22/05/2016 - 13:00

أوغندا "مهد" فيروس زيكا بلا حالات إصابة!

على حافة غابة كثيفة، يهب نسيم بارد بالقرب من قرب بحيرة فيكتوريا، حيث يوجد مركز أبحاث علمية يبدو كما لو كان مهجورا منذ فترة طويلة، كما أن مبانيه في حاجة إلى إصلاح.

أوغندا

على حافة غابة كثيفة، يهب نسيم بارد بالقرب من قرب بحيرة فيكتوريا، حيث يوجد مركز أبحاث علمية يبدو كما لو كان مهجورا منذ فترة طويلة، كما أن مبانيه في حاجة إلى إصلاح.

وأصبحت عجلات المركز المتنقل والذي كان يستخدم كمختبر ميداني فارغة من الهواء. ويتواجد أعلى المبنى صاري من الصلب كان يستخدم لمعرفة ما هو أقصى ارتفاع يمكن أن يصل إليه البعوض.

ويقول المسؤول عن غابة زيكا، حيث يقع مركز الأبحاث، بالقرب من مدينة عنتيبي، في أوغندا، جيرالد موكيسا، "إن هذا المكان تعرض للإهمال لفترة طويلة، ولكن بسبب فيروس زيكا، بدأ الآن يكتسب الاهتمام".

ومن هنا تمكن عالم الحشرات الأسكتلندي ألكسندر هادو، للمرة الأولى، من عزل فيروس زيكا، والذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه حالة صحية طارئة، عام 1947.

وترأس هادو معهد بحوث الحمى الصفراء، والذي تمت تسميته لاحقا معهد أوغندا لبحوث الفيروسات، والذي أنشئ بتمويل من مؤسسة "روكفلر"، بهدف إجراء أبحاث عن الحمى الصفراء. وأوضح يوليوس لوتواما، أن المرض كان يودي بحياة الكثيرين في أفريقيا في ذلك الوقت.

ويعمل هادو في مختبرات المعهد في عنتيبي، ليس بعيدا عن محطة الأبحاث القديمة في الغابة.

وكان فريق هادو يختبر عينات دم من القرود التي تعرضت للدغات البعوض، عندما أكتشفوا فيروسا جديدا. ولكن رغم أن أول تعرف على فيروس زيكا كان في أوغندا، إلا أنه يعتقد أنه كان موجودا في أماكن أخرى في أفريقيا وآسيا، حسبما أفاد لوتواما.

وينتشر الفيروس عن طريق البعوض والاتصال الجنسي، وحتى الأن تم التوصل إلى أنه هو المتسبب في ولادة أطفال برأس صغير، بشكل غير طبيعي، وقد يرتبط ذلك بإعاقة ذهنية.

وتم الإبلاغ عن ولادة 6500 طفل برأس صغير بشكل غير طبيعي في شمال شرق البرازيل وحدها، مركز تفشي المرض. وتم التأكد من أكثر من 850 حالة.

وبالإضافة إلى صغر الرأس لدى الأطفال حديثي الولادة، فإن الفيروس يرتبط أيضا بالتهاب النخاع الشوكي وأنسجة المخ بالإضافة إلى ضعف في السمع والبصر.

وبالنسبة للبالغين، يعتقد أن فيروس زيكا يتسبب في متلازمة جيلان باريه، وهو اضطراب عصبي يمكن أن يؤدي إلى الشلل.

وفي الوقت الذي يشعر فيه سكان الأميركتين وآسيا والمحيط الهادئ بقلق متزايد بشأن فيروس زيكا، لم يتم تسجيل أي حالات إصابة في أوغندا، حيث يوجد القليل من الأطباء على دراية بالفيروس.

ويوضح لوتواما أن أول إنسان تم العثور عليه مصاب بالفيروس كان في تنزانيا عام 1952، وفي ستينيات القرن الماضي عثر على مصابين بالفيروس في نيجيريا وفي قرية سيسا الأوغندية، جنوب غابة زيكا.

ولم يتسبب الفيروس وقتها في أثارة ذعر المواطنين، ويقول لوتواما، إن "المواطنين أصيبوا بمرض بسيط وشعروا بكسل وحمى وبالضعف بالإضافة إلى آلام في المفاصل وبعض الإنفلونزا، وفي خلال سبعة إلى عشرة أيام اختفت هذه الأعراض ولم يمرضوا ثانية".

وفي سيسا، حيث تم تشخيص إصابة حوالي 14 شخصا بالفيروس، في ذلك الوقت، لم يتم تعقب أثر أي من المصابين أو أقاربهم.

ويقول ماكسون سيكيوالا، وهو مقيم يبلغ من العمر 40 عاما، "لم نسمع عن هذا المرض، لقد كان ذلك منذ فترة طويلة".

ويقول موكيسا "لم أعرف عن هذا المرض إلا عن طريق الإنترنت ".

وتعتبر أوغندا موطن للزاعجة الأفريقية، البعوضة حاملة فيروس زيكا، بالإضافة إلى الزاعجة المصرية، الفصيلة المسؤولة عن انتشار الفيروس في البرازيل.

ويعزو الباحثون الأوغنديون خلو البلاد من حالات الإصابة بفيروس زيكا إلى عادات البعوض الغذائية والمناعة الواضحة لدى السكان المحليين.

ويقول الخبير في علم الحشرات في معهد أوغندا لبحوث الفيروسات، لويس موكوايا، "في أوغندا بعوض الزاعجة الأفريقية يقتصر وجوده إلى حد كبير على الغابة، ونادرا ما يخرج من هناك، ويلدغ ليلا، ويتغذى على القرود والحيوانات الأخرى".

ولم يتم الإبلاغ عن أطفال مصابين بحالات صغر في الرأس غير طبيعية والمرتبطة بفيروس بزيكا في أفريقيا، باستثناء جزر كيب فيردي.

ويقول لوتواما، إن "أجسام السكان الأفارقة ربما تكون طورت أجساما مضادات ضد فيروس زيكا خلال وباء الحمى الصفراء وحمى الضنك وغيرها من الفيروسات داخل أسرة الفيروسات الصفراء، والتي ينتمي إليها زيكا.

ويقول الباحثون الأوغنديون إن السلالة المنتشرة في البرازيل نشأت في آسيا وربما تكون قد تطورت بعد أن دخلت إلى أميركا الجنوبية.

ويتابع لوتواما "وهناك نظرية أن الفيروس في البرازيل يتضاعف أسرع في البشر عنه في أماكن أخرى مثل أوغندا".

ويقول لوتواما، في حال تعرض شخص مصاب بفيروس زيكا في أوغندا للدغة بعوضة، "لن يكون هناك ما يكفي من الفيروس كي تنقله البعوضة إلى شخص آخر".

ورغم ذلك هناك مخاوف من أن سلالة أميركا الجنوبية من فيروس زيكا قد تنتشر في أفريقيا.

ويقول لوتواما "إن الناس يسافرون من مكان إلى آخر، ومن الممكن أن ينتشر، والوسائل الأخرى تكون عبر نقل الدم. والخطر يكمن هنا".

اقرأ/ي أيضًا | أول حالة إصابة بـ"زيكا" في أفريقيا

وأضاف أن الخطر يمكن أن يزداد في حال إزالة الغابات، لأنه هذا سيؤدي إلى زيادة احتمال لدغ البعوض للبشر.

التعليقات