هل يشكل نتنياهو حكومة وحدة؟

هرتسوغ أعلن أنه يعتزم الجلوس في صفوف المعارضة، رغم أنه قد يغير رأيه. وهناك احتمال آخر وهو أن نتنياهو يلوح لأحزاب اليمين بأن يلينوا مواقفهم في المفاوضات الائتلافية وإلا فإن هناك بدائل

هل يشكل نتنياهو حكومة وحدة؟

بدأ رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، المفاوضات غير الرسمية من أجل تشكيل ائتلاف حكومته المقبلة، مباشرة بعد إعلان النتائج النهائية لانتخابات الكنيست، وذلك في موازاة تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي انتقد رفض نتنياهو لدولة فلسطينية وتفوهاته العنصرية ضد المواطنين العرب.

ولفت محلل الشؤون الحزبية في صحيفة 'هآرتس'، يوسي فيرتر، اليوم الاثنين، إلى أن تصريحات أوباما لصحيفة 'هافينغتون بوست'، الأسبوع الماضي، لم تكن موجهة لنتنياهو فقط، وإنما هذه التصريحات أوضحت لمن أرسلت إليه أنه في حال شكل نتنياهو حكومة يمين ضيقة، تستند إلى 67 نائبا في الكنيست، فإنها ستصعد مباشرة إلى مسار صدام قاتل مع المجتمع الدولي كله، والولايات المتحدة في مقدمته. واعتبر فيرتر أنه 'بكلمات بسيطة، العالم يريد تسيبي وبوجي في الحكومة' في إشارة إلى رئيسي 'المعسكر الصهيوني' يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني.

وسيحضر نتنياهو بعد غد الأربعاء إلى ديوان الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الذي سيسلمه كتاب تكليف بتشكيل الحكومة، وبعدها ستبدأ المفاوضات الائتلافية الرسمية.

وأضاف فيرتر أن التكهنات السائدة في الحلبة السياسية الإسرائيلية، حاليا، تفيد بأنه إذا أراد نتنياهو الجسر فوق 'الهوة الأيديولوجية' بين الليكود و'المعسكر الصهيوني' عليه أن ينفذ عدة خطوات.

الخطوة الأولى هي اقتراح وزارة الخارجية على هرتسوغ ووزارة المالية على شيلي يحيموفيتش. واعتبر فيرتر أن إعطاء وزارة رفيعة ليحيموفيتش، هو أمر في غاية الأهمية لتمهيد الطريق أمام انضمام 'المعسكر الصهيوني' لأن 'يحيموفيتش هي المفتاح وهي الطبق الفضي، الجسر الذهبي، الذي سينزلق عليه المعسكر الصهيوني إلى الائتلاف. ومن دون دعمها، سيقول مؤتمر حزب العمل لا ساحقة لهرتسوغ، وستعلن نصف الكتلة أنها ليست ملتزمة بهذا الائتلاف'.

والخطوة الثانية التي سيتعين على نتنياهو تنفيذها هي بإطلاق سلسلة تصريحات سياسية تجاه الفلسطينيين وتكون مناقضة تماما لتصريحاته خلال الحملة الانتخابية، واعتبر فيرتر أن خطوة كهذه بإمكانها أن تحرك تشكيل حكومة وحدة واسعة.

الخطوة الثالثة هي أنه يتعين على  نتنياهو وهرتسوغ إيجاد حل مناسب لليفني، وحقيبة القضاء لن ترضيها، لكن سيتم تعيينها رئيسة لطاقم المفاوضات مع الفلسطينيين، ربما إلى جانب هرتسوغ.

ووفقا لفيرتر فإن نتنياهو سيسعى إلى تشكيل حكومة يمين ضيقة في البداية، وفي حال تعرقل ذلك بسبب مطالب أحزاب اليمين، التي يرفض نتنياهو قسم كبير منها، فإنه سيتجه إلى تشكيل حكومة واسعة، وستكون ذريعة نتنياهو في ذلك أنه حاول مع أحزاب اليمين ولم ينجح.

رغم هذه السيناريوهات إلا أن هرتسوغ أعلن أنه يعتزم الجلوس في صفوف المعارضة، رغم أنه قد يغير رأيه. وهناك احتمال آخر وهو أن مقال فيرتر اليوم غايته ممارسة ضغوط على أحزاب اليمين كي يلينوا مواقفهم في المفاوضات الائتلافية.

وختم فيرتر مقاله بالقول إن نتنياهو 'يتسلى' في هذه الأثناء بفكرة تقضي بأن يقوم بعمل مشابه لذلك الذي قام به مناحيم بيغن عندما شكل حكومة الليكود الأولى في العام 1977، وعين القطب في حزب العمل موشيه ديان وزيرا للخارجية. وبحسب فيرتر فإن ديان وبيغن، سوية مع عيزر فايتسمان، وزير الأمن في حينه، نسجوا اتفاقية السلام مع مصر. وهذه الخاتمة هي تلميح واضح لقادة أحزاب اليمين خاصة نفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان، بأن يلينا مواقفهما ومطالبهما، إذ يصعب رؤية نتنياهو يذهب في خطوات بعيدة المدى مثلما فعل بيغن.   

 

 

التعليقات