"الرد الإسرائيلي يؤكد عمق الاختراق الاستخباري"

الرد الإسرائيلي على إطلاق صواريخ الكاتيوشا من سورية كان تأكيدا على عمق الاختراق الاستخباري الإسرائيلي في صميم النشاط الإيراني في الجولان، حيث أنها ليست المرة الأولى التي تتيح فيها المعلومات الاستخبارية الدقيقة والمحتلنة للجيش الإس

تناول المحلل العسكري يوسي ميلمان، في صحيفة 'معاريف' الصادرة صباح اليوم، الأحد، عملية إطلاق الصواريخ باتجاه الجولان والجليل الأسبوع الماضي، والرد الإسرائيلي، معتبرا أن ذلك دليلا على عمق الاختراق الاستخباري الإسرائيلي حيث أن إسرائيل استعدت للعملية قبل تنفيذها، وفي الوقت نفسه متسائلا عن محفزات إيران لتنفيذ الهجوم في هذا التوقيت، قبيل المصادقة على الاتفاق النووي في الكونغرس.

اقرأ أيضا | 5 قتلى بقصف إسرائيلي بسوريا بينهم ضابط ونتنياهو يتوعد

وكتب ميلمان أن الرد الإسرائيلي، الخميس والجمعة الماضيين، على إطلاق صواريخ الكاتيوشا من سورية كان تأكيدا على عمق الاختراق الاستخباري الإسرائيلي في صميم النشاط الإيراني في الجولان، حيث أنها ليست المرة الأولى التي تتيح فيها المعلومات الاستخبارية الدقيقة والمحتلنة للجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات ضد من نفذ أو خطط لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

ويضيف ميلمان أن الهجوم الصاروخي لم يكن مفاجئا للأجهزة الأمنية والاستخبارات، وأنه كانت هناك إنذارات سبقت إطلاق الصواريخ وتم الاستعداد لها، وكان الرد الإسرائيلي متدرجا، ولكنه واسع النطاق.

اقرأ أيضا | الجيش الإسرائيلي: قصف 14 هدفا لجيش النظام السوري

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف مواقع وقواعد وأنظمة اتصال تابعة للجيش السوري، مستخدما المدافع والصواريخ المضادة للدبابات في البداية، وطائرات سلاح الجو الإسرائيلي لاحقا. وفي مرحلة معينة، كشف مصدر عسكري إسرائيلي أن حركة الجهاد الإسلامي هي التي أطلقت الصواريخ، بتوجيه من قيادي في 'فيلق القدس' التابع لحرس الثورة الإيراني، يدعى سعد أزيدي.

وكتب ميلمان أن الجيش الإسرائيلي يمتنع في الغالب عن كشف أسماء ضباط وقادة عملانيين وميدانيين في المستويات المتوسطة لـ'العدو'، وذلك حتى لا يكشف مصادر معلوماته وأساليب عمله. ولكن في هذه المرة قرر الجيش إرسال رسالة إلى إيران مفادها أن 'إسرائيل تعرف كل شيء عنكم'، وأن هذه المعلومات مكّنت إسرائيل من استهداف المجموعة التي أطلقت الصواريخ بينما كان أفرادها يتحركون بمركبة من طراز 'بيجو' على بعد 15 كليومترا من الشريط الحدودي.

كما لفت الكاتب في هذا السياق إلى عملية أخرى نفذت بدقة تم فيها اغتيال أفراد المجموعة التي كان يقودها جهاد مغنية، قبل نحو نصف سنة، مع جنرال إيراني في منطقة القنيطرة، والتي نسبت لإسرائيل.

ويضيف أنه لا يزال من غير الواضح ما الذي يدفع إيران إلى تسخين الحدود مع إسرائيل، خاصة في هذا التوقيت حيث تنتظر طهران بفارغ الصبر مصادقة الكونغرس على الاتفاق النووي، والذي سيؤدي إلى إزالة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. كما أن معارضة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للاتفاق النووي، تستند إلى ادعاء أن الأموال الإيرانية التي سيفرج عنها، بعد إزالة العقوبات الاقتصادية، ستستخدم لـ'تمويل الإرهاب'.

ويتابع أن إيران تدرك أن 'أي عملية إرهابية من سورية ضد إسرائيل، بتوجيه إيراني، قد تؤدي إلى دهورة الأوضاع بسهولة، وحصول تصعيد خارج عن السيطرة، خاصة وأن النظام السوري المنهار بات يسيطر على أقل من 20% من الأراضي السورية'.

ويقول ميلمان إن المصادر العسكرية الأمنية الإسرائيلية تجد صعوبة في الإجابة على ذلك، فهناك من يقول إن إطلاق الصواريخ هو رد على مقتل الجنرال الإيراني الذي قتل مع جهاد مغنية، وهناك من يقول إن إيران معنية بتوجيه ضربات لإسرائيل في كل فرصة دون أن توجه إليها أصابع الاتهام.

التعليقات