معضلة إسرائيل في سوريا: إنقاذ الدروز ووحل الحرب الأهلية

محلل: خلال اتصالات مع بعض الميليشيات في الجانب السوري من الجولان، أوضحت إسرائيل أنها لن تقف جانبا في حال جرت محاولات لاحتلال قرية الخضر

معضلة إسرائيل في سوريا: إنقاذ الدروز ووحل الحرب الأهلية

تواجه إسرائيل معضلة في الأيام الأخيرة، في أعقاب سيطرة الميليشيات الإسلامية التي تقاتل ضد النظام السوري على مناطق يسكنها الدروز في جبل العرب، قرب الحدود مع الأردن، وفي قرية الخضر، قرب خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان.

من جهة، وضعت إسرائيل مبدأ يقضي بعدم التدخل في الحرب الأهلية السورية، باستثناء قصف قافلات أسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان. ومن الجهة الأخرى، تطالب  شخصيات في الطائفة العربية الدرزية في البلاد القيادة الإسرائيلية بالتدخل لصالح أبناء طائفتهم السوريين.

وفي هذه الأثناء، في موازاة اشتداد حصار الميليشيات الإسلامية، 'جبهة النصرة' و'داعش'، للمناطق الدرزية في سورية، سعت المؤسسة الإسرائيلية إلى تحسين العلاقة بينها وبين سكان القرى الدرزية في الجولان، بمساعدة شخصيات درزية من الجليل والكرمل، حسبما أفاد المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هارئيل، اليوم الجمعة.

وأشار المحلل إلى أنه خلال اتصالات مع بعض الميليشيات في الجانب السوري من الجولان، أوضحت إسرائيل أنها لن تقف جانبا في حال جرت محاولات لاحتلال قرية الخضر.

وتمارس شخصيات لدى الدروز في إسرائيل والجولان المحتل ضغوطا على القيادة الإسرائيلية من أجل منع مجازر بحق الدروز في سوريا، وخصوصا في الخضر، ترتكبها المليشيات الإسلامية، بعدما هدد زعيم 'جبهة النصرة'، أبو محمد الجولاني، بأنه بعد الاستيلاء على قرى الدروز يتعين عليهم إشهار إسلامهم وإلا فإنهم سيعاملون بموجب الشريعة الإسلامية، وهو ما يفسره الدروز بأنه سترتكب مجازر بحق أبناء طائفتهم.

ويشار إلى أن إسرائيل تعرف قرية الخضر معرفة جيدة، إذ أنها تبعد مسافة كيلومتر ونصف الكيلومتر عن خط وقف إطلاق النار، وكانت قد احتلتها، أسوة بقرى الجولان الأربع، وانسحبت منها بعد عدة شهور.

وفي سياق الضغوط التي تمارسها الطائفة على القيادة الإسرائيلية، استمع الزعيم الروحي للطائفة، الشيخ موفق طريف، خلال لقاءاته مع رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة رؤوفين ريفلين، ورئيس أركان الجيش غادي آيزنكوت، إلى وعود واضحة بأن إسرائيل لن تسمح بوقوع مجازر بحق الدروز في سوريا.

اقرأ إيضا | التضامن مع دروز سوريا: تحذير من فخ الطائفية ولا تعويل على إسرائيل

ووفقا لهارئيل فإن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، بينهم قائد الجبهة الشمالية، أكدوا أمام طريف على أنه بإمكان سلاح الجو الإسرائيلي وقف تقدم الميليشيات الإسلامية 'وقت الحاجة'، لكن هذا الأمر متعلق بصدور أوامر من الجهات العليا، أي حكومة إسرائيل.

وكتب هارئيل أن طريف والمقربين منه يعرفون السيناريوهات التي يستعد لها الجيش الإسرائيلي، بدءا من استقبال لاجئين من الدروز السوريين، وتوسيع المستشفى الميداني الإسرائيلي عند خط وقف إطلاق النار، وحتى التدخل العسكري بواسطة سلاح الجو.

وخلص هارئيل إلى أن مواجهة إسرائيل بصورة حقيقية للمعضلة بشأن التدخل في سورية قد تحدث في غضون ساعات قليلة، تنقلب فيها الأمور في سوريا. 

اقرأ أيضا | محللون: "قلق" إسرائيل على دروز سوريا هدفه دعائي

 

التعليقات