الأطعمة الحارة تقي من السرطان وتطيل عمر الإنسان

يفضّل كثيرون وخاصة الرجال تناول الأطعمة ذات المذاق الحار لما لها من مذاق رائع وشهي بجانب فوائدها المتعددة، فجمال هذه الأطعمة لا يتوقف فقط عند مذاقها الحار الفاتح للشهية، بل يمتد إلى فوائدها الصحية الكثيرة. فالجميع يدرك أضرار الشطة دون أن يكون ملما بفوائدها التي أوضحتها دراسة صينية، بأن الأكلات الحارة وخاصة الفلفل الحار الطازج يمكن أن يساعد على إطالة العمر.

أجرى باحثون في جامعة بكين الصينية دراسة حديثة على نحو نصف مليون شخص، تركزت أبحاثها على عاداتهم في الطعام، حيث وجدوا أن من يأكلون الأطعمة المخلوطة بالشطة بشكل يومي، تقل لديهم حالات الوفاة الناتجة عن السرطان، وأمراض السكتة الدماغية والقلب، والوفاة بسبب الالتهابات، وأمراض التنفس لدى الجنسين بنسبة تصل إلى 14 بالمئة، عن أولئك الذين لا يتنالون الأطعمة الحارة بشكل منتظم، وترتفع النسبة إلى 25 بالمئة لدى من يأكلون الأطعمة ذات المذاق الحار مرة كل أسبوع.

وقال الباحثون: إن الربط بين تناول الأطعمة الحارة وتراجع معدلات الوفاة يكون أقوى لدى من لا يتناولون المشروبات الكحولية والمخدرات.

وأشاروا إلى أن نتائج تلك الأبحاث مبنية على المراقبة المحضة، والتي لاحظوا من خلالها أن المركب الرئيسي النشط في الفلفل الحار، وهو “كابسيسين”، يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات، مما يحافظ على الصحة العامة ويقي من الأمراض.

من جانبه، أوضح البروفيسور فان بي كو، الأستاذ بمركز العلوم الصحية في جامعة بكين، والقائم على الدراسة، أن هناك أبحاث كثيرة تشير إلى ارتباط مركب كابسيسين بالتخلص من السمنة، وأنه مضاد للسرطان، ومضاد لارتفاع ضغط الدم، لافتا إلى أن الأطعمة ذات المذاق الحار بصفة عامة، ومن بينها الفلفل الحار مضادة للميكروبات.

وقد أكدت دراسة أخرى بشأن الفوائد الصحية للشطة والأطعمة الحريفة، أن تناول الأطعمة الحارة بشكل يومي أو على الأقل 3 مرات أسبوعيا يساهم بشكل ملحوظ في الحدّ من خطر الوفاة بالسرطان وأمراض القلب، والتي تعد المسبب الأول للوفاة على مستوى العالم، كما تساهم فى الحد من الإصابة بمشاكل التنفس، وهو ما يؤكد التأثير الإيجابي للأكلات الحارة على صحة الإنسان.

وأوضحت الدراسة التي أعدها باحثون دوليون من جامعات أوكسفورد البريطانية وهارفارد الأمريكية، أن لدى الأطعمة ذات المذاق الحار تاريخا طويلا في استخدامها كمكسب للطعم واللون وحفظ الأغذية، وفي أغراض طبية أيضاً.

وفسّر الباحثون ذلك، بأن الشطة تحتوي على مادة “capsaicin”، والتي تتمتع بخواص مضادة للأكسدة والالتهابات، كما أنها فعّالة في محاربة السرطان، ولها خصائص رائعة في مكافحة السمنة، وشملت الدراسة حوالي 600 ألف شخص من أنحاء مختلفة من العالم، تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 80 عاما.

وأشارت د. نيتا فروهي، رئيس وحدة علم الأوبئة في جامعة كامبريدج، إلى إجراء دراسات أخرى في المستقبل تبحث إن كان تناول الأطعمة ذات المذاق الحار، يؤدي هو نفسه إلى شرب الماء بكثرة، أو أن هناك أشياء أخرى هي التي تؤدي إلى ذلك.

وعن أضرار الشطة والأطعمة الحارة، أكدت الأبحاث التي أجرتها الجمعية الطبية الأمريكية، أن استجابة المعدة للنوعين من الأكلات الحارة وغير الحارة لم تختلف كثيرا، حيث أكد المتخصصون أن تناول الأفراد الأصحاء لوجبات الطعام المخلوط بالشطة لا يؤدي إلى أي أضرار ببطانة المعدة أو الأمعاء، وبناء على ذلك، فإن إضافة الشطة للطعام أو أكل الفلفل الأحمر الحار لا ضرر منه على سلامة المعدة أو الأمعاء، مع ملاحظة أن الشطة تكون مؤثرة أو منشطة حتى لو أخذت بكمية قليلة أي أنه لا داعي للإفراط في تناولها .

د. عصام مدكور، استشاري التغذية العلاجية، قال: الشطة كما لها فوائد لها أيضا أضرار، فعلى الرغم من أضرارها التي تتمثل في حساسية وتهيج الجلد، وحساسية العين، والغثيان وآلام البطن، إضافة إلى أن الإكثار من الشطة يسبّب البواسير، فإن الأطعمة المخلوطة بالشطة تتمتع بفوائد صحية، حيث تستخدم كفاتح للشهية، كما تساعد على الهضم، وتمكن الشرايين والأوردة الدموية من استعادة مرونتها، لافتا إلى أن الفلفل الحار يحتوي على فوائد كثيرة تنعكس بشكل أساسي علي جهازي الدورة الدموية والهضم، وتنظيم ضغط الدم وتقوية نبضات القلب، وتخفيض الكوليسترول، هذا بجانب أنه يعمل على تنشيط جميع أجهزة الجسم وخلاياه، كما تستخدم الشطة في الطعام كمنشط وقابض ومضاد للتشنج، ومنعش للدورة الدموية ومضاد للكآبة، موضحا أن هناك فئة من الأشخاص يجب أن يمتنعوا عن تناول الشطة مثل الحوامل ومرضى القولون العصبي والمصابين بالتهابات المعدة والحموضة المزمنة.

ويشير مدكور إلى أن الفلفل الحار والشطة يحتويان على كميات عالية من فيتامين C ، ومركب بيتا كاروتين، وفيتامينات B ، والحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، كما أن للأطعمة الحارة والشطة فوائد علاجية متعدده، منها: أنهما يحاربان الأمراض السرطانية، ويساعدان في النحافة وتخفيف الوزن، وعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، كما يلعبان دورا في الوقاية من السكري، وتخفض الصداع النصفي، وهو ما يجعلها تؤثر إيجابيا على الصحة العامة للإنسان، وتقيه من الأمراض، مما قد يطيل من عمره البيولوجي.

اقرأ/ي أيضًا| دراسة: نمط الحياة يؤثر في الإصابة بالسرطان