02/05/2016 - 15:00

فوائد استماع الأطفال والأجنّة للموسيقى

الكثير من الأطفال يميلون إلى سماع الأغاني التي تحتوي على ألفاظ وجمل عنيفة، وهذا يرجع إلى طبيعة ما يسمعه الوالدان في المنزل، حيث أن الطفل يتأثر بطبيعة ما يسمعه بشكل كبير.

فوائد استماع الأطفال والأجنّة للموسيقى

تخشى كثير من الأمهات استماع أطفالهن للموسيقى، لما يعتقدن أن لها تأثيرًا سلبيًا عليهم، خاصة إذا كانوا صغارا في السن، وهن لا يعلمن أن للموسيقى فوائد كثيرة خاصة للطفل، حيث أنها تغير حالته الشخصية والمزاجية، ومن الممكن تكون هواية لديه ومن الضروري تنميتها، من خلال إشراكه في مدارس متخصصة في هذا المجال، والسعي وراء تنمية موهبته وليست دفنها، ومن المعروف منذ القدم أن هناك بعض الأمهات يساعدن أطفالهن على النوم من خلال الأغاني ذات الألحان الخاصة، التي تجعل الطفل يهدأ لسماعها، وما يلبث أن يستسلم لسبات عميق وينام نومًا عميقًا.

والموسيقى الراقية لها تأثير على الحالة الانفعالية والنفسية للإنسان، والغريب أن هناك بعض الدول التي تعتمد تربية الأطفال فيها على الموسيقى، فهي تعتمد على تربيته على الموسيقى، منذ كان جنينًا في بطن أمه، فنرى أن هناك العديد من المؤسسات الاجتماعية في العالم التي توظف الموسيقى في تربية الجنين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن روما ما زالت تحرص، حتى الآن، على تنظيم حفلات موسيقية تحضرها النساء الحوامل بهدف الترويح وتحسين المزاج لهن، وتحسين حالة الجنين، أيضًا.

الكثير من الأطفال يميلون إلى سماع الأغاني التي تحتوي على ألفاظ وجمل عنيفة، وهذا يرجع إلى طبيعة ما يسمعه الوالدان في المنزل، حيث أن الطفل يتأثر بطبيعة ما يسمعه بشكل كبير.

فالأغاني التي تتضمن محتوى عنيفًا، أصبحت أكثر من التي تربط الحب، ذلك لأن الطفل لا يتأثر بها ولكن يكون الاستماع إليها من باب الفكاهة أو الإعجاب بالموسيقى الخاصة بها، أما إذا كانت الأسرة تميل إلى الاستماع إلى الأغاني الرومانسية ذات الإيقاع الهادئ، فإن الطفل بالطبع سيميل إلى هذا النوع من الأغاني، لذلك لا بد أن تنتبه الأسرة إلى نوعية الموسيقى التي تسمعها والتي من شأنها أن تترسخ في الطفل ، لذلك، فلا بد أن تعتبر الموسيقى إحدى النشاطات المتواجدة في المدرسة، لأنها تعرف الطفل الكلمات والأحرف عبر الأغنيات التي يحفظها، فالموسيقى تعمل على تنشيط الذاكرة السمعية لدى الطفل، كما أنها وسيلة مهمة لدى الأطفال الذين يشعرون بعدم الأمان بالنسبة لتعلم اللغة، فالموسيقى تعزز لديهم الثقة بأنفسهم وبقدراتهم على التعلم، فالأم يمكن أن تستخدم الموسيقى في تدريس طفلها من خلال تحويل الدرس إلى أغنية تكون سهلة الاستذكار.

وأجريت الكثير من الدراسات حول أهمية الموسيقى للطفل، والتي أثبتت أنها تعمل على تنمية الإدراك الحسي والقدرة على الملاحظة، وتنمية الذاكرة السمعية وزيادة القدرة على الابتكار لدى الأطفال، كما أنها تسهل عملية المذاكرة واستذكار الدروس لهم، بالإضافة إلى أنها تدرب الأذن على التمييز بين الأصوات المختلفة، التي تعتبر مرحلة مهمة في حياة الأطفال، ولعل من أهم فوائدها تحرر الطفل من التوتر والقلق فيكون أكثر توازنًا، ناهيك عن أن عملية تربية الأطفال للموسيقى، تعمل على تنمية الجوانب الاجتماعية لديه، فالغناء والموسيقى من شأنهما أن يقويا ثقته بنفسه، فيعبر عن إحساسه ومشاعره دون خجل أو خوف.

وأكدت إحدى المؤسسات التربوية الألمانية في دراستها أن الموسيقى تساعد الطفل على التذكر بطريقة مثالية، كما أن الموسيقى الهادئة تعمل على تنشيط المخ وخاصة الجانب الأيمن منه، وتساعده على الإصغاء الجيد، وتوطيد العلاقة بين الطفل وأمه، وتزيد من إحساس الطفل بإنسانيته، ولا سيما تحقيق التوازن الوجداني للطفل، وتعامله الهادئ مع الآخرين والابتعاد عن العصبية، كما أنها تقلل من الحالة المزاجية السيئة التي يمكن أن تصيبه في أي وقت.

والمدهش أن هناك دراسة أميركيّة أجريت مؤخرًا، توضح أن استماع الأطفال للموسيقى يعلمهم اللغات، لأن الموسيقى تحفز دماغ الطفل على تعلم لغة جديدة عن طريق تركيزه مع الأصوات والكلام الذي يقال خلال الأغنية، مؤكدة أن الموسيقى تجربة مهمة من شأنها أن تؤثر على نمو دماغ الطفل ومساعدتهم على التعلم بشكل سريع.

وأشارت الدراسة إلى أنه تم إجراء فحص على 39 طفلا رضيعا بشكل عشوائي، من خلال استماعهم للموسيقى في فترة تستغرق 10 جلسات لمدة 15 دقيقة في الشهر الواحد، وبعدها تم تعريضهم لأشعة الرنين على المخ.

وقد كشف البحث أن أدمغة الأطفال تتطور وتترابط بها الخلايا المسؤولة عن التعليم والذاكرة عند سماع الطفل الموسيقى، وقد كانت أكثر قدرة على الاستجابة في الكلام، ولم تقف الدراسة عند الأطفال، بل أكدت أن الموسيقى توجد جيدة للآباء والأمهات، فهي تساعد على زيادة التركيز وسرعة معدل الذكاء، كما أنها تقضي على التوتر والقلق.

في حين كشفت دراسة بريطانية أخرى، أن السماع إلى الموسيقى يساعد على تعلم لغة جديدة ويقي من الإصابة بالخرف والزهايمر.

التعليقات