"الغارديان": التزاحم بين الفضائيات الاخبارية الخليجية: تنافس في الحريات ام تغليب للاجندات

ومحطة "سكاي الاخبارية بالعربية"، مثلها مثل محطات "العربية" و"الجزيرة" و"العرب"، تقول انها ملتزمة بالحياد وانها تبث الاخبار بلا خوف او تحيز. وقال رئيسها نارت بوران "سيجدون اننا مختلفون. ولا بد ان قضية التوازن هي التي ستميزنا".


تتزاحم محطات التلفزيون لتجد مكانا لها في دول الخليج، بعد انطلاق محطة "سكاي" الاخبارية باللغة العربية والبدء ببث نشرات الاخبار من أبوظبي. جاء ذلك في مقال اعده الصحافي في صحيفة "ذي غارديان" مارتن شولوف من بيروت، وقال فيه:

الضيف الجديد في دنيا الاعلام شراكة تسهم في ملكيتها محطة تلفزيون "بي سكاي بي" التي ستبث لاربع وعشرين ساعة في اليوم ولسبعة ايام في الاسبوع مثلما هو الحال مع محطة "سكاي نيوز" باللغة الانكليزية. وقد امضى المسؤولون في المحطة الجديدة العام الماضي في التعاقد مع الموظفين والاستقرار في موطن المساهم الاخر فيها، وهو مؤسسة ابوظبي للاستثمار الاعلامي التي يملكها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مالك فريق "مانشستر سيتي" لكرة القدم أيضا.

ومحطة "سكاي الاخبارية بالعربية"، مثلها مثل محطات "العربية" و"الجزيرة" و"العرب"، تقول انها ملتزمة بالحياد وانها تبث الاخبار بلا خوف او تحيز. وقال رئيسها نارت بوران "سيجدون اننا مختلفون. ولا بد ان قضية التوازن هي التي ستميزنا".

غير ان الضيف الجديد يواجه استقبالا مشوبا بالشكوك. ذلك أن المحطات المنافسة في المنطقة التي نشأت وازدهرت على مدى العقد الماضي رفعت باستمرار رايات المبادئ ذاتها. وبذات القدر من الاندفاع جاء رد فعل ممن يحتلون الجانب الاخر من تغطيات شبكات البث التي استقرت اوضاعها: وهم المشاهدون والاذاعيون الذين يقولون ان الاستقلال الصادق يظل صعب المنال.

ويقول بوران انه مصمم على مقاومة الانحياز، وانه وضع خيارات برامجية تحدد مسارا مختلفا للشبكة "لن يكون لدينا برامج سياسية، او ندوات مطولة بشأن القضايا. واذا كنا نلجأ الى التحليل فانه سيتناول احداث الساعة. ولن يكون لدينا شخصان (في ندوة) يريد كل منهما ان يقتل الاخر".

ويضيف ان احدى نقاط الاختلاف الرئيسة، هي ان "سكاي الاخبارية العربية" سيكون لديها لجنة تحرير استشارية. "هذا ما اتفق عليه الشريكان ومجلس الادارة، وهو ما يريده كل فرد. ولن يترك الامر لاقوم انا او فريقي بتقريره على هوانا".

ولا تمانع "بي سكاي بي" التي يملك روبرت مردوخ الذي تعاني مؤسسته الاخبارية من اضطرابات، وتملك 39 في المئة من الاسهم، في ترتيبات الرقابة، وسيكون بين اعضاء مجلس الادارة المكون من ستة افراد كل من روجر ألتون، المحرر التنفيذي لصحيفة "ذي تايمز"، وكريس بيركت، المحرر التنفيذي لمحطة "سكاي نيوز".

وكانت "سكاي نيوز" المحرك الدافع في بدء المسيرة قبل اكثر من 53 اسبوعا مع وصول "الربيع العربي" الى ذروته، وفي ذلك الوقت سقط النظام في تونس والقاهرة وكانت الاوضاع في طرابلس والمنامه وصنعاء ودمشق متأرجحة.

وبدأ التفكير في شبكة تتوجه مباشرة الى العالم العربي وتستخدم صحافيين يجيدون اللغتين يكون بامكانهم اعداد تقارير اخبارية الى محطة البث الرئيسة عند الحاجة، باعتبار ان ذلك افضل وسيلة لمحاولة الاستحواذ على التغطية من الشرق الاوسط. وبامكان "سكاي الاخبارية العربية" الاستفادة من مكاتب "بي سكاي بي" الحالية، وهذا يعني انه سيكون بامكان الاذاعيين الاتصال بحوالي 20 موقعا في انحاء العالم.

ومن بين شبكات التلفزيون العاملة، تستطيع "الجزيرة" ان تقارب هذه المحطة وربما لديها اموال اكثر وسجل مؤكد في السباق. الا ان "سكاي الاخبارية العربية" على ثقة ان محتواها، سيجد طريقه الى جمهور "الجزيرة" التي تغطي قطاعا واسعا من العالم العربي السني.

وفي احدى الرسائل الالكترونية التي بعثت بها الى موظفيها، فان "سكاي نيوز" وصفت المشروع بانه "دليل على قوة رسالتنا، واطار مطامحنا وسعينا المتواصل لتحدي الوضع القائم".

واذا امكن تحقيق الهدف الاخير فان ذلك سيكون مقياسا لنجاح الشبكة. وتعكس الجهود التي يبذلها العاملون مدى صعوبة هذا المسعى في العالم العربي، فقد عانت "الجزيرة" من مواجهة سوريا وايران لها بسبب ما قيل من عدائها تجاه انظمتها الشيعية. كما ان القذافي منع مراسلي "الجزيرة" من دخول ليبيا خلال الانتفاضة التي اطاحت به. وكذلك الحال مع بشار الاسد الذين حظر دخول مراسلي الجزيرة الى بلاده.

ثم ان المحطة المنافسة الرئيسية للجزيرة وهي "العربية" افتتحت في اواخر التسعينات لتكون الرد السعودي على المحطة التي اتهمتها العائلة الملكية السعودية بالتجني عليهم. اما وانها الان في دبي ومملوكة للسعودية، فقد انتقدها الشيعة وتحاول ايجاد طريق لها في خضم الشكوك العميقة.

ولا تقل القنوات الاخبارية عن التواجد في لبنان والعراق – وكل منها تدعي انها تلتزم الصدق. الا ان تغطيتها تميل بقوة وفق مواقف مالكيها، ومعظمهم من الاقطاعيين او من زعماء الفصائل السياسية.

والسؤال هو هل ستحقق "سكاي الاخبارية العربية" حقا في ميثاقها التحريري واسلوبها الفرق عن منافساتها من التلفزيونات الاخرى؟ يقول احد المسؤولين التنفيذيين في تلفزيون اقليمي "هناك قضايا تراثية في المنطقة توقف البث من هناك لاي نقاش مفتوح يجري في اوروبا او الولايات المتحدة. فاصحاب النفوذ لا يحبون ان يتعرضوا للانتقاد، وفي اغلب الاحيان لا يتحملونه. وهناك عقوبات رادعة لمن يجرؤ على كسر القواعد الاجتماعية".

وتساءل "ما الذي سيحدث لتلفزيون سكاي الاخبارية العربية اذا هو وجه انتقادات الى حكام الامارات؟ هل سيقبلون بها، او يديرون خدهم الايسر؟ سننتظر ونرى".

 

التعليقات