الغارديان: أزمة حماس الاقتصادية تعطي فرصا أكبر لنجاح المصالحة

واضاف " اغلاق الانفاق اثر بشكل كبير على حماس لانها لا تستطيع دفع اجور الموظفين العاملين بشكل مباشر فيها بمن فيهم موظفو المؤسسة الأمنية وكتائب القسام والأمن الداخلي".

الغارديان: أزمة حماس الاقتصادية تعطي فرصا أكبر لنجاح المصالحة

نشرت صحيفة " الغارديان" البريطانية مقالا عن المصالحة الفلسطينية مرجحة نجاحها هذه المرة، بسبب أزمة حماس الاقتصادية والسياسية.

وأوضحت الصحيفة أن الاحوال الاقتصادية في غزة كانت جيدة في حكم الرئيس المعزول محمد مرسي حيث كان يتم تهريب البضائع عن طريق الانفاق لكن الحال قد اختلف الان بعدما صُنفت حركة حماس في مصر على انها حركة ارهابية واتهامها بالمشاركة في الازمة الامنية في شمال سيناء ما ادى الى اغلاق الانفاق.

واضافت "الغارديان" انه من الممكن ان تكون حماس جادة هذه المرة بالمصالحة مع حركة فتح بسبب الازمة الاقتصادية التي تمر بها والتي رأت في المصالحة مخرجا منها، كما أن أنصار حماس السابقين منشغلون في الحروب مثل سوريا وإيران أو أوصدوا الباب أمام الحركة كما حدث مع مصر.

وكانت الضرائب التي تفرضها حماس على الانفاق تغطي رواتب 47.000 موظف يعملون بشكل مباشر في حكومتها، وفي الاشهر الاخيرة كان يحصل هؤلاء الموظفين على نصف معاشاتهم.

وتابعت الصحيفة أن الازمة الاقتصادية التي يمر بها القطاع تختلف عن المرات السابقة لان البضائع في السابق كانت غالية الثمن نتيجة صعوبة دخولها إلا أن الناس كانوا يملكون المال، أما الان فالبضائع غالية ولا يمتلك الناس المال لشرائها.

وفي مقابلة اجرتها الصحيفة مع عمر شعبان وهو خبير الاقتصادي في مؤسسة "بال ثينك" قال " ان اغلاق الانفاق والتي كانت تعتبر مصدر دخل كبير لحماس والتي كانت تعتقد انها ستسمر الى الابد ادت الى صدمة كبيرة وغير متوقعة في اغلاقها".
واضاف " اغلاق الانفاق اثر بشكل كبير على حماس لانها لا تستطيع دفع اجور الموظفين العاملين بشكل مباشر فيها بمن فيهم موظفو المؤسسة الأمنية وكتائب القسام والأمن الداخلي".

اما من الناحية السياسية فان نفوذ حماس تضائل بشكل كبير. ويدرك اعضاء الحركة ان شعبيتها انخفضت الى النصف منذ فوزها بالانتخابات في العام 2006 ووفقا لاستطلاع للرأي فان نسبة التأييد لحركة حماس من قبل الفلسطينيين اصبحت اقل من الثلث.

وتلقت حماس ضربة قوية في مكانتها ونفوذها، حيث كانت هي الوسايط بين السلطات المصرية والحركات الجهادية في قطاع غزة، اما الان فان السلطات المصرية تتواصل مع هذه الحركات بدون الرجوع لحماس، فعندما اطلقت حركة الجهاد الاسلامي 70 صاروخا اتجاه اسرائيل في الشهر الماضي قامت مصر بالطلب مباشرة من الجهاد بوقف اطلاق الصواريخ.

ويقول وزير الخارجية المصري نبيل فهمي"ان السياسة التي تتبعها مصر في تدمير للانفاق على الحدود مع غزة ما هي الا اجراءات لحماية الامن القومي المصري ووقف تدفق الاسلحة باتجاه المليشيات المسلحة في سيناء والتي كانت مسؤولة عن اكثر من 300 هجوم مسلح منذ شهر تموز الماضي، وليس الهدف منها التضييق على قطاع غزة او الضغط على حركة حماس لصالح السلطة الفلسطينية ".
 

التعليقات