هل وصل عهد نتنياهو إلى نهايته؟

جملة من الأسباب كانت مبعثا على خيبة الأمل والغضب واليأس من نتنياهو، حتى في وسط مجموعات كبيرة من المصوتين التقليديين لليكود. وكان أبرز هذه الأسباب أن نتنياهو كان منعزلا عن الشارع الإسرائيلي، فانشغل بالترهيب من داعش وإيران ومواجهة الإدارة الأميركية، متجاهلا أسعار الشقق السكنية وغلاء المعيشة

هل وصل عهد نتنياهو إلى نهايته؟

تشير توقعات إلى أن عهد بنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة قد وصل نهايته، وأن هذه النهاية قد تتأجل مدة سنتين على الأكثر لتكون هزيمة نتنياهو أشد وأعمق.

وتستند هذه التوقعات إلى جملة من الأسباب كانت مبعثا على خيبة الأمل والغضب واليأس من نتنياهو، حتى في وسط مجموعات كبيرة من المصوتين التقليديين لليكود. وكان أبرز هذه الأسباب أن نتنياهو كان منعزلا عن الشارع الإسرائيلي، فانشغل بالترهيب من داعش وإيران ومواجهة الإدارة الأميركية، متجاهلا أسعار الشقق السكنية وغلاء المعيشة.

ووصف الكاتب باراك رفيد، في صحيفة 'هآرتس' الانتخابات التي ستجري الثلاثاء بأنها ستكون قمة الحملات العاصفة والعاطفية والمكثفة والدرامية التي حصلت في إسرائيل، حيث يتوجه ملايين الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع بينما صورة التنافس غير واضحة، وكل شيء مفتوح وكل نتيجة محتملة، بمعنى 'توقعوا غير المتوقع'.

ويضيف أنه طيلة المعركة الانتخابية، قيل في وسط اليمين وفي وسط 'اليسار' أن هذه الانتخابات قد تكون إشارة إلى نهاية عهد نتنياهو في السياسة الإسرائيلية. كما أن البعض سيقول إنه دفع إليها دفعا بسبب خصومته السياسية مع يائير لبيد وتسيبي ليفني، في حين سيقول آخرون إن دفع إليها من قبل شلدون أدلسون بسبب قانون 'يسرائيل هيوم' الذي صودق عليه بالقراءة التمهيدية ويمنع توزيعها بشكل مجاني.

ومهما كان السبب، يضيف الكاتب، فإن نتنياهو على ما يبدو نادم على توجهه إلى الانتخابات، وأنه لو كان يدري أنه سيجد نفسه متخلفا بأربعة مقاعد عن 'المعسكر الصهيوني' في الاستطلاعات، ويواجه إمكانية تراجع الليكود إلى ما دون 20 مقعدا، لكان بالتأكيد سيبحث عن أي طريقة محتملة لتأجيل الأزمة الائتلافية قدر الإمكان.

ويشير الكاتب إلى أن الشهور الثلاثة الأخيرة قد شهدت خيبة أمل وغضب ويأس من نتنياهو، في قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي، بما فيهم مجموعات كانت ضمن المصوتين التقليديين لليكود.

وبحسب رفيد فإن الحملة الانتخابية لنتنياهو أظهرت إلى أي مدى كان منعزلا عن الرأي العام، فكل الاستطلاعات التي أجريت في الشهور الأخيرة تشير إلى أنه لا يدرك ما هي القضايا المهمة للناخب، كما أنه لا يتحدث بلغة الإسرائيلي المتوسط.

ويتابع أن نتنياهو انشغل بعملية الترهيب من إيران وداعش والشعارات عن الحكم وتغيير النظام، والمواجهات مع رئيس الولايات المتحدة، والخطابات في الكونغرس، بينما كان الإسرائيليون مهتمون بأسعار الشقق السكنية، والطوابير أمام غرف الطوارئ في المستشفيات، وغلاء المعيشة، والأنكى أن الجمهور صدم بالتقارير التي تحدثت عن الإسراف في التبذير من قبل نتنياهو وعائلته.

ويقول الكاتب إن نتنياهو لم يدرك أن الانتخابات هذه هي تصويت عليه وعلى أدائه في الولايتين الأخيرتين في رئاسة الحكومة. وأنه ليس عبثا أنه عندما استوعب أخيرا وضعه الصعب تجاهل التهديد النووي الإيراني، وبدأ يتراجع في كل منصة، ويتحدث عن فشله في خفض أسعار الشقق السكنية، ونيته تعيين موشي كحلون وزيرا للمالية، وأنه بات مدركا لضائقة إسرائيليين كثيرين.

المشكلة الأساسية لنتيناهو، برأي الكاتب، هي أن مصوتي الليكود يعرفونه جيدا، ويعرفون أنه لن يتغير في جيل 65 عاما، وأن رئيس 'شاس' أرييه درعي الذي صرح بأنه سيوصي أمام الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، بأن يشكل نتنياهو الحكومة، يعرف أنه لن يتغير، كما يعرف موشي كحلون أن تصريحه بـ'تحويل نتنياهو إلى اجتماعي' هو من قبيل الأحلام، كما يقول مصوتو الليكود، علانية وسرا، إن ما لم يفعله نتنياهو في السنوات الست الأخيرة لن يفعله في ولاية أخرى، ولذلك فإن كثيرين منهم سوف يصوتون لكحلون ويائير لبيد، وربما ليتسحاك هرتسوغ أيضا.

ويشير أيضا إلى أن الانتخابات الحالية هي جزء من عملية طويلة أكثر لتراجع الدعم لنتنياهو الليكود بشكل متتابع، بدأ في الاحتجاجات الاجتماعية، واستمر في انتخابات عام 2013، حيث تمكن من الحفاظ على سلطته بفضل 'صفقة' غريبة مع أفيغدور ليبرمان، ووصل أوجه في الحرب الأخيرة على قطاع غزة في الصيف الماضي.

 ويخلص الكاتب في نهاية تحليله، إلى أن نتنياهو يدير حربا وجودية 'على البيت في شارع بلفور' (مسكن رئيس الحكومة في القدس)، وأنه لو كان الأمر متعلقا به لما تمكنت كتيبة مظليين وحرس حدود من إخراجه من هناك، ولكن نتنياهو يدرك أنه إذا غادر المكان فإنه لن يعود إليه أبدا. وأنه حتى لو وجد طريقة لتشكيل ائتلاف، فإن الخطوط الأساس الحقيقية الوحيدة بالنسبة له هي الحفاظ على سلطته بشكل مؤقت، وأن تجارب الماضي تشير إلى أنه حتى في هذه الحالة فإن مغادرة نتنياهو للساحة السياسية ستتأخر سنة أو سنتين، وتكون النتيجة معركة انتخابية أخرى يمنى فيها بهزيمة أشد وأعمق.

التعليقات