإسلامية الراديكالية على غالبية الجولان السوري، ولكنها، أي إسرائيل، سارعت إلى الرد عندما حاول حزب الله توسيع نطاق سيطرته في الجولان السوري، ما يعني بالنسبة لسورية وإيران تدخلا في الشؤون الداخلية يوفر غطاء إسرائيليا للمعارضين.

ويضيف أن 'معضلة الرد' على الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة قد تم حلها بشكل مخطط له ومحسوب. ويتابع أن المخاوف الإيرانية – السورية كانت نابعة من الخشية من فتح جبهة واسعة في الجولان السوري بما قد يدفع إسرائيل إلى الرد مباشرة ضد النظام السوري وجيشه، وتتعزز بذلك قوة المعارضة، وذلك لأن تفضيل إسرائيل إلقاء المسؤولية على الأنظمة الرسمية، مثل الحكومة اللبنانية التي ليست مسؤولية عن شيء، والنظام السوري الذي لا يسيطر على المنطقة، من شأنه أن يضع قصر الرئيس السوري في بنك الأهداف الإسرائيلية.

وبرأيه الكاتب فإن فتح جبهة  واسعة على الحدود مع لبنان هو أمر خطير، لكونه قد يؤدي إلى تحويل الجهد الحربي لحزب الله من المناطق التي يساعد فيها الجيش السوري إلى الحدود مع إسرائيل، بما يضعف الجهود السورية في إخضاع المعارضة.

كما يكتب برئيل أن الطرفان ينطلقان من فرضية أنه لا مصلحة لأي طرف في فتح جبهات ملتهبة في الجولان أو في لبنان، مشيرا إلى أنه 'إذا كانت إسرائيل تخشى في بداية الثورة السورية من قيام حزب الله بفتح جبهة مع إسرائيل لتحويل الأنظار عن المجزرة التي ينفذها الجيش السوري بحق المدنيين، فإن هذه الاعتبارات لم تعد قائمة اليوم'.

ويتابع أن النظام السوري تحول إلى عامل ثانوي في عمليات اتخاذ القرارات العسكرية في الأراضي السورية، وأنه على خلفية الجهود الدبلوماسية الروسية للتوصل إلى حل سياسي، فإن إيران تطمح إلى الحفاظ على نفوذها، وأن سورية ولبنان بالنسبة لها هي رزمة واحدة لا يمكن التنازل عن أحدها مقابل الثانية.

ويخلص الكاتب إلى أنه بالنسبة لإيران فإن تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل هو حدث ثانوي، وربما هامشي، ويجب احتواؤه ضمن الظروف القائمة حتى لا يعرقل الطموحات الإستراتيجية لإيران.

ويقول إنه ضمن هذه الاعتبارات فإنه على إيران أن تضمن ألا تسمح إسرائيل لنفسها بضرب أهداف مهمة لإيران وحزب الله، وأنه هناك تكمن الخطورة في عدم قراءة إسرائيل بشكل صحيح خارطة المصالح الإيرانية، وبالتالي فإن أحداثا ثانوية مثل مقتل مسؤولين أو إطلاق نيران عفوية قد يدهور الأطراف إلى وضع لا يرغب أحد بالوصول إليه.

 

التعليقات