"اللعبة الخطيرة لأوباما في إيران"..

"عملاء استخبارات تنكروا على هيئة تجار أسلحة في السوق السوداء، وقاموا ببيع إيران قطعا مستعملة بهدف أن تنهار تحت الضغط الشديد، أو قطعا للرصد وتحديد مواقع المختبرات السرية"..

تحت عنوان "اللعبة الخطيرة لأوباما في إيران" نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرا، تضمن اقباسات من عناصر في البنتاغون تتحدث عن غض النظر عن العمليات التي تنسب لإسرائيل في اغتيال علماء الذرة الإيرانيين.
 
ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل طلبت ضمانات من الرئيس الأمريكي باراك أوباما تتعهد فيه الولايات المتحدة بالعمل العسكري ضد إيران في حل فشلت العقوبات، وأن الأخير رفض تقديم هذه الضمانات. وبناء عليه فإن إسرائيل ترفض التعهد بعدم العمل لوحدها، كما أنها ليست على استعداد لإبلاغ الولايات المتحدة مسبقا.
 
وأشار التقرير إلى أن الحرب الخفية على المشروع النووي الإيراني أصبحت أكثر تعقيدا بعد الكشف عن خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول الأسلوب والإستراتيجية، بضمن ذلك اغتيال العلماء الإيرانيين، الممنوع بموجب القانون الأمريكي حيث تعتبر الاغتيالات بواسطة طائرة بدون طيار "عمليات حربية". ونقل عن مصدر في البنتاغون قوله "إن الإسرائيليين نفذوا العمليات عن طريق "التحرك"، بينما لم تفعل ذلك الولايات المتحدة حتى سوية مع إسرائيل".
 
ونقل عن مسؤول استخباري كبير قوله إن إسرائيل والولايات المتحدة تناولتا عمليات "الاغتيال" و"الحوادث" التي وقعت في السنوات الأخيرة في إيران. وبحسبه فإن "الإسرائيليين لا يريدون التصريح، ونحن لا نريد أن نسمع"، كما أنه يجري فعل التعاون بين الفينة والأخرى للتأكد من عدم استغلال المعلومات الاستخبارية الأمريكية لتنفيذ عمليات تخرق القانون الأمريكي".
 
وادعى مصدر في البنتاغون إنه جرى توخي الحذر في الحديث مع الإسرائيليين بهذا الشأن، وتم إخفاء أمور، مثل صور الأقمار الصناعية ومعلومات استخبارية أخرى، من شأنها أن تساعد الإسرائيليين في تنفيذ العمليات".
 
وأضافت "نيوزويك" أن الاستخبارات والمؤسسة العسكرية الأمريكية كانت لديها مخاوف تجاه إيران وأوباما. وأن الجنرالات ومسؤولي الاستخبارات كانون يخشون من أن يقوم الرئيس الجديد بإنهاء الحرب الخفية التي بدأوها ضد إيران.
 
وجاء أن الرئيس السابق جورج بوش كان مشاركا مع إسرائيل في عملية سرية جدا لضرب البرنامج النووي الإيراني تمثلت في أن عملاء استخبارات تنكروا على هيئة تجار أسلحة في السوق السوداء، وقاموا ببيع إيران قطعا مستعملة بهدف "أن تنهار تحت الضغط الشديد، أو قطعا للرصد وتحديد مواقع المختبرات السرية".
 
وأشارت المجلة أيضا إلى أن مهندسين علموا على تطوير حرب ألكترونية، واختراق حواسيب المفاعلات النووية في إيران الأمر الذي تسبب بأضرار لأجهزة حيوية مثل أجهزة الطرد المركزية. وبالنتيجة فإن العملاء لم يرغبوا بوقف الخطة، كما أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تخشى من فقدان ممتلكات عملت عليها مدة طويلة في إيران.
 
وتشير المجلة إلى التوتر الذي حصل في العلاقات بين أوباما ونتانياهو، كما تشير إلى أن الأول يخشى أن تشعل إٍسرائل حربا تضطر الولايات المتحدة إلى إنهائها، في حين أن إسرائيل تخفي "طبقة عليا من المعلومات" بشأن إيران.
 
وتنقل في المقابل عن جهات إسرائيلية قولها إن أوباما "مر بتغيير إيجابي" في مواقفه بشأن المشروع النووي الإيراني، وأن الوضع اليوم يختلف عما كان عليه قبل سنة. ونقل عن مصدر مقرب من نتانياهو قوله "من يصغي لأوباما اليوم يتملكه شعور بأن الولايات المتحدة على استعداد للهجوم في حال وقوع الأسوأ"، وأنها في "مسار صراع متصاعد باتجاه المواجهة الكبرى مع إيران".
 
وعلى صلة، كتب الموقع الإخباري الأمريكي "ديلي بيست"، اليوم الاثنين، أن زيارة رئيس الموساد تمير باردو إلى واشنطن كانت بهدف فحص ردود الفعل الأمريكية في حال قررت إسرائيل شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
 
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي وقله إن باردو وصل إلى الولايات المتحدة "لجس نبض الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما، وفحص مدى معارضة واشنطن للهجوم الإسرائيلي.
 
وأشار الموقع إلى أن باردو طرح عدة أسئلة على كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بضمنها "ما هي الاستعدادات الأمريكية تجاه إيران؟ هل هناك جاهزية أمريكية لمهاجمة إيران؟ وهل الولايات المتحدة معنية بمهاجمة إيران؟ وماذا يعني أن تقوم إسرائيل شن هذا الهجوم بنفسها؟. كما كتب الموقع أن إسرائيل توقفت عن إشراك الولايات المتحدة في استعداداتها لهجوم محتمل.
 
وفي السياق ذاته، نشرت "يديعوت أحرونوت" اليوم، الاثنين، أن البروفيسور اليهودي في القانون إيلان درشوفيتش ينصح إسرائيل بالاستعداد القضائي لليوم الذي يلي الهجوم على إيران.
 
وفي محاضرة له في ميامي، بمعية نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون، أمام آلاف اليهود الأمريكيين، اعتبر الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران على أنه "من باب الدفاع عن النفس والرد الفعال".
 
كما طالب إسرائيل بعدم الاعتماد على تعهدات أصدقائها، وعليها أن تدافع عن نفسها من الناحية القضائية.
 
ونقل عنه قوله إن إيران نفذت ما يكفي من العمليات لشرعنة الهجوم العسكري ضدها، وأنه على الحقوقيين الإسرائيليين أن يبدأوا الاستعدادات القضائية.
 
يشار إلى أن درشوفيتش زعم أن الجيش الإسرائيلي "هو أحد الجيوش الأخلاقية في حربه ضد الإرهاب، وبمعنى معين فإنه أكثر أخلاقية من الجيش الأمريكي".

التعليقات