13/11/2016 - 10:55

أطباء في مواجهة انتشار مرض السكري

وكشف الأطباء المتخصصون في مرض السكري أن الرجل العربي يعاني في مجتمعنا من السكري بعد جيل الـ45، وفي قرى المثلث يُظهر الواقع أنّ نسبة السكري أعلى بكثير من القرى والمدن في الشمال.

أطباء في مواجهة انتشار مرض السكري

(pixabay)

أجرى موقع 'عرب 48' لقاء مع أخصائي طب عائلة ومستشار مرض السكري في صندوق المرضى العام بالناصرة، د. جرير خوري، بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكري الذي يُصادف بعد غدٍ الثلاثاء، وقدّم د. خوري بعض النصائح المهمة والتوعوية التي مِن شأنها أن تصحح من واقع مرضى 'السكري' المنتشر بشكلٍ مقلق جدًا، ليس في البلاد فحسب، ولا يتوقف عند حد العرب في الداخل، بل باتَ فزّاعة لهذا العصر سريع التطورات ما يترك قلقًا كبيرًا لدى أصحاء البدن والمرضى على حدٍ سواء.

ووافانا د. جرير بالمعطيات التالية: '25% من المجتمع العربي يعانون من السكري، والسنوات الأخيرة أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة مرضى السكري في العالم، وفي المجتمع العربي بشكل خاص، إذ تقدّر نسبة مرضى السكري بحوالي 10% من الناس البالغين'.

وقال إنّ 'التعقيدات الناتجة عن عدم توازن السكر هي كثيرة وخطيرة جدا بينما نستطيع أن نتعايش مع مرض السكري إذا حافظنا على توازن في السكر، وفي حالة الإصابة بمرض السكري فإن هذا لا يعني أن نستسلم للمرض، بل علينا أن نتابع الإرشادات الطبيّة بشكلٍ مدروس وواضح، مع المحافظة على التغذية السليمة وممارسة الرياضة، كالمشي والرياضات التي بالإمكان اتباعها دون الإجهاد'.

وأشار د. جرير إلى 'ضرورة تعزيز الوعي لمكافحة مرض السكري، خاصةً مع اقتراب اليوم العالمي لمرض السكري، والذي يُطل علينا في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وسيركّز العالم بأسره على المعطيات التي ستنبثق من المؤسسات والمراكز الصحيّة التي تُعنى بموضوع مرض السكري، الذي بات مقلقًا ليس بأقل من أمراض العصر الأخرى مثل السرطان، وغيره، بينما صرّحت مصادر في العالم الغربي أنّ نحو 366 مليون شخص مصاب بالسكري في العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد مرضى السكر على مستوى العالم إلى 552 مليون مريضا بحلول العام 2030 ما يعني زيادة مقلقة تصل حد 50.7%، في بلادنا، وكشفت المعطيات أيضًا أنّ هناك نصف مليون مريض سكري والمجتمع العربي يتصدر أعلى النسب في المجموعات السكانية'.

وكشف الأطباء المتخصصون في مرض السكري أن الرجل العربي يعاني في مجتمعنا من السكري بعد جيل الـ45، وفي قرى المثلث يُظهر الواقع أنّ نسبة السكري أعلى بكثير من القرى والمدن في الشمال. أما الإحصائيات الأكثر إثارة للقلق فتظهر لدى النساء، إذ أن واحدة من بين ثلاث نساء فوق جيل 55 مصابة بالسكري، أما معدل إصابة الرجال ما فوق الـ 55 عاما فيصل إلى رجل من بين أربعة رجال. وفوق جيل 65 ترتفع النسبة عند النساء لـ40% ممن يصبن بمرض السكري.

وأشارَت المعطيات التي نشرت في مؤتمر الصحّة الأخير الذي عُقد في فندق جولدن كراون، بدعوة من المستشفى الإنجليزي في الناصرة، إلى أنّ 'الرجل العربي قبل جيل 45 يعمل في الأشغال الجسديّة والتي تشكل حاجزا أمام مرض السكري، وبعد سنوات قليلة يستسلمون لعادات سيئة مثل التدخين كما يتوقفون عن ممارسة النشاط الجسدي، وتزداد ظاهرة تناول المأكولات والحلويات ما يُسفر في النهاية عن إصابة الرجال بالسكري بنسبة عالية'.

وكان البروفيسور نعيم شحادة قدّم عددًا من التوصيات الهامة، مطالبا المشاركين بـ'مراعاة توصيات الطواقم الطبية، واتباع تغذية سليمة لضمان حياة أطول، مع الحفاظ على مستوى السكر'، كما أشارَ إلى أنّ 'المجلس الوطني للسكري والسمنة يقوم في الآونة الأخيرة برصد ميزانية 2 مليون شيقل لبرنامج يمتد لثلاث سنوات يهدف لتقليل انتشار مرض السكري، والعمل على موازنة السكر لدى المرضى'.

وطوّر وسجّل البروفيسور شحادة عددًا من الاختراعات المتعلّقة بمحاربة مرض السكري أهمها بدائل حليب الأم، اختراع جهاز لتسهيل تشخيص السُّكَّري، اختراع نظارات تقي العينين لمرضى السكري.

يُشار إلى أنّ البروفيسور شحادة من خيرة الأطباء في تخصص السكري، لدى الأطفال والكبار أيضًا، فقد تخصّص بأمراض الغدد الصماء والسكري وأجرى تخصّصاً في مركز مرض السكري في دينفر الأميركية، وهو مدير قسم الأطفال في مستشفى رمبام، ومدير عيادة سكري الأطفال في المستشفى، ومسؤول عن عيادات السكري لخدمات الصحة العامة في عكا والجليل الغربي، وهو بروفيسور مزامل في كلية الطب في التخنيون، وبروفيسور ضيف بجامعة ييل الأميركية، إدارة لجنة الاختراعات والبراءات الجديدة في مستشفى رمبام، إدارة مجموعة شركات وأبحاث علمية تجارية بمجالات طبية متنوعة، مستشار علمي لعدة شركات، رئيس اللجنة المسؤولة عن المجتمع العربي في الجمعية الوطنية للسُّكَّري ومدير عام مشروع 'نحمي' للتثقيف الصحي من أجل خفض نسبة السكري في المجتمع العربي في المستشفى الإنجليزي.

وسنتابع في موقع 'عرب 48' المعطيات التي ستصدُر خلال اليوم العالمي لمرض السكري، وسنستمر في إجراء عدد من المُقابلات مع أطباء مختصين، ومع مرضى السكري، ونهج حياتهم في ظل هذا المرض الذي يرتفع بشكلٍ مطرد.

التعليقات