الشمام.. فاكهة صيفية يقبل عليها الكثير من الناس في الوقت الحالي، وذلك بسبب طعمها الحلو ولأنها خفيفة على المعدة وفي عملية الهضم، بالإضافة إلى احتوائها على الماء الذي يحتاجه الجسم، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في هذا الفصل، وحاجة الجسم إلى تعويض نسب العرق التي تخرج من الجسم، هذا بالإضافة إلى أنها تحتوي على فيتامين A وC والمعادن والألياف المفيدة للجسم. ففيتامين A ضروري لنمو الأنسجة، كما أنه يساعد العينين على الرؤية الطبيعية في الظلام، وفيتامين C ضروري لإنتاج الكولاجين في البشرة ولامتصاص الجسم للحديد، كما أن له فوائد على الريجيم.
اشتق اسم ثمرة الشمام من قرية إيطالية بابوية “شمام – cantalup”، وتم زراعته أول مرة بها عام 1900 بعد الميلاد، وعلى الرغم من كونه نوعا من أنواع الفاكهة إلا أنه ينتمي إلى العائلة التي ينتمي إليها ثمرة الخيار.
ثمرة الشمام تُزرع في الأرض، وتُعرف أيضا باسم الشمام الشبكي، لأن قشرتها الخارجية تأخذ إلى حد كبير شكل الشبكة، أما عن الثمرة من الداخل فبها تجويف يحتوي على بذور متواجدة في ما يشبه بالشبكة، كما يعرف أيضا باسم “rock melon” في الكثير من أنحاء العالم، لكن في أغلب الدول العربية يُعرف باسمه “شمام”.
يقول د. جمال شعبان، أستاذ القلب بالمعهد القومي للقلب بالقاهرة: الشمام يعتبر مصدرا مهما لفيتامين “أ” لأنه يحتوي على كمية كبيرة من البيتاكاروتين التي تتحول إلى ذلك الفيتامين بمجرد دخولها لجسم الإنسان، هذا بالإضافة إلى أنه يمد جسم الإنسان بنسبة 100% من احتياجه اليومي لهذا الفيتامين، ولا يحتاج إلى تناول منتجات أخرى تحتوي على نفس نوع الفيتامين، كما أنه يقلل نسبة الإصابة بالبرد والإنفلونزا لاحتوائه على فيتامين “ج”.
فيتامين “ب3”
ويضيف شعبان: “للشمام فوائد كثيرة لجسم الإنسان، حيث أنه يحتوي على فيتامين “ب3″ الذي يساعد في عملية الهضم، وتحويل الطعام إلى طاقة، هذا بالإضافة إلى كونه يساعد على نمو الطفل بشكل صحيح ويمده بفيتامينات هامة تساعد على نمو جسمه في هذه السن، كما أنه يقوّي العظام والأسنان واللثة، وله فائدة كبيرة في نمو الشعر، ويساعد على نمو أنسجة الجلد بطريقة صحيحة، ويعالج قرحة المعدة والأمعاء، غير أنه يؤخر ظهور علامات الشيخوخة، ولعل أهم ما تم اكتشافه في مميزات الشمام أنه مضاد للأكسدة، ويقلل من حدوث مرض السرطان”.
ويشير إلى أن الشمام متوسط الحجم يحتوي على سعرات حرارية من 60 إلى 75 سعرا حراريا فقط، لذلك يستخدم في إنقاص الوزن ومن يقبل على الريجيم، كما أنه يحتوي على أملاح معدنية تشكل أهمية كبيرة لجسم الإنسان، بالإضافة إلى احتوائه على نسبة من السكر تنشط المخ وتعمل على زيادة التركيز، لافتا إلى أن الدراسات تنصح بتناوله في الصباح لأنه يساعد في عملية الهضم بصورة أسرع، وينصح بتناوله أثناء فترة الامتحانات لأنه ينشط الجسم ويعطيه الطاقة ويهدئ الأعصاب.
ويوضح أن الشمام يحتوي على مادة البوتاسيوم التي تعمل على ضبط ضغط الدم ومنع حدوث الجلطات، بالإضافة إلى احتوائه على الكالسيوم والفسفور الضروريين لبناء العظام والأسنان والخلايا العصبية للجسم.
أما بالنسبة لفوائده على البشرة، فتناول ثمرة كل يوم يعمل على نضارة ونعومة البشرة، ويقلل من ظهور التجاعيد في الوجه، وهذا إلى جانب كونه مصدرا هاما لحمض الفوليك والبوتاسيوم والمغنيسيوم.
عسر الهضم
وعلى الرغم من فوائد ثمرة الشمام الكثيرة إلا أن لها أضرارا، فيقول د. جمال عاصم مدكور، خبير التغذية العلاجية وعلاج السمنة والنحافة والسمنة الموضعية: إن تناول الشمام بكميات كبيرة يؤدي إلى تعفن الأمعاء، لذلك يجب تناوله بحذر خاصة للأشخاص المصابين بمرض السكر أو المصابين بالتهابات الأمعاء الحادة أو عسر الهضم، بالإضافة إلى أن تناول كمية كبيرة منه تؤدي إلى الشعور بثقل في المعدة ومغص وينتج عنه إسهال، بالإضافة إلى أن تناوله بعد الأكل مباشرة قد يؤذي القولون بسبب احتوائه على كمية كبيرة من الماء وارتفاع نسبة الألياف به، لذلك يفضل تناوله بعد الأكل بحوالي 3 ساعات.
ويشير عاصم إلى أن من أضرار الشمام أيضا القشرة الخارجية له لأنها تساعد على نمو بعض أنواع البكتيريا الضارة خصوصا في الأماكن الرطبة، لذلك ينصح بغسلها جيدا قبل التقطيع وتناولها، مؤكدا أن الشمام عنصر مفيد جدا في حالة الريجيم، لكن لابد من عدم تناوله في فترات معينة من موسمه لأنه يحتوي وقتها على نسبة كبيرة من السكريات التي من شأنها أن تفسد الريجيم.
وقد نشر الموقع الطبي الأمريكي “ميديكال نيوز توداي” تقريرا يؤكد أن فوائد الشمام تتمثل في احتوائه على نسبة مياه عالية تساهم في ترطيب الجسم وحمايته من الجفاف، كما أنه يحد من خطر الإصابة بمرض الضمور البقعي الذي يأتي مع تقدم السن لاحتوائه على مضاد الأكسدة “zeaxanthin”، وهذا المرض من شأنه أن يصيب العين، كما أنه يقلل من الإصابة بمرض الربو وحساسية الصدر، بالإضافة إلى كونه يحد من التهابات الجسم نظرا لاحتوائه على تركيزات عالية من عنصر الكولين.
اقرأ/ي أيضًا| فوائد مذهلة للأفوكادو... تعرفوا عليها
وأضاف التقرير: “لابد من غسل الشمام جيدا قبل تقطيعه بالسكين حتى نقلل فرص الإصابة بالبكتيريا الخطيرة “سالمونيلا”، كما يجب على المرضى الذين يتناولون عقار القلب والضغط الذي ينتمي إلى فئة مثبطات البيتا beta blocker مثل دواء أتينولول، الحد من تناول الشمام، لأن كلا من الدواء والفاكهة الشهيرة يرفعان مستويات البوتاسيوم بشكل ملحوظ في الدم، كما يجب على مرضى الكلى تناول الشمام بشكل متوازن لتجنب الضرر الناجم عن مستويات البوتاسيوم العالية.
التعليقات