مجلة أميركية: "بلاك ووتر" تجند مرتزقة من العالم الثالث..

-

مجلة أميركية:
كشفت مجلة ماذر جونز الأميركية، المتخصصة في الصحافة التحقيقية المطولة، في عددها الأخير أن شركة بلاك ووتر -أشهر شركة للأمن الخاص في العراق- قد توسعت في عقودها الخارجية وجندت أعدادا كبيرة من المرتزقة القادمين من دول العالم الثالث.

وأضافت أن الشركة التي يملكها إيريك برينس، ضمن شبكة مشتركة، تسعى بقوة لإبرام عقود مع حكومات أجنبية، حيث حصلت على عقود تدريب قوات خاصة في أذربيجان والأردن.

وقالت المجلة إن برينس وضع رؤية لشبكته تعمل فيها شركاته كجهات حفظ سلام بقصد الربح بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى في مناطق الصراعات حول العالم.

وكشفت أن أهم أداة في تطلعات برينس العالمية ليست بلاك ووتر تحديدا، ولكن "غرايستون ليمتد"، الشركة التي أسسها سرا عام 2004 كفرع دولي لمؤسسته.

وقالت المجلة في تقريرها الذي كتبه مراسلاها بروس فالكونر بالاشتراك مع دانيال شلومان، إن غرايستون، على عكس بلاك ووتر، تمكنت من البقاء متوارية عن الأنظار وأنها لا تزال غامضة حتى للعالمين بالشؤون الداخلية للمهنة.

وعن بداية تاريخ نشأة بلاك ووتر قالت المجلة إن الهدف الأصلي للشركة كان متواضعا شمل تدريب شرطة الولايات والشرطة المحلية ليكونوا رماة محنكين، لكن بعد وقوع حرب أفغانستان والعراق انتعشت آمال الشركة ودخلت في مشروع الأمن الخاص هناك. ومنذ ذلك الحين توسعت شركة برينس القابضة وأصبحت تضم شركات عدة.

وقالت ماذر جونز إن إجمالي العقود الفدرالية لمجموعة برينس ظل بعضها سريا، لكن وفقا لسجلات الحكومة، كانت عقود شركة بلاك ووتر وحدها ما يقارب 600 مليون دولار عام 2006، بعدما كان رأسمالها دون المليون قبل 9/11/2001.

وأضافت المجلة أن شيكاتها كانت تأتي من عدة جهات، بما في ذلك وزارة الخارجية والدفاع والداخلية والاستخبارات المركزية، التي زعم تحقيق برلماني أوروبي أنها استأجرت شركة الطيران الخاصة ببرينس لنقل الإرهابيين المشتبه فيهم إلى أماكن استجواب سرية، الأمر الذي تنفيه بلاك ووتر.

وأشارت المجلة إلى أن شركة "غرايستون ليمتد"، المقاول الفرعي لبلاك ووتر، استأجرت خدماتها مباشرة حكومات أجنبية وزبائن من القطاع الخاص في دول مختلفة في الشرق الأوسط لتوفير خدمات أمنية متعددة.

ثم إن الشركة مسجلة أيضا لدى قسم المشتريات بالأمم المتحدة نظريا بما يسمح لها بالتنافس في عقود حفظ السلام الدولية. حتى إن أحد المسؤولين في الشركة تحدث في مؤتمر عمان عام 2006 واقترح أن تقوم بلاك ووتر بإرسال قوة بحجم لواء إلى دارفور على سبيل المثال.

وقالت المجلة أيضا إن بلاك ووتر حاولت دخول السوق الأفريقية بمزايدة لتدريب قوات جيش تحرير السودان في الجنوب التي كانت تخوض معركة طويلة مع النظام الإسلامي في الدولة، وجاء تصريح السفير السوداني في لبنان بعدها عندما كتب في جريدة النهار أن بلاك ووتر سعت إلى الحصول على إذن بدخول السودان تحت "اسم مختلف" هو "غرايستون".

وعن آلية العمل قالت ماذر جونز إن بلاك ووتر وغرايستون بنت شبكات تجنيد توغلت في أوساط القوات شبه النظامية في العالم الثالث، حيث تعمل على هذا النحو: تفوز بلاك ووتر -على سبيل المثال- بعقد حكومي أميركي، ثم تعمل مع نفسها عقدا من الباطن، أي مع غرايستون، للقيام بالعمل. ومن هناك، تنظر غرايستون إلى شبكتها من الفروع الدولية وتقوم بتجنيد أفرادها من أماكن شتى، وخاصة من دول أميركا الجنوبية، ثم تجمعهم وتحشدهم في النهاية مع القوات الأميركية في العراق.

وقالت المجلة إن هذا الإجراء يخدم الشركة كأمان من المساءلة القانونية وتنخفض نفقات الشركة ويزداد هامش ربحها، حيث إن مرتبات المرتزقة من دول العالم الثالث أقل من نظرائهم الأميركيين.

فبينما يصل مرتب الواحد منهم نحو 4000 دولار شهريا، يتلقى المرتزق الأميركي ما يتراوح بين 12 إلى 15 ألف دولار شهريا، بل إن بعض المجندين مند دول أميركا اللاتينية أخرى كانوا يتقاضون 700 دولار فقط شهريا.

التعليقات