02/09/2016 - 13:03

أقوى علاج للقضاء على مرض الزهايمر!

غالبا ما يصيب مرض الزهايمر كبار السن بداية من منتصف العمر، نتيجة تراكم التكتلات اللزجة في الدماغ على الخلايا المتعلقة بملفات الذاكرة، ويلاحظ الشخص توابع ذلك بعد مرور سنوات، عبر علامات مختلفة.

أقوى علاج للقضاء على مرض الزهايمر!

غالبا ما يصيب مرض الزهايمر كبار السن بداية من منتصف العمر، نتيجة تراكم التكتلات اللزجة في الدماغ على الخلايا المتعلقة بملفات الذاكرة، ويلاحظ الشخص توابع ذلك بعد مرور سنوات، عبر علامات مختلفة، مثل ضعف القدرات المعرفية أو صعوبة في تذكر الأشياء والأسماء والأماكن.

وفي هذه الحالة، يستوجب على المرء تناول بعض العقاقير العلاجية، التي تحسن من حالة الذاكرة وتعيد إحياء الخلايا المختلفة، ولكن قد تأتي بنتائج سريعة وقد لا تأتي، إلا أنه وبحسب دراسة علمية أجراها باحثون من جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة، تبين أن المضادات الحيوية من أقوى العلاجات الدوائية للقضاء على مرض الزهايمر.

حيث المضادات الحيوية تقوم بتنشيط الجهاز المناعي وتقوية المواد الدفاعية المسؤولة عن حماية الجسم من الإصابة بالأمراض الناتجة عن اختراق البكتيريا لجسم الإنسان، ومن ثم يكون دورها في علاج مرض الزهايمر، هذا بجانب قدراته على تقليل اللويحات أو التكتلات اللزجة التي تؤثر على ملفات الذاكرة والمعرفة داخل الدماغ.

وقد أكد الباحثون الأميركيون أن مفعول المضادات الحيوية على الدماغ،  يمكن معرفته وملامسته بعد انتظام تناوله لمدة لا تقل عن خمسة شهور، حتى يتمكن لها تكسير اللويحات اللزجة وتخفيض مستوى تواجدها داخل الدماغ، والتي تُعرف باسم 'أميلو بيتا'، وهي عبارة عن بروتينات تتراكم داخل الدماغ، قبل عقود من ظهور علامات المرض المتمثلة في مشاكل الإدراك والذاكرة، كذلك تقوم المضادات الحيوية بتفعيل عمل بكتيريا نافعة مركزها القناة الهضمية، تعمل على تقوية الجهاز المناعي وتنشيطه، ومن ثم تسهم المضادات الحيوية في علاج مرض الزهايمر وتقليل توابعه.

ويقول استشاري الأمراض النفسية والعصبية، د. جميل صبحي، إن 'الزهايمر مرض يصيب خلايا الدماغ المسئولة عن بعض الملفات، بحيث يتلف بعضها ويقتل البعض الآخر، مما يجعلها غير قادرة على تفسير واستيعاب ما يستقبله العقل من مواقف أو أشخاص أو كلمات، كما أنها لم تكن مؤهلة لاسترجاع ما تم تخزينه من معلومات قديمة، وبالتالي تصبح الحالة المعرفية وإمكانية الإدراك لدى الإنسان ضعيفة إلى حد يستبعد معه الحياة بصورة طبيعية والتواصل مع الآخرين'.

ويضيف صبحي، 'لذلك لم يتمكن الأطباء على مستوى العالم التوصل لحل سريع وأكثر ضمانا لمرض الزهايمر، لقدرته الفائقة في تدمير كل ما يتعلق بالدماغ والعقل، لافتا إلى أن الجهاز العصبي الرئيسي يتعرض لتغييرات عميقة، بعد تغيير جزئي يصيب الدماغ في المنطقة المتعلقة بتوجيه هذا الجهاز من جانب العقل، قبل وصول الإنسان للعقد الخمسيني من العمر، ومن ثم يكون الدماغ وبعض الأجهزة الموجهة مؤهلة للإصابة بأمراض عديدة مثل الزهايمر، حيث يتبع هذه التغييرات ضعف في بعض الخلايا، كما يلحق بالأجهزة المسؤولة عن حماية الإنسان عضويا ونفسيا ضعفا في مواجهة الأمراض المختلفة، لذلك ينصح الإنسان بداية من عمر العشرينات إجراء فحوصات كلية على الجسم للتأكد من سلامته'.

من جهته، يشير أستاذ المخ والأعصاب، د. حسين الشافعي، إلى أن الأعداد المصابة بمرض الزهايمر تصل إلى حوالي 44 مليون مصاب حول العالم، وذلك بحسب تقرير أعده بعض الباحثين بجامعة 'كينجر كوليدج' البريطانية، ليس هذا فقط وإنما 'يحتمل ارتفاع النسبة إلى 130 مليون خلال الأعوام القادمة، نتيجة عدم تناول أدوية تبطئ من عمل الموت الدماغي، وتعزز من حيوية الذاكرة، لذلك تم إجراء بحث ضمن الدراسة على الأشخاص الذين يكثرون من تناول المضادات الحيوية، لمعرفة مستوى تأثيرها المباشر على الدماغ، تبين تحسن ملحوظ في عمل ملفات الذاكرة، خلال 15 شهرا من بدء انتظام التناول، عبر إجراء فحوصات الرنين المغناطيسي، الذي أظهر انخفاض نسبة تعرض خلايا الدماغ للموت السريع، بالمقارنة بآخرين لا يقبعون على تناول المضادات الحيوية بانتظام'.

ويؤكد زهدي أن 'تناول المضادات الحيوية يحسن من القدرات المعرفية لدى الشخص وإن بلغ عمر الستين عاما، كما أنها تعزز حيوية وظائف ملفات الذاكرة، ولكن لم يتوصل حتى الآن عن السر الذي يميز المضادات الحيوية، ويجعلها قادرة على معالجة مرض الزهايمر وتوابعه، سوى أنها تحتوي على مواد كيميائية سريعة المفعول وشديدة التأثير على الخلايا التالفة، حيث تستطيع تجديدها خلال شهور قليلة، كما أنها تحافظ على حيوية بقية الخلايا التي لم تتعرض للتلف، وبالتالي يحافظ على عمل الدماغ من خلال الحفاظ على الخلايا'.

اقرأ/ي أيضًا | حقن تحفز الجهاز المناعي ضد مرض الزهايمر

وختم أن 'المضادات الحيوية لا تأتي بنتيجة إلا إذا استخدمت بمفردها بدون تناول أدوية أخرى ملازمة لها، لأن العلاجات الدوائية الأخرى تقوم بإفساد عمل أو تأثير المواد الكيميائية التي تدخل ضمن مكونات المضادات الحيوية، كما أن تداخل المكونات بينهما يمنع تأثير المضادات الحيوية من التأثير على خلايا الدماغ، إن لم يكن سببا في الإصابة بأمراض أخرى، ومن التأثيرات الهامة التي تميز المضادات الحيوية عن الأدوية العلاجية الأخرى للزهايمر، أنها تمنع تشكيل كتل من البروتين بين الخلايا العصبية في الدماغ، الأمر الذي يقلل من خطورة تأثيرات الإصابة بالمرض'.

التعليقات