تنازلات إيرانية في المحادثات النووية وإسرائيل تقول إنها ليست كافية

إيران قدمت تنازلات خلال المحادثات النووية، بضمنها وقف تشغيل ثلث أجهزة الطرد المركزية وبشكل يمنع إيران من صنع قنبلة نووية في مدى عام بعد اتخاذ قرار كهذا

تنازلات إيرانية في المحادثات النووية وإسرائيل تقول إنها ليست كافية

أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأميركيين بأن قلق إسرائيل من احتمال التوصل لاتفاق بين الدول الكبرى الست وإيران ما زال كبيرا، رغم أن التقارير التي حصلوا عليها تبين أن إيران قدمت تنازلات خلال المحادثات النووية، بشكل يمنع إيران من صنع قنبلة نووية في مدى عام بعد اتخاذ قرار كهذا.

ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، عن دبلوماسيين غربيين اطلعوا على تفاصيل المحادثات بين الدول الكبرى وإيران، قولهم إن التقدم الحاصل في جولة المحادثات الأخيرة في جنيف نبع من اقتراح إيراني تضمن وقف تشغيل ثلث أجهزة الطرد المركزية التي تستخدمها والتنازل عن معظم مخزون اليورانيوم المخصب إلى مستوى متدني الموجود لديها.

على الرغم من ذلك، قال الدبلوماسيون ذاتهم إنه ما زالت عدة قضايا مفتوحة على جدول المحادثات النووية، وأن احتمال التوصل إلى اتفاق إطار بحلول نهاية آذار ضئيل جدا.

وفي هذه الأثناء يتوجه رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن صباح اليوم، من أجل إلقاء خطاب في الكونغرس، بعد غد الثلاثاء، وآخر أمام مؤتمر اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة "أيباك" وسيخصصهما للموضوع الإيراني ومهاجمة اتفاق محتمل بين الدول الكبرى وإيران.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الاقتراح الذي قدمته إيران وقال الدبلوماسيون الغربيون إنه تضمن تنازلات، جاء خلال جولتي المحادثات في ميونيخ وجنيف، الشهر الماضي، وتركزتا على إيجاد معادلة تمنع من إيران إمكانية صنع قنبلة نووية قبل مرور عام من اتخاذها قرار بهذا الخصوص.

وبموجب الاقتراح الذي قدمته الدول الكبرى فإنه بإمكان إيران تشغيل 5000 جهاز طرد مركزي خلال الست سنوات الأولى من الاتفاق من أصل 9400 جهاز طرد مركزي من الطراز القديم الذين تشغلهم حاليا. وينص الاقتراح على أن 4400 جهاز التي سيتوقف استخدامها سيتطلب إعادة استخدامها فترة زمنية طويلة.

وأضاف الاقتراح أنه في السنوات الأربع التالية سيكون بإمكان إيران استخدام 7800 جهاز طرد مركزي، وأنها ستعود إلى استخدام 9400 جهاز في السنوات الخمس الأخيرة من الاتفاق.

وشمل الاقتراح نقل معظم مخزون اليورانيوم المخصب بمستوى متدني الموجود بحوزة إيران، وحجمه ستة أطنان، إلى روسيا من أجل تحويله إلى وقود نووي لصالح المفاعل في بوشهر، وإبقاء كمية رمزية من اليورانيوم المخصب لدى إيران وحجمها يتراوح ما بين 300 – 350 كيلوغرام.

وأضاف الدبلوماسيون أن الاقتراح ينص أيضا على تغيير شكل عمل أجهزة الطرد المركزية بحيث تكون كمية اليورانيوم المخصب أقل، وأن الولايات المتحدة قدمت للإيرانيين خطة تقنية تقضي بإجراء تغييرات كبيرة في عمل المفاعل الإيراني المركزي في نطنز.

وقدم الإيرانيون ردهم على المقترحات خلال جولة المحادثات في جنيف الأسبوع الماضي، وبحسب الدبلوماسيين الغربيين، فإن ممثلي الدول الكبرى فوجئوا من موافقة إيران على وقف تشغيل ثلث أجهزة الطرد المركزية من 9400 إلى 6000، وإبقاء 500 كغم من اليورانيوم المخصب بمستوى متدني بحوزتها.

وقالت "هآرتس" إن القلق الإسرائيلي ازداد بعد الاطلاع على تفاصيل الرد الإيراني، وعبر عن ذلك وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال شطاينيتس، ومستشار الأمن القومي، يوسي كوهين، خلال محادثاتهما مع ممثلي الدول الكبرى.

وقال موظف إسرائيلي رفيع إن الاثنين حذرا من أن الاقتراح يعني بقاء عدد كبير جدا من أجهزة الطرد المركزية بأيدي إيران ولا يشمل، كما تطالب إسرائيل، بوقف كامل هذه الأجهزة، ولا يستجيب هذا الاقتراح لعدة قضايا بينها استمرار البحث وتطوير أجهزة طرد مركزية متطورة.

وشكك شطاينيتس وكوهين بأن تلتزم إيران بالتزامها بإخراج معظم كمية اليورانيوم المخصب من الدولة.

التعليقات