24/05/2016 - 11:51

لا بديل عن حليب الأم: الصناعي يسبب السرطان

اختلفت الآراء حول أضرار وفوائد الرضاعة الصناعية، فمما لاشك فيه أن الرضاعة الطبيعية لها كثير من الفوائد، حيث أنها تمد الطفل بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها لنمو صحي، ناهيك عن أن البكتيريا الموجود في حليب الأم تحمي الطفل من التوحّد والسر

لا بديل عن حليب الأم: الصناعي يسبب السرطان

تلجأ الكثير من الأمهات إلى استبدال الرضاعة الطبيعية بالحليب الصناعي في تغذية طفلها، خاصة إذا كانت الأم لديها الكثير من الاهتمامات الأخرى، فمع طبيعة الحياة وخروج المرأة للعمل للمشاركة في دخل الأسرة نجد أن كثيرا من الأمهات يلجأن إلى الحليب الصناعي كبديل عن الرضاعة الطبيعية، حتى وإن حرصت الأم على الحليب الطبيعي في بداية الولادة، نجدها بعد حوالي ثلاثة أشهر تلجأ إلى الرضاعة الصناعية.

وقد اختلفت الآراء حول أضرار وفوائد الرضاعة الصناعية، فمما لاشك فيه أن الرضاعة الطبيعية لها كثير من الفوائد، حيث أنها تمد الطفل بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها لنمو صحي، ناهيك عن أن البكتيريا الموجود في حليب الأم تحمي الطفل من التوحّد والسرطان.

أكدت دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي المصرية، أجرتها د. منى عبدالوهاب العبد، لدراسة الطرق المختلفة المتبعة لتغذية الرضع، والعوامل الاجتماعية وعلاقتها بنسبة حدوث وتكرار الأمراض لديهم، أن حوالي 60.5% من حالات إصابة الأطفال بالنزلات المعوية والإسهال يكون السبب الرئيسي وراءها هو الحليب الصناعي، وتتكرر نوبات الإصابة بالإسهال لدى الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية بنسبة 29.2% و10.3% على التغذية المختلطة، لافتة إلى أن الرضاعة الطبيعية تعد الغذاء الأساسي للطفل خاصة في العامين الأولين، لذلك تنصح منظمة الصحة العالمية بضرورة الاعتماد على الرضاعة الطبيعية خلال أول ستة شهور من الولادة لحماية الطفل من الإصابة بالأمراض.

أثبتت الدراسة التي أجريت على عدد من الأطفال ممن يعتمدون على الرضاعة الطبيعية وآخرين يعتمدون على الرضاعة الصناعية والمختلطة، أن نوع التغذية له علاقة وطيدة بتكرار الإصابة بالمرض من عدمه، حيث ارتبطت الرضاعة الصناعية بتكرار الإصابة بالنزلات المعوية والإسهال بنسبة 60.5% بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من التغذية، وتكرار الإصابة بنوبات الإسهال في الأطفال المعتمدين على الرضاعة الطبيعية 29.2% و10.3% للتغذية المختلطة، وترتفع نسب الإصابة مع إدخال عوامل تكميلية في التغذية قبل 6 أشهر، وظهرت كذلك الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، كما يرجع السبب في ذلك إلى جهل الأم وصغر سنها خاصة إذا كانت أقل من 25 عاما.

من جانبه، يقول د. طلعت حسن سالم، أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة: إن تقديم الحليب الصناعي للطفل يجب أن يكون تحت ضوابط محددة وليس بطريقة عشوائية، كذلك في حالات معينة وليس في كل الأوقات دون الحاجة إليه، مشيرا إلى أن حليب الأم يفضّل تناوله للطفل خاصة خلال الستة أشهر الأولى، لأن تناوله لحليب الصناعي يقلل من رغبته في تناول الحليب الطبيعي، وذلك نتيجة سهولة امتصاصه من قارورة الحليب ولمذاقه الحلو الذي يعجب الأطفال لذلك يفضلون تناوله عن حليب الأم، لافتا إلى أنه يسبب المشاكل الكثيرة للأطفال، خاصة تلك التي ترتبط بالمعدة مثل التقلصات المعوية والانتفاخ، بالإضافة إلى عدم قدرته على منافسة حليب الأم من حيث الفوائد التي يقدمها للطفل.

أما عن المشكلات التي تواجه الأم العاملة، فيوضح سالم أن المرأة العاملة بإمكانها عدم اللجوء إلى الحليب الصناعي، وذلك من خلال استخدام شفاطة الحليب الطبيعي وتخزن له عددا من قوارير حليب الثدي وتضعها في المبرد لاستخدامها في فترات غيابها عن الطفل، ولكن ينصح ألا يخزن هذا الحليب لفترات طويلة، لافتا إلى أن كثيرا من الأمهات يلجأن إلى مثل هذا التصرف غير السليم باستبدال الحليب الطبيعي بالصناعي، مؤكدا أنه مهما كانت الفوائد التي يقدمها الحليب الصناعي للطفل فإنها لن تغني عن الرضاعة الطبيعية التي تمد الطفل بالكثير من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها جسمه خلال تلك الفترة.

ويضيف سالم قائلا: إنه إذا اضطرت الأم إلى الاعتماد على الحليب الصناعي بشكل مستمر، فإنه لابد من تعويض الطفل ببعض الفيتامينات التي يفتقرها الحليب الصناعي، والتي يأتي على رأسها فيتامين د الذي أوصت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بضرورة إعطائه للطفل سواء كان يعتمد على الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، مشيرا إلى أنه تختلف المرحلة العمرية التي يجب تقديم الفيتامين لها للطفل حسب نوع التغذية، فإذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية بشكل دائم فينصح بإعطائه الفيتامين في الشهر الثامن، أما إذا كان يعتمد على الحليب الصناعي فينصح بتقديمه له في سن مبكرة وليكن بعد ثلاثة أشهر من الولادة.

لم يتوقف خطر الحليب الصناعي عند حد الإصابة بأمراض المعدة والإسهال والتقلصات، لكن ذهب الخطر إلى أكبر من ذلك، فقد أثبت تقرير أمريكي أن الرضاعة الصناعية تزيد من معدل الوفيات لدى الأطفال الرضع، وذلك يمكن تفسيره عن طريق انخفاض نسبة مناعة الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية في التغذية.

كما كشفت دراسة طبية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا عن نتائج خطيرة للغاية، أن الأمهات اللاتي يخضعن للولادة القيصرية ويرضعن أطفالهن حليبا صناعيا يكن أكثر عرضة للإصابة بحساسية الصدر “الربو”، وذلك نتيجة أن هؤلاء الأطفال لا يكتسبون البكتيريا المفيدة التي تنتقل إليهم من القناة التناسلية للأم خلال الولادة الطبيعية، كما يفتقدون البكتيريا النافعة التي تتكون داخل جهازهم الهضمي بسبب الرضاعة الطبيعية، وتساهم هذه البكتيريا في الحد من خطر الإصابة بالربو.

كما أثبتت الدراسة أن الحليب الصناعي هو حليب من الأبقار أو الجاموس ويمر بعدة مراحل لكي يصلنا بالشكل الذس يكون بين أيدينا، وقد تتسبب هذه المراحل التي يمر بها الحليب إلى خلق نوع من السموم يرتبط ارتباطا وثيقا بمرض السكر، وقد ثبت ذلك من مرضى السكر أنهم كانوا لا يعتمدون على الرضاعة الطبيعية.

كما أن الحليب الصناعي يحتوي على المعادن الثقيلة التي لا تتناسب مع معدة الطفل، كما أشارت الدراسة أنه يحدث تسرب لمادة الرصاص ومواد أخرى من المعدن الداخلي لعبوة الحليب، والتي تسبب ظهور السرطان للأطفال والتهابات المعدة وأمراض القلب والسكر وأمراض المناعة الذاتية، لذلك ينصح الأطباء بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية خاصة خلال الشهور الأولى، ولا تتكاسل وتهتم بنفسها ورغبتها الشخصية فقط، بل عليها أن تحافظ على صحة طفلها.

اقرأ/ي أيضًا| منظمة الصحة العالمية: لا بديل عن حليب الأم

التعليقات