محللون إسرائيليون: القدس مقسمة لمدينتين ولم تكن "موحدة" أبدا

لم يرَ المحللون هذا الواقع الحاصل بفعل الهبة التي اندلعت في القدس المحتلة، مطلع الشهر الحالي، وحسب، وإنما الأمر البارز أيضا هو الانتقادات لفرض القانون الإسرائيلي على القدس المحتلة، الذي يصفه الاحتلال بأنه ضم للقدس وتوحيدها

محللون إسرائيليون: القدس مقسمة لمدينتين ولم تكن "موحدة" أبدا

أجمع المحللون الإسرائيليون في الصحف الصادرة صباح اليوم، الجمعة، على أن القدس باتت مقسمة فعلا، بعدما وضعت قوات الاحتلال المكعبات الإسمنتية عند مداخل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، وتوقف سكان القدس الغربية اليهود والمستوطنين عن المرور في هذه الأحياء.

ولم يرَ المحللون فقط هذا الواقع الحاصل، بفعل الهبة التي اندلعت في القدس المحتلة، مطلع الشهر الحالي، وإنما الأمر البارز أيضا هو الانتقادات لفرض القانون الإسرائيلي على القدس المحتلة، الذي يصفه الاحتلال بأنه ضم للقدس و'توحيدها'.

وكتب المحلل العسكري في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، ألون بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة 'معاريف'، أن 'إسرائيل بحماقتها ضمت إلى داخل مسار الجدار الفاصل 250 ألف فلسطيني. ويكفي بضع عشرات المخربين منهم لكي يثيروا أعصابنا ويقوضوا شعورنا جميعا بالأمن'، وشدد على أن 'طوقا أو إغلاقا لن يوقف إرهاب هؤلاء العشرات'.

ودعا بن دافيد إلى بناء جدار عازل داخل القدس وأن 'جبل المكبر وشعفاط لم يكونوا ولن يكونوا جزءا لا يتجزأ من إسرائيل'. ويبدو أن الهبة جعلت هذه المحلل، وغيره، يستوعب أمورا ما كان سيستوعبها من دون هذه الهبة، وكتب أنه حتى لو كان الآلاف من سكان القدس الشرقية 'يتم تشغيلهم في هداسا أو السفريات في القدس، فإن هواهم فلسطيني، وسيكون هناك ما يكفي من المتطوعين لتنفيذ عمليات، خاصة عندما يكون الأمر سهلا بهذا الشكل'.

وأردف أن 'من يصر على إبقاء القدس ’موحدة’ عليه أن يعترف بثمن الإرهاب الذي ستستمر هذه المدينة بدفعه إلى أن يتم الفصل فيها. ومن يريد السيطرة على راس العامود وكفر عقب إلى أبد الآبدين، عليه في مرحلة ما أن يتنازل عن المخلوق الهجين لمكانة سكان شرقي القدس، حاملي بطاقات الهوية الإسرائيلية من الحق بالانتخاب. ومن يدعي أن الصهيونية ستسفيد من استمرار السيطرة على صور باهر والعيسوية، مدعو إلى تخيّل نتائج الانتخابات لرئاسة بلدية القدس بعد عدة سنوات'.

وتساءلت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، سيما كدمون، حول المكعبات الإسمنتية والحواجز في القدس، أن 'ما هي هذه ’الأطواق المتنفسة’ التي أقيمت هذا الأسبوع إن لم تكن محطات حدودية تقسم العاصمة بين غرب وشرق، إلى مدينة إسرائيلية وأخرى فلسطينية'.

وأضافت أن 'هذه المدينة لم تكن موحدة أبدا، وتوحيدها الاصطناعي وفنطازيا جنون العظمة لدى من لم يكتفوا بضم الأماكن المقدسة لليهود (البلدة القديمة)،جعلهم يضيفون عشرات الأحياء والقرى ومخيمات اللاجئين، الذين يزيد عدد سكانها عن 300 ألف...'.

وانتقدت المحللة استمرار تمسك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وكذلك رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، ورئيس حزب 'ييش عتيد'، يائير لبيد، 'بهذه المقولة الكاذبة حول القدس الموحدة، ومعناها الكاذب هو ضم 28 قرية فلسطينية لم تكن تشكل القدس أبدا'.

وفي سياق هبة القدس، لفت المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، إلى أن جميع الخبراء الإسرائيليين في الشؤون الفلسطينية، في الأكاديميا وأجهزة الأمن، لم يتوقعوا هبة المقدسيين الحالية، وأن 'ما لم يتم توقعه، ولم يُفهم، هو كيف أن الشبان في القدس الشرقية، وغالبيتهم دون سن العشرين عاما، ويحملون بطاقات الهوية الإسرائيلية ويتحدثون العبرية بصورة جيدة، أخذوا زمام المبادرة واستمروا في شن الهجمات، يوم تلو الآخر، على مواطنين وأفراد شرطة، وذلك رغم علمهم الأكيد بأن ثمة احتمال كبير بأنه سيطلقون النار عليهم أو يضربونهم حتى الموت خلال دقائق بعد أن يستلوا السكين'.  

التعليقات