المناورة الإسرائيلية الفجائية تحاكي حربا مع منظمات وليس دولا

محلل إسرائيلي يحذر من احتمال اشتعال الضفة والقدس المحتلتين* المناورة الحالية هي المناورة الفجائية الثالثة منذ تولي آيزنكوت مهامه كرئيس لأركان الجيش*

المناورة الإسرائيلية الفجائية تحاكي حربا مع منظمات وليس دولا

تحاكي المناورة الفجائية الواسعة النطاق التي بدأها الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، حربا ضد منظمات وليس ضد دول، من دون استبعاد اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، سواء من جانب الفلسطينيين أو من جانب المستوطنين.

وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ أمس المناورة بصورة فجائية، رغم أنه جرى التخطيط لها منذ فترة، لكن قيادة هيئة الأركان العامة احتفظت بسريتها. وجرى استدعاء قوات الاحتياط للمشاركة في هذه المناورة بصورة طارئة ومن خلال رسائل عبر أجهزة الهواتف المحمولة. وهذه ثالث مناورة فجائية تجري خلال الخمسة شهور ونصف الشهر منذ بداية ولاية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هارئيل، اليوم الثلاثاء، أن هذه المناورات الفجائية تعكس سلم أولويات آيزنكوت، الذي يولي أهمية عليا لمستوى جهوزية الجيش، بقواته النظامية والاحتياط.

وأشار هارئيل إلى أن الجيش الإسرائيلي درج في الماضي على إجراء مناورات كبيرة كهذه، كجزء من استخلاص عبر حرب تشرين العام 1973، وعدم تكرار الهجوم المفاجئ ضد إسرائيل. لكن في ظل الأوضاع السائدة اليوم، حيث توجد اتفاقية سلام مع مصر، والجيش السوري منهار، والمتمردين يسيطرون على طول 90% من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان، فإنه لا توجد علاقة بين المناورة الحالية وبين الجيش السوري.

ليس هذا وحسب، إذ يكتب هارئيل إنه في أعقاب توقيع الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، باتت احتمالات شن إسرائيل هجوما ضد المنشآت النووية في إيران 'غير ذي صلة بالواقع'. رغم ذلك، فإنه 'في رأس اهتمامات الجيش الإسرائيلي تحت قيادة آيزنكوت، خطر اندلاع مواجهة غير متوقعة وليست بالضرورة موجهة من جهة الحدود، والتي قد تحدث كنتيجة نهائية لتبادل ضربات تبدأ في أحداث محلية'.

وأشار المحلل إلى أنه على الرغم من أن المناورة الحالية تحاكي إطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية وحرب الكترونية (ستيبر) ضد إسرائيل، إلا أن ثمة أمورا 'تحدث على أرض الواقع'، وأن الجبهة الأكثر حساسية هذا الأسبوع هي الضفة الغربية والقدس الشرقية، التي تتبوأ مكانة هامشية في المناورة.

واعتبر هارئيل أن التوتر الحاصل في الضفة والقدس نابع من عدة أسباب، بينها أن طلاب الييشيفوت (أي المعاهد الدينية اليهودية)، الذين يشكلون غلاة اليمين المتطرف، خرجوا إلى عطلة صيفية وهم متفرغون للقيام بأية أعمال مخلة بالنظام، مثلما حدث اليوم لدى إخلاء مبنيين في مستوطنة 'بيت إيل'.

كذلك مارس اليمين المتطرف استفزازات بالقدس الشرقية في ذكرى خراب 'الهيكل' المزعوم، الأمر الذي أشعل فتيل مواجهات في القدس الشرقية بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.

ويتوقع اندلاع مواجهات في الضفة في حال نفذ الاحتلال تهديده بإخلاء وترحيل سكان قرية سوسيا الفلسطينية.

وأشار هارئيل إلى شائعات تتردد في هذه الأثناء حول نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورغم أن شائعات كهذه ترددت في الماضي 'إلا أن المؤشرات هذه المرة تبدو جدية أكثر. ووفقا لذلك بدأت تسخن مجددا حرب خلافة'. 

التعليقات