"عجوزا الدمى المتحركة لم يقنع أحدهما الآخر"

منذ عودة نتنياهو إلى مكتب رئيس الحكومة لم يتمكن من إقناع أي زعيم في العالم أن المستوطنات ليست عقبة أمام السلام، وأنها لا تهدد بجعل حل الدولتين غير قابل للتطبيق

"عجوزا الدمى المتحركة لم يقنع أحدهما الآخر"

تركزت الخلافات الجدية بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، منذ لقائهما الأول في أيار/ مايو 2009، في مسألتين: البرنامج النووي الإيراني والبناء في المستوطنات، إلا أن الخلاف الأول لم يعد ذا صلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. في العام الماضي، عندما ألقى نتنياهو خطابًا أقر فيه عمليًا أنه بالرغم من انتقاداته الحادة للاتفاق إلا أنه لم يتمكن من منعه، وبذلك أغلق هذا الفصل. أما الخلاف الثاني بشأن المستوطنات فلا يزال ذا صلة أكثر مما كان عليه في السابق.

ونقل عن مسؤول في الوفد المرافق لنتنياهو قوله، بعد لقاء أوباما، إن العلاقات بين الاثنين تشبه العلاقات بين العجوزين في برنامج الدمى المتحركة. فهما يجلسان منذ سنوات ويجادل أحدهما الآخر، ويغضب أحدهما الآخر، ولكنهما يبقيان سوية في نهاية المطاف. ونتنياهو لم يتمكن من إقناع أوباما بكل ما يتصل بالعملية الدبلوماسية التي قادها مع إيران. وفي النهاية فإن تصريحات وخطابات ومواعظ نتنياهو أغاظت أوباما. وبنفس القدر، فإن أوباما لم يتمكن من إقناع نتنياهو بشأن البناء في المستوطنات، وبعد سبع سنوات ونصف، فإن انتقادات وإدانات ومواعظ أوباما أغاظت نتنياهو.

ويقول المحلل في صحيفة 'هآرتس'، باراك رافيد، إن لقاء نتنياهو مع أوباما تركز على قضايا كثيرة، عدا عن المستوطنات، وخاصة الوضع في سورية، وقضايا أخرى حساسة ذات صلة بزيادة التعاون الاستخباري والعسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ففي نهاية الأمر فإن التوافق بين الطرفين أكبر بما لا يقاس مع الخلافات، فالمستوطنات لم تستغرق سوى بضع دقائق من اللقاء، ولكنها لا تزال، المرة تلو المرة، تحتل العناوين. وحتى في لقاء الأمس لم يتمكن نتنياهو من إقناع أوباما بأن المستوطنات ليست العقبة أمام تحقيق انفراج سياسي مع الفلسطينيين.

ويتابع رفيد أنه منذ عودة نتنياهو إلى مكتب رئيس الحكومة لم يتمكن من إقناع أي زعيم في العالم أن المستوطنات ليست عقبة أمام السلام، وأنها لا تهدد بجعل 'حل الدولتين' غير قابل للتطبيق. علما أن معارضة الاستيطان ربما تكون محط  الإجماع الأقوى والأكثر ثباتا في الدبلوماسية الدولية، ولعل خير دليل على ذلك هو أن الاتحاد الأوروبي المتنازع والمنقسم على نفسه تمكنت الدول الأعضاء من التوصل إلى قرارات مشتركة بهذا الشأن المرة تلو المرة، والتي وصلت أوجها إلى نشر تعليمات بوسم منتجات المستوطنات في شبكات التسويق في أوروبا.

اقرأ/ي أيضًا| الاحتلال يركز جهوده ضد صناعات السلاح في الضفة

ويقول إن كل ذلك لم يسقط في يد نتنياهو، فهو يعتقد أن كل الانتقادات التي يطلقها أوباما وزعماء آخرون في العالم ضد المستوطنات تنبع من فهم خاطئ للوضع بين إسرائيل والفلسطينيين. ويعتقد أن هذا الفهم الخاطئ يمكن تغييره، وأن هذه 'البقرة المقدسة يمكن ذبحها مع توفر ما يكفي من الشجاعة'. كما يعتقد أن مع الوقت سيقتنع العالم أن عدم قيام دولة فلسطينية هو فقط بسبب الرفض الفلسطيني للتنازل عن حق العودة وعن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

 

التعليقات