24/05/2016 - 14:18

خطر تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائي

تعدّدت الآراء حول صلاحية تناول المضادات الحيوية، فهناك من يؤكد على عدم تناولها إلا عند الضرورة، مشيرا إلى أهمية استشارة الطبيب المختص تجنبا للأضرار الناتجة عن تناولها بشكل عشوائي، والذي يسبب أضرارا بالغة لا يُحمد عقباها على الجسم.

خطر تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائي

انتشرت ظاهرة وصف الأدوية وخاصة المضادات الحيوية، فبمجرد إصابة الشخص بنزلة برد أو احتقان في الحلق نجده يلجأ إلى مثل هذه المضادات دون معرفة الآثار السلبية الناتجة من الإفراط في تناولها. فتناولها بطريقة عشوائية أصبح خطرا يهدّد خلايا الكلى والكبد ونخاع العظام، مما ينتج عنه عدم قدرة جهاز المناعة على محاربة الميكروبات، ويكون الأمر أشد خطورة على المرأة الحامل والأطفال عند تناولهم تلك المضادات.

وقد تعدّدت الآراء حول صلاحية تناول المضادات الحيوية، فهناك من يؤكد على عدم تناولها إلا عند الضرورة، مشيرا إلى أهمية استشارة الطبيب المختص تجنبا للأضرار الناتجة عن تناولها بشكل عشوائي، والذي يسبب أضرارا بالغة لا يُحمد عقباها على الجسم.

وقد كشفت دراسة أجراها مجموعة من الباحثين برئاسة د. أندرياس بوملر، أستاذ علم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة الطبية، عن الأضرار التي تنتج عن الإفراط في تناول المضادات الحيوية، والتي من شأنها أن تعزّز مسببات الأمراض عن طريق تعطيل مستويات الأكسجين في بطانة القناة الهضمية، أن المضادات الحيوية يرجع لها الفضل في إنقاذ عدد لا يحصى من المرضى منذ عام 1940، لكن مع ارتفاع نسب المقاومة له بدأ التفكير في كيفية استخدام هذه العقاقير بشكل آخر، مشيرة إلى أن البكتيريا “الجيدة” تساعد الأمعاء على الحماية ضد البكتيريا “السيئة” مثل السالمونيلا، لكن المضادات الحيوية تعمل على إخلال هذه العلاقة من خلال مساعدة الميكروبات المسببة للأمراض.

وعن تأثير المضادات الحيوية على الأطفال، فقد أكدت دراسة نشرت مؤخرا عبر الموقع الإخباري الأمريكي “ميديكال نيوز توداي”، أن للمضادات الحيوية تأثيرا كبيرا على صحة الأطفال خاصة عند تناولها في سن صغيرة لأنها تعطل وظيفة جهاز المناعة مدى الحياة، فهي تقضي على العديد من البكتيريا الجيدة للأمعاء أو الجراثيم التي تساعد في عملية الهضم واستخدام الغذاء والقضاء على النفايات، موضحة أن هذه المشكلة تتمثل لدى الأطفال الأصغر من 3 سنوات، لأن البكتيريا المفيدة الموجودة بمعدتهم تساعد على تثقيف وتوعية نظام المناعة لديهم حول ما يجب تجاهله وما يجب مهاجمته من الفيروسات والبكتيريا، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية والحساسية، كما يرفع فرص الإصابة بالأمراض خاصة السمنة والسكر من النوع 2 والسرطان في حالة تناوله بطريقة عشوائية.

من جانبه، يقول د. باسم هشام، استشاري الأمراض الباطنة: للمضادات الحيوية تأثيرا كبيرا على صحة الإنسان، فهي لا تُعتبر العلاج الفعّال لجميع الأمراض كما يعتقد الكثير، بل إنه يجب تناولها في حالات معينة، وبعد استشارة الطبيب المختص والمتابع للحالة المرضية، ويتم تحديد المضاد الحيوي بعدها وفقا لطبيعة الحالة والمرض الذي يعاني منه الشخص، ووفقا لدرجة مناعته، وكذلك مدى حساسيته لمكونات المضاد على أجهزة الجسم الأخرى، مشيرا إلى أن تناول المضادات الحيوية بطريقة عشوائية يسبب الكثير من المخاطر، مثل: خلل في وظائف الكليتين، وضعف دفاعات الجسم ضد الأمراض، وتناقص قوة الجسم تدريجيا، وشعوره بالهزلان والضعف، وهي أعراض تظهر على شكله، بالإضافة إلى أنها تسبب القيء والإسهال، أو الإصابة بحكة جلدية شديدة.

كما يؤكد د. محمد عبدالفتاح، أستاذ طب الأطفال بكلية طب قصر العيني، أن هناك الكثير من الأمهات التي تصرّ على إعطاء الطفل مضادات حيوية في أغلب الحالات المرضية دون استشارة الطبيب أو كتابته له، حتى وإن رفض الطبيب كتابته للطفل نجد أن الأم تذهب من تلقاء نفسها إلى الصيدلية وتشتري المضاد الحيوي بنفسها وتعطيه للطفل، هذه من العادات التي تنتشر بين الأمهات المصريات، لافتا إلى أن ما تفعله الأم يكون غير صحيح، لأن هناك بعض البكتيريا التي تسبب أنواعا من الحساسية الحادة، وهذه البكتيريا يتم القضاء عليها عن طريق المضادات الحيوية لكن ليس كل الأنواع يمكن استخدامها لأن هناك بعض المواد الفعّالة هي التي يمكن إعطاؤها للطفل.

ويشير عبدالفتاح إلى أنه لا يمكن القول بأن هناك مضادات حيوية تستخدم بشكل دائم للتغلب على حساسية الصدر، لكن هناك شرط يجب توافره لإعطاء الطفل تلك المضادات الحيوية، وهو وجود دليل على أن هناك بكتيريا في جسمه، وذلك من خلال استشارة الطبيب المختص بالحالة، موضحا أن هناك خطورة تصاحب الطفل عند تناول المضادات الحيوية دون الاستشارة، وهي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، حتى وإن كان نوعا قويا وحديثا، ويكون على شكل حقن لكنها لا تعطي نتيجة مع الطفل، وهنا يكمن السبب في زيادة استخدام المضادات وتشبع الجسم بها، بالإضافة إلى عدم استشارة الطبيب لمعرفة نوع المضاد المناسب للحالة المرضية للطفل.

ويوضح أن أغلب الأدوية التي يتناولها المريض يكون لها آثار جانبية غير مرغوبة، بعضها يكون أعراضا خفيفة لا تشكّل خطرا كبيرا على المريض، والبعض الآخر قد يهدّد حياته، لافتا إلى أن المضادات الحيوية شأنها شأن باقي الأدوية قد ينجم عن استعمالها آثار جانبية قد تكون خفيفة وقد تكون شديدة، وذلك لأسباب متعددة، منها ما يحدث بسبب طبيعة جسم الإنسان، أو بسبب خصائص الدواء، أو بسبب زيادة الجرعة الدوائية التي يتم وصفها، أو أحيانا يكون بسبب عند استخدام دواء آخر، أو مع تناول أغذية معينة، أو بسبب عدم التشخيص السليم، أو غيرها من الأسباب.

وأخيرا، فهناك بعض العوامل التي وفقا لها يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض، منها التشخيص السريري والمختبري، وذلك لمعرفة نوع البكتيريا الغازية، ومعرفة المضاد الحيوي المناسب، كذلك معرفة صفات المضاد الحيوي من حيث تركيزه في الجسم، لأن المضاد قد يكون فعالا ضد بكتيريا معينة ولكن تركيزه في الجسم لا يصل إلى الحدّ المطلوب، وبالتالي لا نحصل على النتيجة المرجوة، وطريقة طرحه من الجسم، كذلك الآثار الجانبية التي تنتج من تعاطي الدواء، فيجب الموازنة بين الأضرار والمنافع للمريض ومعرفة تكلفة الدواء، لأن بعضها يكون تكلفته عالية، ويكون له بدائل أخرى أرخص ومساوية له في التأثير.

اقرأ/ي أيضًا| لا بديل عن حليب الأم: الصناعي يسبب السرطان

التعليقات