انتقادات إسرائيلية ضد نتنياهو: "إرهاب الفلسطينيين عادل"

سيما كدمون في "يديعوت": كأن عمليات الطعن في شوارع إسرائيل التي ينفذها شبان فلسطينيون يائسون ويفتقرون لمستقبل مشابهة لاعتداءات إرهابية للإسلام الجهادي المتطرف، التي أهدافها ودوافعها مختلفة بالمطلق عن تلك الفلسطينية

انتقادات إسرائيلية ضد نتنياهو: "إرهاب الفلسطينيين عادل"

الخليل المحتلة صباح اليوم (أ.ف.ب.)

وجه محللون إسرائيليون انتقادات ضد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي زعم إنه توجد علاقة بين هجمات تنظيم 'داعش' الإرهابية والهبة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال. وزعم نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده أمس، الأربعاء، وفي خطاب أمام 'أيباك' أول من أمس، أن العمليات التي ينفذها الفلسطينيون في سياق الهبة شبيهة بالهجمات الإرهابية في بروكسل وإسطنبول وباريس وساحل العاج.  

ووصفت المحللة السياسية في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، سيما كدمون، سلوك نتنياهو بعقد المؤتمر الصحفي أمس بأنه استغلال هجمات بروكسل للتعبير عن شماتة 'وتشبيهها بالإرهاب الفلسطيني. 'كأن عمليات الطعن في شوارع إسرائيل التي ينفذها شبان فلسطينيون يائسون ويفتقرون لمستقبل مشابهة لاعتداءات إرهابية للإسلام الجهادي المتطرف، التي أهدافها ودوافعها مختلفة بالمطلق عن تلك الفلسطينية'.

وانتقدت كدمون زعم نتنياهو بأن اعتداءات 'داعش' والعمليات الفلسطينية 'لا تنبع من الظلم وإنما من أيديولوجية قاتلة'. وكتبت المحللة 'كأن قصة فتى من القدس الشرقية، الذي ترزح عائلته تحت حكم إسرائيلي منذ خمسة عقود، هي القصة ذاتها للأخوين من بروكسل، الموجودان تحت تأثير الإسلام الراديكالي. بماذا تختلف شماتة نتنياهو، الذي يصعب عليه إخفاء حماسته لإظهار ’قلت لكم’، عن شماتة (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان، الذي يوازي بين الهجمات الإرهابية لداعش وبي.كي.كي.، منظمة المتمردين الأكراد'.

وأضافت أن 'الأمر ليس متعلقا بـ'قلت لكم’ فقط، وإنما أيضا بالشكل الوصائي والمتعجرف الذي يتطرقون فيه لدينا إلى الإرهاب العالمي. وكأننا، بتجربتنا، يمكننا أن تعلمهم ما هو الإرهاب. عذرا، ماذا يمكننا أن نعلمهم بالضبط، كيف نجحنا في اجتثاث الإرهاب؟' في إشارة إلى عجز إسرائيل عن وقف الهبة الفلسطينية أو تهدئتها.

وتابعت كدمون أن 'هذا كان مؤتمرا صحفيا لا حاجة له ومصطنع، وهدفه كان توفير شعور بأن إسرائيل هي جزء لا يتجزأ من الإرهاب العالمي، وأن الإرهاب الفلسطيني والإرهاب العالمي سيان، وفيما ما زالوا في العالم لا يعرفون كيف يواجهون هذا، وأنه لحظنا تعلموا ذلك عندنا'.  

من جانبه، أكد الصحافي غدعون ليفي في 'هآرتس' على أن 'الإرهاب الفلسطيني إجرامي بوسائله، لكنه عادل في أهدافه: من أجل إنهاء الاحتلال. ولا توجد علاقة بين الانتحاري في مترو بروكسل والفتى الذي يطعن عند باب العامود. وألف خطاب لبنيامين نتنياهو في مؤتمر ’أيباك’ لن تنجح في إرباك أشخاص نزيهين: الإرهاب الفلسطيني هو وسيلة اللا خيار، أداة بأيدي ضعفاء لتحقيق هدفهم العادل'.

 ولفت ليفي إلى أن 'النوع الثالث من الإرهاب هو ذاك الذي تمارسه دولة. إسرائيل مثلا. قتل جماعي لأبرياء، كذاك الذي حدث في غزة ولبنان، لا يعتبر إرهابا، لأنه لا ينفذه متوحشون مسلمون أو انتحاريون شيعة، وإنما طائرات أميركية متطورة، يقودها شبان إسرائيليون أخلاقيون. لكن هذا إرهاب أيضا، رغم أنه من نوع آخر'. 

اقرأ/ي أيضًا | نتنياهو يوظّف هجمات بروكسل للتحريض ويشبه الفلسطينيين بداعش

 

التعليقات