نيويورك تايمز: الأطلسي يرفض التحقيق في مقتل مدنيين ليبيين

"طائرات الحلف وصلت بتأخير أيام وساعات وكان الضحايا من المدنيين.. أخطاء استخبارية أدت إلى استهداف الثوار الليبيين"..

نيويورك تايمز: الأطلسي يرفض التحقيق في مقتل مدنيين ليبيين
بين تحقيق جديد نشرته "نيويورك تايمز"، استنادا إلى فحص مواقع القصف ومقابلات مع شهود عيان وتقارير طبية، أن 40 مدنيا ليبيا على الأقل قتلوا في غارات حلف شمال الأطلسي، بينهم 29 من النساء والأطفال كانوا نائمين في منازلهم.
 
يذكر في هذا السياق أن الأمين العام لحلف الناتنو، أندرس راسموسين، كان قد لخص عمليات الحلف في ليبيا بأنها نفذت بحذر شديد بدون سقوط قتلى مدنيين بفضل التكنولوجيا المتطورة والتخطيط المتشدد للغارات.
 
وأشار التحقيق إلى أن المشكلة لا تقتصر على عشرات القتلى من المدنيين الذين تجاهلهم المجتمع الدولي، وإنما هناك أعداد كبيرة من المصابين الذين لم يتلقوا أية مساعدة، بينهم من بترت أطرافهم أو أصيبوا بالشلل أو يعانون من شظايا اخترقت أجسادهم، وإعاقات أخرى.
 
وكانت الناطقة بلسان حلف شمال الأطلسي قد أعلنت عن أسف الحلف لمقتل المدنيين، بيد أنها أكدت أنه لا يوجد أية نية لإجراء تحقيقات في القضية، وذلك بعد أن أعدت الصحيفة تقريرا امتد على 27 صفحة.
 
ويتضح من التحقيق أن القصف لم يقتصر على المباني السكنية، حيث أن القصف طال مباني كان تعتبر غير مأهولة وتبين لاحقا أن لاجئين جراء الحرب قد سكنوا فيها. كما تم تشخيص ما وصف بأنه "أخطاء استخبارية" قامت نتيجتها قوات الحلف بقصف الثوار الليبيين، وتكرر القصف حتى عندما حضر مدنيون ليبيون إلى المكان لتقديم المساعدات للمصابين.
 
وبحسب التقرير فإن قوات "الناتو" شنت نحو 9,700 غارة جوية، ودمرت نحو 5,900 هدف عسكري. ونقلت عن عائلات متضررة قولها إن المدنيين حاولوا التصرف بحذر مع اقتراب الغارات الجوية، إلا أن الطائرات الفرنسية والبريطانية والأمريكية كانت تصل بتأخير ساعات أو أيام، حيث تكون قوات القذافي قد غادرت المنطقة وبقي فيها مدنيون فقط.

التعليقات