"دولة بدون كرامة وبدون نزاهة.. دولة صغيرة"

إلى أي حضيض يمكن أن يهبط إليه نتنياهو، وإلى أي حد يمكن أن يكون صغيرا ومهانا، بعد نشر فضائح: الكهربائي وضريبة الجفاف والأكل السريع والأثاث والزجاجات وقطرات الأنف وتكلفة التنظيف..

وجه الكاتب أري شافيط، في صحيفة "هآرتس" الصادرة صباح اليوم، الخميس، انتقادات لأداء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأداء مراقب الدولة، والإعلام الإسرائيلي، ليخلص إلى أن دولة يقودها أمثال نتنياهو هي "دولة بدون كرامة ونزاهة وأصالة".

وقال الكاتب شافيط إن نشر تقرير مراقب الدولة بشأن مصاريف ديوان الرئيس الإسرائيلي ومساكن رئيس الحكومة جاء في الوقت الذي نظمت فيه صحيفة "هآرتس" ما أسمي بـ"مؤتمر إسرائيل للديمقراطية"، وبالنتيجة فإن نتائج التقرير وطريقة النشر والتعامل معه يدول على وضع الديمقراطية في إسرائيل.

ويضيف أنه "من المخجل أن رئيس الحكومة يعيش بهذا الشكل، ومن المخجل أن مراقب الدولة يقوم بعمله بهذا الشكل، ومن المخجل أن الإعلام يغطي ذلك بهذا الشكل". ويقول إن الدولة التي يقودها أمثال هؤلاء هي "دولة بدون كرامة، وبدون نزاهة، وبدون أصالة.. دولة صغيرة".

ويتساءل إلى أي حضيض يمكن أن يهبط إليه نتنياهو، وإلى أي حد يمكن أن يكون صغيرا ومهانا، بعد نشر "فضائح: الكهربائي وضريبة الجفاف والأكل السريع والأثاث والزجاجات وقطرات الأنف وتكلفة التنظيف". وبحسبه فإن ما يقف وراء كل هذه الفضائح هو صفات سيئة تعكس طابع رئيس الحكومة، مثل البخل، والأهم من البخل المادي هو البخل العاطفي.

ويضيف أنه بنظرة إلى الوراء، إلى السنوات التسع من سلطة نتنياهو، فمن الواضح أن إحدى المشاكل العميقة التي تميزها هي عدم مقدرة نتنياهو على رؤية الآخر وإبداء رحابة صدر، وبالنتيجة فإنه "من ليس كريما ليس قائدا، ومن لا يدفع لعماله لن يكون ملتزما تجاه مواطنيه.. نمط حياة عائلة نتنياهو غير السوي مرتبط بفشل نتنياهو كرئيس حكومة".

كما يتناول الكاتب عمل مراقب الدولة، فيشير إلى أنه، وبصفته المؤتمن على التقاليد السلطوية التي تقوم على المساواة، نشر التقرير بشكل "غير مساواتي" بشكل متعمد، فهو يتركز على تفاصيل كثيرة في مصاريف رئيس الحكومة بدون أن يتناول مصاريف رئيس الدولة بشكل جدي، ويكشف مصاريف عائلة نتنياهو دون أن يكشف عن مصاريف عائلة أولمرت وعائلة شارون وباراك وبيرس، بحيث لم يترك للجمهور معيارا معقولا للمقارنة. ويتساءل عما إذا كانت تكلفة المنزل في قيسارية (الخاص بنتنياهو) مساوية لتكلفة المنزل في مزرعة "هشكميم" (الخاصة بشارون).

ويتابع الكاتب أن "نفس وسائل الإعلام التي ادعت أنه يجب عدم التحقيق مع موشي طلنسكي، وفي قضية هوليلاند، وفضائح ليبرمان، يشنون حملة الآن على قطرات الأنف"، ليخلص الكاتب إلى أنه بدل انتقاد نتنياهو لفشله السياسي وفشله الأمني وفشله الاجتماعي، هناك من يحاول استبدال ذلك بـ"السوشي، ومواد التنظيف، والكهربائي"، وبالنتيجة فإن ازدواج المعايير يشكل خطرا على استقامة واستقلالية الصحافة الإسرائيلية.

وفي نهاية مقالته يكتب أن ذلك "بائيس ومهين"، وأنه يجب استبدال نتنياهو ليس بسبب فضيحة إدارته لمصاريف بيته، وإنما لأنه "شوه وجوهنا، وزعزع أسس بيتنا"، على حد قول الكاتب.

التعليقات